-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خضرة بلا لحم

عمار يزلي
  • 1594
  • 0
خضرة بلا لحم

أعود لما رويته لكم عن واقعة “السوق” قلت، إن الخضار الذي ظل ينادي منذ أن دخلت السوق وما برح يبرح: باطل آالمسكين باطل.. عيش آالمسكين عيش. قلت إن الرجل يقوم بحملة ذات منفعة عامة، وهذه مسألة هامة بالنسبة لرجل مثلي لا يحمل إلا ألف دينار في جيبه من أجل عولة ثلاثة أيام مقبلة، أقبلت عليه وفتحت له السلة البلاستيكية التي كانت بحجم سفينة سيدنا نوح، ورحت أرمي فيها كل ما يزنه لي الخضار من كل زوجين اثنين، بروفيطاج! الخضرة اليوم راها باطل وغدا؟ فلا صحو اليوم ولا مصروف إذن، اليوم باطل وغدا زاطل! وربما يكون زاطل اليوم ويبيع الخضرة باطل؟ المهم أغتنم الفرصة وأخذ ما قويت أذرعي على حمله، إلا أن الرجل سرعان ما ناداني من خلفي كما لو كنت في عير إخوة يوسف: أيتها العير إنكم لسارقون.. قال لي: ما خلصتنيش.. جاتك 220 ألف! قلت له: مشي كنت تبرح باطال؟ قال لي: راك دايها باطل، هذه سومتها 300 ألف والله ما يخصك منها دورو. ياك قلت لك آلحاج.. باطل باطل، أنا هو الرخيس فيهم هنا في المرشي (قلت له في خاطري: هذه واه عندك فيها الصح.. أنت هو الرخيس، بورخسة ونص!). المشكل أيضا، هو أنه كان يقلدني في نطقي حرف السين والصاد والشين ثاء، بعد التمرميدة التي أخذتها في المقبرة قبل أيام حين رحت أقرأ سورة يس على ميت لثلاثة من الشباب الغلاظ الشداد! كنت أحسب أنهم ضربوني بسبب سورة “يس”، وإذا بي، اليوم فقط أعرف أني أستأهل أكثر، لأني تركت سورة “يس” واعتديت على سور أخرى لست أدري من أين جاءتني فكرة قراءتها على ميت وأهله يسمعون وكانوا محروقين من موته المسكين.. رحت أقرأ على قبره الذي لا يزال طريا.. واش أداني نقرا عليه أصلا.

اين كنت؟ إييه.. تذكرت، كنت أروي لكم قصتي مع “الخضار الرخيس” الذي يبع للناس الخضرة “باطل” قبل الشراء، وبالنار تشعل بعد الشراء، هذا غير باطل، وين جا عاد بالدارهم؟ لو كان قال لي: كما قال 300 أو 400  ألف!

هذا ما طير لي السقف من فوق راسي؟ لم أعرف ماذا أقول له، وفوق ذلك يزعق علي وعلى هدرتي العوجاء: طرواثا ميل.. غير الثلاطة راها بثي ميل والفلفل بدي ثات ميل، (طرواصا ميل، غير السلاطة راها بسي ميل والفلفل بدي سات ميل).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • حمزة محمد

    - أنا توقفت بالسيارة في طريق لا يوجد بجانبها و لو "عشة" محفورة مهترئة - كان معي شخص ذهب لمحل يشلل عينيه - و أنا أنتظر كان يعس فيه هذا المسمى شاب و بمجر ما عاد و انطلقت اعترضني وقالي وان راك هارب - هات 50 دينار حق التوقف و لما أبديت رفضي صفر فاجتمع رهط مثله بالشواقر وقالولي ماحبيتش تخلص هذا بارك ياعمو عندها طارلي القرمود وخرجت حامل شاقور وقلت لهم نعود إلى سنين ما قبل طهور القانون "مرحلة القوة "فصاح أحدهم يالشيخ رانا نقصروا.