-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عيون السوشيال ميديا تقتحم الخصوصية

خطوبات ومهيبات وشوفات على المباشر عبر فايسبوك وأنستغرام

فاروق كداش
  • 1056
  • 0
خطوبات ومهيبات وشوفات على المباشر عبر فايسبوك وأنستغرام

حين تستباح البيوت وتفتح أبوابها عنوة، دون استئذان، لا يصير الأمر فضولا، بل ترصدا مع سبق الإصرار.. هي حال أسرار بيوت الجزائريين، التي انقلبت إلى حلقة من حلقات تلفزيون الواقع المبتذلة، وتبث على صفحات الفايسبوك.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأسابيع، بصور تقديمات المهيبات وحفلات الخطوبة الباذخة، وراحت الصفحات النسوية على فايسبوك وأنستغرام، تتنافس على نشر صور بيوت الجزائريات، المزدانة بأشهى الحلويات، ما خلق جوا من الشحناء بينهن، فليست العبرة بمن لديها أخلاق عالية وسمعة “باهية”، بل بمن تملك أجمل الأواني وأفخم الأثاث.

وباتت يوميات الخرجات مع الصديقات على كل الصفحات، والغريب أنهن من يبعث بها لكي تنشر مع تغطية الوجه. ظاهرة التباهي وصلت حد تعداد عدد المدعوين في أحد الأعراس، في وادي سوف، وأن الطباخ طهى الطعام على أربعين طابونة، ما يناهز ثمانية آلاف محظوظ.

تحت هاشتاغ “اطلقي ختي”، تداولت صفحات ألفية ومليونية صور حفلات المهيبة والدفوع من كل ولايات الوطن. وتصدرت الأطقم الذهبية ولفات النقود المزينة بالساتان والتيجان على الطريقة المشرقية. إحدى السيدات، شاركت في هذا الهاشتاغ بصور من استقبالها للضيوف في الشوفة، بأوان مزركشة بالخامسة، حتى الحلويات التي قدمتها بها عيون تنظر إلى كل من يضع عينيه عليها، وعلقت إحداهم: “هاذي قعدة خمسة في عينيكم”.

صور جهاز العروس لم تعد حكرا على عائلتي العروسين، بل يمكن لأي كان رؤيتها، وهي تعرض في حقائب.. والأطقم فوق المخمل، ليرى كل من يريد تفاصيل الأحجار الكريمة، ناهيك عن العطور والأحذية، وحتى أفرشة البيت التي من المفروض أن تخرج من بيت الأب في سترة.

من المفارقات الفايسبوكية، أنه حتى العقيقة لم تعد تقام على حساب الأب، بل على عاتق حميه، فقد أرسلت إحداهن صور الكباش والخضر ومستلزمات الطهي، لتحضير عقيقة يتحدث عنها القريب والبعيد، تحت هاشتاغ: “هدية أب لابنته كل مستلزمات العشاء بمناسبة إنجابها مولودا جديدا”.

والعجب كل العجب، حين ترى صور غرف البنات الجامعية تعرض تحت غطاء الديكور الجميل والترتيب المحكم.. أليس من المنطق أن تنشغل الطالبات بالدراسة بدل التفافهن حول سفاسف الأمور.

آخر خزعبلات هذا الزمن، الاحتفالات المبالغ فيها بالعمرة، التي انتشرت في فايسبوك، بديكورات خاصة بالثيمة أو الموضوع، كالمناشف المطرزة والدعوات المصحوبة بزجاجة مسك..

وانشطرت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا البذخ والتكلف المبالغ فيه.. سيدة تكتب تعليقا على إحدى الصور: “هذه الاحتفاليات المكلفة ليست من عاداتنا”.. وأخرى تضيف: “هناك من لا يملك حق شراء فستان أو خاتم وهذه الصور قد تدفع بالشابات إلى طلب المستحيل لمجرد التباهي أمام الصديقات أو لنشر صور خطوبتها أو مهيبتها على أنستغرام”.

وتقول أخرى في تعليق فيه الكثير من الغضب: “هل صارت البيوت مستباحة إلى هذه الدرجة.. للبيوت أسرار يجب ألا تخرج من بين أسوارها”. وتردف أخرى: “هذه الصور قد تجلب العين، وحين تقع الفأس فوق الرأس يشتكين من سحر أو عمل شيطاني”.

البعض الآخر يشكك في حقيقة الكثير من هذه الصور، ويؤكد أن بعضهن تضيف للمهيبة مجوهرات من خزانتها أو ملابس من عندها كي تضاهي ما أتت به قريناتها.

في الأخير، علينا أن نفرق بين الاحتفال الحميم في البيوت، وإن كان باذخا فلا أحد سيعلق عليه ومشاركة تفاصيل الفرحة مع الملايين، فالستر مطلوب لتتم الصالحات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!