-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنانة سلاف فواخرجي لـ "الشروق العربي":

خسرت كل أموالي وتشتت عائلتي.. ولكني لم أغادر سوريا!

الشروق أونلاين
  • 16820
  • 0
خسرت كل أموالي وتشتت عائلتي.. ولكني لم أغادر سوريا!

منذ أن ظهرت سلاف فواخرجي أول مرة في مسلسل “الدنيا مضحك مبكى” لم تكف للحظة عن التميز في الأعمال التي قدمتها واستطاعت اجتياز رقم خمسين عملا بين التلفزيون والسينما وهي صاحبة الثامن والثلاثين ربيعا. درست علم الآثار، دافعت في حوار جمعها بمجلة الشروق العربي عن موقفها إزاء ما يحصل في سوريا، كما تحدثت عن آخر أعمالها وكشفت عن رأيها حول الأعمال العربية المشتركة ومستوى الدراما السورية.. إليكم “أم حمزة” في هذا الحوار الحصري.

*تجسدين شخصية “لمى” في مسلسل “بانتظار الياسمين”، وهو أحد الأدوار الموغلة في الوجع السوري، ما هي المرجعية التي تستندين إليها في أداء هذا الدور؟

مرجعيتي هي بلادي وما يحصل فيها، والأضرار التي لحقت بالإنسان السوري من جراء ذلك. هذا الإنسان الذي كان آمنا في بيته، وأُجبر على اتخاذ العراء بيتا، ولم يجع يوما مهما بلغت درجة فقره، بينما هو جائع الآن. التقيت مرارا ببعض المهجرين الذين كانوا يطالبونني دائما بتقديم مسلسلات تعبر عنهم. وعملنا هذا يشبههم، ويشبهنا، فكلنا تضررنا في النهاية. “بانتظار الياسمين” عمل سوري إنساني جدا، يتناول الإنسان الذي أغفلته نشرات الأخبار، لعل رسالتنا تصل إلى العالم، مع سؤالنا لهم: لماذا فعلتم هذا بنا؟ 

*كيف تقيمين الدراما السورية التي تحاول الخروج من رحم الزجاجة.. فرغم كل الظروف عادت هذه السنة بأكثر من 30 عملا؟ 

الدراما السورية استطاعت التأثير في الأجيال وهي سلاح مهم، لأنها وصلت إلى كل العرب، كما أنها حافظت على استقلاليتها المادية والفكرية رغم كل شيء. ورغم تبرير بعض المنتجين والمخرجين بصعوبة الظروف وغياب النجوم. والظروف التي تعيشها سوريا اليوم واقعة على كل الناس، والفنان هو مواطن أولا وأخيرا. أنا لا أقيم أعمال الدراما السورية، ولكن دائما وضمن هذه الظروف لم تتوقف أعمالنا كما الحياة لا تتوقف.

*الأعمال الدرامية العربية المشتركة عرفت انتعاشا كبيرا في ظل الظروف العربية الراهنة، هل يمكن أن تحقق الإضافة؟

لمّا تكون هذه الأعمال العربية المشتركة مؤسسة وغير مقحمة، وغير مركبة على أهداف كالانتشار، يجب أن تكون صادقة وموضوعية وقائمة على قصة حقيقية، وأن لا يكون الاشتراك هدفا..

*الفنانون السوريون انقسموا بين مع وضد، وكل تحمل نتائج اتجاهه، هل لازلت متمسكة بموقفك؟

هناك وطن ينزف ويبكي وهو أهم مني ومن غيري، ومن الفن والفنانين وكل المواقف، ومن مع ومن ضد. كلنا نحب سوريا ويهمنا أن تعود معافاة وقوية مثلما كانت في السابق، بل أفضل، وهي لن تعود إلا بنا جميعا، ولذلك نحن بحاجة إلى بعضنا قبل أن نكون مع أو ضد. أما بالنسبة لموقفي أنا أنحاز إلى صف بلدي. بصفتي ابنة تربت على الانتماء إلى الوطن قبل كل شيء. ومواطنة كبقية شعبي، عاشت في بلد لا يتكلم بأديان وطوائف، تحكمه سيادة الدولة. وكأم تربي أولادها، وتعلمهم أنه كما كان التاريخ هنا، فالمستقبل هنا، وليس في مكان آخر، وأنكم أنتم من سيعود بسوريا كما كانت وأفضل، فإن ذهبتم أنتم وغيركم، فمن سيبقى ليعيد بناء بلادنا؟ أما من يمسك العصا بالنص فهو حر!!

