الجزائر
"الشروق" في البيت الريفي لشقيقة المجاهد قايد صالح

“خويا عاش غاليا ومات غاليا.. تعهّد فأوفى ومات مرتاحا”

أحمد زقاري
  • 13090
  • 9

لم تصدّق، السيدة فطيمة أحمد قايد، المدعوة عائشة، والتي تقيم بمنطقة الخربة بأعالي سيدي مزغيش جنوبي سكيكدة، ما كانت تعتبره إشاعات عن وفاة شقيقها الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، وقالت لـ”الشروق” داخل بيتها الريفي الذي تحصلت عليه مثل كل المواطنين، بأنّها ظلّت طيلة صباح نهار الاثنين، تكذّب ما يروّج وما يقال لها، حول وفاة أخيها صالح، لأنّها تعتبر بأنّ الأبطال لا يموتون أولا.

ولأنها كانت مشتاقة لعودته إلى المنزل بعنابة، بعد غياب طويل، أبعده عنها وعن أفراد عائلتها، بسبب ما يحدث في البلاد منذ أشهر، قالت للشروق، التي تنقلت لمسكنها المتواضع بدوار الخربة بسيدي مزغيش، أين تقيم بين الناس، وتعيش حياة بسيطة وعادية، بأنّ غصّة حزينة ستبقى في قلبها، لأنّها كانت تحنّ لعودته وتريد تحضينه وتقبيله وشكره على ما قدّم من بطولات ومواقف طيلة حياته النضالية والجهادية، وخصوصا في الأشهر والأسابيع الحرجة تعيشها الجزائر منذ فيفري 2019.

https://www.facebook.com/EchorouknewsTV/videos/1021105774915694/

في منزل عمتي فطيمة، بسيدي مزغيش، اجتمع جيرانها، وسكان البلدة، والوافدون بالعشرات من مختلف أنحاء سكيكدة، حضروا لتقديم واجب العزاء، لشقيقته التي لزمت بيتها في القرية، منذ خمسينيات القرن الماضي، ورفضت التنقل إلى العاصمة أو عنابة، مفضلّة حياة البسطاء، تعيش من عرق جبينها، وذلك التواضع هو الذي جعلها محبوبة بين أهل المنطقة، الذين قالوا إنّ الكثيرين لا يصدّقون عندما نكشف لهم هذا السرّ بأن شقيقة قائد الأركان، تعيش في منزل بسيط ومتواضع بينهم.

في منزل عمتي فطيمة، أجواء من الحزن، تكسرها قصص وحكايات البطولات والمواقف الثابتة والوطنية التي أسسّ لها الراحل أحمد قايد صالح، وإحساس بالفخر الكبير، لدى شقيقته فطيمة، وأبنائها، والمجاهدين والمجاهدات الذين وجدناهم بعين المكان، إذ تقول عمتي فطيمة “خويا عاش غاليا ومات غاليا” وتضيف “فرقتنا الظروف عندما كان عمري 14 عاما وعمره يومها 16 عاما، يوم قرر الالتحاق بالثورة التحريرية، ضدّ المستعمر الفرنسي، ومنذ ذلك التاريخ التقيت أنا وخويا صالح مرّات قليلة في مناسبات وأفراح أبنائه، أو في الأحزان والأتراح وفقط، لم نكن نلتقي بسبب مشاغله ومسؤولياته الكبيرة منذ استقلال الجزائر”، مضيفة “بيني وبين خويا معزّة كبيرة، يرسل في طلبي عندما ينزل لمدينة عنابة لدى عائلته”، قائلا “ارواحي أختي نتونسوا راني توحشتك”.. تغلبها دموعها تجهش بالبكاء ثم تسترسل في الحديث “أخي مجاهد كبير ومات شهيدا وسيسجل التاريخ بأنّه تعهّد فأوفى، تعهدّ بأن يسلّم البلاد في أمان ثم يرتاح فكان له ذلك رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

طلبنا من السيدة فطيمة أن تروي لنا، قصص طفولة الراحل شقيقها، فقالت عشنا ونشأنا في عائلة بسيطة بدوار عين ياقوت بمدخل ولاية باتنة، تربينا على حبّ الوطن وقراءة القرآن، تحت ظلم وجبروت فرنسا، فرقتنا الظروف، التحق هو بالكفاح المسلح رفقة آخرين من إخوتي، والتحقت أنا بسيدي مزغيش، أين أعيش، كان والدي حافظا للقرآن ومات هنا في سيدي مزغيش أين دفن أيضا، وكان جدّي حافظا لكتاب الله، لذا فلا عجب أن تحمل المدرسة القرآنية بعين ياقوت اسم الراحل أحمد قايد عثمان، والتي ظلّ كما تقول شقيقها الراحل أحمد قايد صالح، يوصي خيرا بها، فهيّ اليوم قبلة للمئات من الدارسين والراغبين في حفظ القرآن الكريم من مختلف ولايات الوطن.

مقالات ذات صلة