خيانة من خلف الشاشات والمتهم.. الانترنت!

انتشرت في زماننا قصص الخيانة واختلفت فصولها، لكن المتهم واحد هو الشبكة العنكبوتية التي أتاحت المحظور وبسطت الأمور وأدخلت الغرباء إلى عقر البيوت!!

رجال ونساء من مختلف الأعمار، ليسوا عزابا في علاقات غرامية وحسب، بل منهم المتزوجون، ينسجون فصول العلاقات الآثمة دون أدنى شعور بالذنب ودافعهم حسب زعمهم هو الحب!!!

اكتشفت خيانتها بعد عشرين يوما من الزواج!

بنبرة تخنقها العبرة يتحدث محمد عن مأساته بعد أيام قلائل من حفل الزفاف حيث يقول: “صرفت كل مدخراتي من أجلها ووفرت لها كل ما كانت تطلب وزيادة لكنها خانتني.. نعم لقد أمسكتها تتحدث مع حبيبها السابق عبر الكاميرا وأرسلت له صورا فاضحة ولم تحترمن.. والآن أنا ضائع في المحاكم كي أسترد حقوقي بلا أمل يرجى لأن القانون لا يعتد بهذا النوع من الخيانة ويشترط حالة التلبس”.

أنا صابرة لأجل ابني

ولأنها أنجبت منه ولدا ولا تريد أن تربيه لوحدها، تقول خديجة بأنها اكتشفت خيانة زوجها من فترة الخطوبة وتغاضت لأنها ظنت بأنه سيتغير ولكن ازداد الوضع سوء بعد الزواج وصار لا يهتم بها ولا يبالي بوجودها، بل ويقضي أوقاته في غرفة منفصلة يدردش بالساعات مع الفتيات من مختلف الأعمار والجنسيات.

عن حالها تضيف خديجة: “أنا أموت من القهر ونتشاجر يوميا بسبب خيانته لي ولكن لا حياة لمن تنادي.. الانترنت أخذته مني ومن ابنه وصار يواعد الفتيات ويطلب الأشياء المحرمة مع أني أمامه وحلاله وأحق بالكلام الجميل الذي يوزعه عبر المواقع”.

الطلاق بسبب الخيانة الإلكترونية أصبح مشهدا مألوفا

الطلاق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها موقع فيسبوك، أصبح مشهدا مألوفا في أروقة المحاكم، فالقصص تبدأ عادة على أساس التسلية وتتطور الأمور لتصل حد الخيانة والابتزاز، وما إلى ذلك من القضايا المتعلقة بالانترنت والجرائم الإلكترونية.

يقول سيف الدين: “لست الوحيد الذي وصل إلى الطلاق بسبب الفيسبوك فالمحكمة وجدتها مكتظة على آخرها بأزواج ساقتهم التكنولوجيات الحديثة إلى خراب البيوت.. أعترف أني أخطأت لكن الذنب ليس ذنبي أمام حجم الإغراء الموجود في العالم الافتراضي”.

وتقول وسيلة: “الانترنت هي سبب خراب البيوت وتحطم العلاقات وسبب عدم رضا الشريكين عن بعضهما.. بالمختصر الانترنت نقمة على البيوت الجزائرية، فلا علاقات عاطفية صارت تستمر ولا علاقات زوجية أصبحت تحترم ولا قيم ولا مبادئ بقيت راسخة.. عالم الانترنت عالم الماديات الزائفة والإباحية المدمرة للأفراد والنفسيات”.

المختصة النفسية العيادية، عطاء الله أمينة: خيانة الزوجات أصبحت ظاهرة!

الخيانة في حياة المرأة تعتبر عرضا استثنائيا، وهي بطبيعتها تميل للعلاقة الأحادية الحصرية مع رجل واحد تجد فيه الحب والاطمئنان والسكينة، عكس الرجل الذي يميل لتعدد العلاقات ويسعى خلف نزواته، ومع توفر التقنية وسهولة استعمالها أضحت الخيانة ظاهرة.. الانترنت متاح والهواتف الذكية متاحة ومع الشعور بالإهمال والملل يتسلل الغرباء إلى المنزل وتحدث الكارثة”.

هاجر دحماني، مختصة في علم الاجتماع: الخيانة من أمراض المجتمعات

تقول الأخصائية دحماني: “الخيانة مرض اجتماعي وظاهرة تهدد كيان واستقرار العلاقة الثنائية، خاصة الأسر التي تبنى أساسا على المودة والوفاء والإخلاص”.

وتضيف الأخصائية: “الخيانة الزوجية سبب رئيسي في تزايد نسبة الطلاق في مجتمعنا خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا وتعدد وسائل ومواقع الاتصال التي سهلت الأمور وأباحت المحظور”.

عن أسباب الخيانة تقول دحماني: “أهم سبب يدفع للخيانة هو عدم الرضا، وعدم التوافق بين الشريكين في الجانب الفكري والاجتماعي، وكذلك فتور العلاقة بين الزوجين، سوء تقدير المرأة وحرمانها عاطفيا يجعلها تلجأ لطرف آخر يشبع رغباتها وطبعا هذا ليس مبررا”.