*لكن موقفك ذلك كلفك أن تخسري الكثير من جمهورك، حتى أن بعضهم يردد أنك مدعومة من النظام؟

لم أتلق أموالا من النظام السوري، لست مستفيدة من آرائي ولا أنتظر تكريما أو مكافأة من أحد. يجب أن يقتنعوا أن ما أفعله هو واجب وطني. وموقفي وطني وليس سياسي. أنا خسرت عقودا وأموالا وجمهورا بسبب مواقفي ولا يهمني. حين يوضع الوطن على المحك أنسى موضوع الفن، وإذا جمهوري لا يريد أن  يؤمن بي كممثلة لها رأي، هذا يعني أنه ضد الحرية التي نحن نطالب بها. عشت فنانة لم يبخل بلدها على الفن وأهله، بما فيهم العرب، فكيف أخذله، ولا أقوم بواجباتي تجاهه، وأنفصل كفنانة عن كوني مواطنة؟ وأي فن من دون وطن؟ كيف أكون حرّة إن لم يكن لدي رأي وموقف؟ يكفيني شرفا أنني بقيت بسوريا طوال 3 سنوات الماضية رغم أني تلقيت تهديدات بالقتل والخطف مع عائلتي ولم أترك سوريا ولن أتركها.

*لكن بالمقابل هناك من الفنانين من تركوا سوريا لأنها بلد فقد الأمان؟

هناك دعاية كبيرة أن هناك الكثير من الفنانين سافروا وتركوا البلد، لكن الواقع يقول أنهم قلة قليلة، وهم أسماء محددة، لأن الأسماء الموجودة بسوريا أكثر بكثير. هناك من توجهاتهم غير توجهاتي، هذا لا يمنع أننا أصدقاء ورفقة وزملاء، لكنهم بقوا في سوريا ونحن نشتغل مع بعض، ولا يمكن أن نصبح في يوم من الأيام أعداء. سوريا لن تعمر إلا بوجود الجميع، يجب أن ننسى الخلاف ونتجاوز كل شيء لنحمي الوطن.

*سلاف فواخرجي دارسة الآثار، كيف تتلقين أخبار تدمير “داعش” لآثار سوريا وغيرها وسط صمت دولي؟

بكل أسف، آثار “تدمر” وسوريا تباع في أنحاء العالم. حضارتنا وبلادنا والأبجدية تدمر وتنهب أمام هذا الصمت المؤلم والمخزي، وغير مفاجئ. لما احتلوا العراق ذهبوا لتدمير المتاحف والآن عديمو الإنسانية والحضارة والدين يهدمون الحضارات، هم أناس مخربون ولديهم مشكلا مع الحضارة والتاريخ. وفي الأخير كلها أهداف إسرائيلية، لكن ستبقى الشام التاريخ والأصالة والعراقة مهما عملوا.

*قدمت خلال الفترة الأخيرة أربعة أفلام، هل يمكن للسينما السورية أن تكون أفضل حالا مقارنة بالدراما التلفزيونية اليوم؟

تبقى السينما أبقى، ووثيقة خالدة لا يعادل جماليتها شيء، لكنها للأسف لم تتجاوز نجاح الدراما التلفزيونية في سوريا، وهذا محبط ﻷن الكوادر البشرية والمادية التي أنجحتها قادرة على إنجاح الأعمال السينمائية السورية. قد نتفاءل نوعا ما خلال السنوات الأخيرة بزيادة عدد الأفلام المنتجة سنويا، لكن هذا لا يخرجها من كونها تجارب، وليست صناعة بما لهذه الكلمة من معان. 

*يقترن اسمك كثيرا بالمخرج باسل الخطيب الذي قدمت معه في رمضان الفارط “حرائر” والكثير من الأعمال السينمائية، هل هو الشريك الفني، أم ماذا؟

شريكي الفني والروحي، معا كونا شراكة فنية جيدة، وأنا أحب نفسي خلف كاميرا “باسل الخطيب”، أحس أنني مختلفة ويفهم علي وأفهم عليه جيدا من دون حديث. وبنفس الوقت هناك رؤية متشابهة أثق فيه كثيرا، وسيكون لباسل الأولوية دائما.

*ماذا عن فيلمك الجديد الموسوم “مدد”؟

هو فيلم عن دمشق وأهلها، عن سيناريو للصديق سامر محمد إسماعيل. وسأجرب تجربة الإخراج فيه للمرة الثانية بعد فيلم “رسائل الكرز” الذي حمل توقيعي كمخرجة للمرة الأولى. “مدد” مختلف على أكثر من صعيد، ويخترق جدار المحرمات الثلاثة: السياسة، الدين، الجنس، لتبقى دمشق وحدها هي المدينة المحرّمة.

