خطوة لسحب البساط من السيراميك الإسباني لصالح الطليان

يشارك متعاملون جزائريون في مجال قطاع السيراميك، في معرض “تيكنا” الدولي لتكنولوجيات ومعدات صناعة السيراميك بمدينة ريميني الإيطالية، في خطوة تؤسس لشراكة مستقبلية مع هذا البلد، واحتمال كبير بسحب البساط من المتعاملين الإسبان في ظل توتر العلاقات بين البلدين.
في هذا السياق، أفاد بيان لمكتب الجزائر لوكالة الترويج في الخارج وتدويل الشركات الايطالية “ICE”، بأن هذه المبادرة تم تنظيمها بالتعاون مع مجموعة المعارض الإيطالية “IEG”، ومن المنتظر أن يجري المتعاملون الجزائريون خلالها لقاءات أعمال، الثلاثاء واليوم الأربعاء.
ويستمر المعرض الدولي “تيكنا “بمدينة ريميني من 27 إلى 30 سبتمبر الجاري، وتحضره شركات إيطالية ودولية كبرى في مجال التكنولوجيات ومعدات صناعة الخزف والسيراميك.

مدير “ICE”: دعونا 10 بعثات اقتصادية إلى معارض إيطالية في 2022
وقال مدير مكتب الجزائر لوكالة الترويج في الخارج وتدويل الشركات الإيطالية “ICE”، غابريالي باروني، في تصريح لـ “الشروق”، المكتب يعد في كل سنة برنامجا ثريا لتنقل متعاملين اقتصاديين جزائريين على إيطاليا في مختلف القطاعات، يتم تنظيمها بمناسبة المعارض التجارية الكبرى في ايطاليا، حيث تتم دعوة صناع القرار من الشركات الجزائرية لزيارتها، وإجراء لقاءات أعمال مع العارضين الإيطاليين والقيام بزيارات إلى الشركات.
ولفت غابريالي باروني، إلى أن وكالة “ICE” نظمت في 2021 زيارة لنحو 100 متعامل جزائري، وفي العام الجاري تم تنظيم زيارات لـ10 بعثات اقتصادية جزائرية إلى إيطاليا، في قطاعات مختلفة، منها المجوهرات والديكور والأزياء والشركات الناشئة وصناعة الأحذية والآلات الزراعية وتقنيات البناء وآلات صناعة الأخشاب، وغيرها.

نحو تجهيز مصانع السيراميك في الجزائر بخطوط إنتاج إيطالية
وبحسب مسؤول مكتب الجزائر لوكالة”ICE”، فإن معرض تيكنا-TECNA للخزف والسيراميك حدث مهم للغاية للمنتجين في إيطاليا، وصار يجلب زبائن من كل أنحاء العالم.
وفي هذا المعرض يشرح محدثنا، تم دعوة ثلاثة متعاملين جزائريين في قطاع السيراميك، حيث سيقابلون عارضين إيطاليين في هذا المجال.
وقال في هذا الصدد “تشكل هذه المبادرة فرصة مهمة للغاية للتفاعل والتكامل بين الفاعلين الاقتصاديين في بلدينا، وهي تهدف في نهاية المطاف إلى دعم الشركات الجزائرية في مشاريع التنمية الصناعية في قطاع السيراميك، من خلال تجهيز مصانعها بخطوط الإنتاج الإيطالية ودعمها بروح الشراكة المربحة للجانبين، حيث يمثل التدريب ونقل التقنيات محاور أساسية في هذه العلاقة”.
وعرج باروني على المبادلات بين الجزائر وإيطاليا، موضحا وفقا لبيانات معهد الإحصاء الإيطالي “ISTAT”، فإن الجزائر كانت في 2021 السوق الخمسين للصادرات الإيطالية والخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين كانت إيطاليا هي الزبون الأول للجزائر بـ18.1 بالمائة من إجمالي الصادرات الجزائرية، والمورد السادس بنسبة 5.8 بالمائة من إجمالي الواردات.
وختم غابريالي باروني الإشارة إلى أن أهم قطاع من في الصادرات الإيطالية إلى الجزائر هو الآلات والمعدات الصناعية بقيمة 614.56 مليون يورو، بزيادة قدرها 1.7 بالمائة مقارنة بعام 2020.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين الجزائر وإسبانيا في عدة مجالات خصوصا قطاع السيراميك، حالة من الجمود غير المسبوق، وتكبد الصناعيين لخسائر فادحة جراء تراجع عمليات الاستيراد من الجزائر.
وتشير بيانات نشرتها جمعيات الصناعيين الإسبان مؤخرا، أن قطاع السيراميك والخزف قد تضررت كثيرا بفعل المقاطعة غير الرسمية المفروضة على المنتجات الإسبانية في الجزائر، مشيرين إلى الخسائر أن ارتفعت الحصيلة إلى 40 مليون أورو على مدار الأشهر الستة التي أعقبت انفجار الأزمة بين البلدين.
وكما هو معلوم تعتبر إسبانيا رقما مهما في صناعة الخزف والسيراميك عالميا، كما تعتبر الجزائر أحد أهم أسواقها في إفريقيا والشرق الأوسط.