الجزائر
مراهقة دبلوماسية وتخبط في مواقف المخزن

.. خلفية إقحام المغرب للجزائر في أزمته مع إيران!

محمد مسلم
  • 11633
  • 29
ح.م

تتجه الجزائر إلى تصعيد موقفها ضد المغرب، بسبب مواقف هذه الأخيرة المعادية لجارتها الشرقية، والتي تمظهرت في آخر فصل من فصول هذا العداء، في اتهامات غير محسوبة العواقب للجزائر بالتعاون من أطراف أخرى بداعي الإضرار بنظام المخزن.
وتشير معلومات متطابقة إلى أن الاحتجاج الجزائري على “الإساءة” المغربية الأخيرة، سوف لن يتوقف عند استدعاء سفير الرباط، بل يتعداه إلى إجراءات “تأديبية مؤلمة” ضد نظام المخزن، من بينها تخفيض التمثيل الدبلوماسي.
وبحسب المعلومات المسربة من كواليس استدعاء السفير المغربي، حسن عبد الخالق، لوزارة الخارجية، فإن الجزائر أكدت لسفير الرباط، “نفاد صبرها من الاتهامات المتكررة وغير المؤسسة للمخزن”، وشددت على أنها “لن تقبل مستقبلا أي إساءة مغربية للجزائر، مهما كانت خلفياتها ومبرراتها”.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قد وجه اتهامات “معلبة” ضد الجزائر بالتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، بتدريب وتسليح عناصر جبهة البوليزاريو، المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي، وهي الاتهامات التي نقتها الجزائر جملة وتفصيلا.
ويقول الطرف الجزائري إن المزاعم المغربية التي تأبى التوقف، ما هي إلا “محاولةً مغربية لإقحام الجزائر بشكل غير مباشر في العلاقات بين المغرب وإيران”، والتي ظلت تعيش على وقع أزمات متكررة.. إذ في ظرف أقل من عشر سنوات أقدمت الرباط على قطع علاقاتها مع طهران مرتين، كانت الأولى في العام 2009 بداعي نشر إيران للتشيع في المغرب، وبحر الأسبوع المنصرم للأسباب التي سبقت الإشارة إليها.
خطورة الموقف المغربي الأخير لا تكمن فقط في الإساءة للعلاقات الجزائرية المغربية، التي كثيرا ما ساهمت الرباط في تسميمها بتصريحات ومواقف غير مدروسة ومعادية، بل في محاولة الإيقاع بين الجزائر من جهة، وإيران ولبنان من جهة أخرى، عبر إيهام الرأي العام المحلي والدولي بأن طهران وحليفها “حزب الله” في لبنان، استباحا السيادة الترابية للجزائر، ومن ثم السعي إلى خلق توترات بين الجزائر وطهران اللتين تعيشان واحدة من أفضل فترات علاقاتهما.
المسألة الأخرى التي حاول نظام المخزن اللعب عليها، هي محاولة الطعن في العقيدة الراسخة بشأن السياسة الخارجية للجزائر، والمتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فضلا عن قضية أخرى تتمثل في سعي الرباط إلى تبرير قراراتها المتكررة بقطع علاقاتها مع إيران، والتي أبانت عن غياب نضج ومراهقة دبلوماسية.
ويرى مراقبون أن إقحام المخزن للجزائر في الأزمة المتكررة بينه وبين طهران، ما هي إلا محاولة لإيهام الرأي العام المغربي والدولي بأنه يتعرض لهجوم خارجي منسق، في مساع لتبرير تخبط آلته الدبلوماسية، التي اتهمت بالسقوط في فخ تحريض بعض الدول معروفة بعدائها لإيران.
ومن بين أسباب التخبط المغربي أيضا، برأي المتابعين أيضا، الضربات الموجعة التي تلقتها الرباط على صعيد صراعها مع جبهة البوليزاريو، في الآونة الأخيرة، والتي تأتي على رأسها دعوة الأمم المتحدة للمغرب ببدء مفاوضات غير مشروطة مع الحكومة الصحراوية، وتقليص مدة عمل “المينورسو” إلى ستة أشهر فقط بعدما كانت سنة، لإجبار المخزن على توقفه عن سياسة الهروب للأمام، وذلك بالتزامن مع الصفعة التي وجهتها العدالة الأوروبية للرباط في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، بشأن استغلال ثروات الصحراء الغربية.

مقالات ذات صلة