*أنت النجمة الأعلى أجرا في سوريا؟

لست من هواة التكلم عن الأجور، حتى أنني غير جيدة في علوم الحساب والرياضيات، لكنني في مكان لم أبلغه إلا بالجهد المضني. أقول دائما الحمد لله، وما يعنيني هو طموحي، وسعيي الدائم نحو الأفضل فنيا، والتعلم طوال الوقت، والاجتهاد واحترام كل من حولي، وأشعر بأنه مازال أمامي الكثير. 

*هل يشكل الحفاظ على جمالك هاجسا بالنسبة لك؟

الحفاظ على شكلي الخارجي يعنيني كثيرا، لكنه لم ولن يتحول إلى هاجس. حتى الآن لم ألجأ إلى إجراءات تجميلية، ولا أعرف إن كان هذا سيحدث لاحقا، وإن كنت مع التحسين، وليس التغيير. تعابير الفنان هي رأسماله الحقيقي، وأجمل ما في الإنسان هي خصوصيته. وإذا تشابهت الوجوه، ضاعت التفاصيل.

*كيف وجدت الجزائر وأنت تزورينها لأول مرة؟

وجدت محبة وترحابا منذ أول لحظة وطئت فيها قدماي هذه الأرض الطيبة. شكرا لكل الجزائريين الذين غمروني بلطفهم ومحبتهم. 

*كيف تحافظين على استقرار أسرتك؟

نحن عائلة عادية أنا وزوجي الفنان وائل رمضان وولدّي، نحرص على الصدق فيما بيننا وكلنا ندعم بعض. وككل أم أحاول التوفيق بين عملي وبيتي، لأن عائلتي هي كل شيء بالنسبة لي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • karima

    merci S.Fawarighi thyia syria wa allah maa syria el algerie daeeman maakoum
    bon courage S.Fawarighi

  • Med Hamoud

    أشكرك أيتها الفنانة على تمسكك ببلدك مهما كانت الظروف حلوة أو مرة . كما أشكر صاحبي التعليقين : علي .. و.. صالح .. وما كنت أتوقع أبدا أن يتنكر السوريون لبلدهم ويهجرونها ويتخلون عنها للوحوش تفترسها كيفما شاءت . كنت أراهم مثالا للشجاعة والوفاء لبلدهم ولكن الهروب الجماعي المفزع وغير المتوقع والمآسي التي ألحقوها بأنفسهم لم تعزهم وترفع من شأنهم . والموت قادم حتما ويستحيل الهروب والإفلات منه ..قال الله تعالى "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ". وإذا لم تحموا بلادكم وتسقوها بدمائكم فمن يقوم بالمهمة نيا

  • شهرزاد

    يارب تفرج على سوريا، الله يحفظ سوريا و يرجعها لأهلها سالمة، وتحية كبيرة لسولاف فواخرجي وكل سوري يحب الأمن لبلاده بغظ النظر على الفساد الموجود في مجتمعاتنا العربية كلها

  • علي

    اي شام واي سوريا هذا شعب لا يصبر شعب هرب من المواجهة وترك بلده ليعبثو فيه شعب ضعيف ينتظر عند اقدام اوربا لتسمح لهم بالدخول ,العربي الأصيل لا يتسول كما يحدث للسوريين عندنا إذاكانت سوريا تريد ان تصبح دولة محترمة فهي فغنى عن هذا الشعب الذى ترك بلده مجروح وذهب الى احضان الغرب

  • صالح

    كل الحظارات الطاغية إنتهت على مشارف دمشق حفظ الله سوريا وأهلها وأخا بين أهلها
    وستقف سوريا من جديد يا خنازير الخليج

  • ألم

    امثالها عليهم الا يتكلموا عن الوطن والامه فهم سبب الطامة والمأساة هذه الانسانة ناصرت الظالم و وقفت الى جانب السلطة فقط لانها السلطة وتملك قوة القرار..والمضحك سؤالها لماذا فعلت بنا هذا؟ اسألي بشار وزبانيته قد يجيبك لما فعل هذا

  • العباسي

    للاسف انت عكس اصاتله باعت روحها لدولارات الخليجيين والله تبهدلت تقول garcon manque

  • علي

    مؤسف جدا ان تجد فنانة لا تفرق بين الوطن والنظام الجائر الذي يتحكم فيه والذي صنع مأساة شعب متحضر..بهذه الاشكال والمواقف يستمد النظام السفاح قوته

  • maissane

    كلنا سوريا العريقة