جواهر
فضفضة

خيانتها جعلتني أفقد الثقة في كل بنات حواء

نادية شريف
  • 5885
  • 26
ح.م

أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، مررت بتجربة قاسية جدا في حياتي الماضية، حيث تعرفت وأنا ابن العشرين على فتاة في الثامنة عشر، آية في الجمال كانت مطمع الكثيرين من مختلف الأعمار حتى المتزوجين منهم..

لا أدري كيف استجابت لنداءاتي وتوسلاتي دون الجميع، لكنها غمرتني بعاطفة لم أعهدها من قبل ومنحتني ثقة عالية بالنفس، حيث كنت أشعر وأنا أمشي برفقتها بأني أملك العالم بيدي وبأن كل من يراني يحسدني.

دامت علاقتي بها أزيد من سنة لتنتهي حكايتي الجميلة أو بالأحرى حلمي اللذيذ بخيانة مفجعة، أجل حبيبتي التي منحتها روحي وقلبي وكل ما كانت تطلب من ماديات طعنتني في الظهر وهدمت قلعة أمنياتي بمواعدتها صديق العمر، كانت تخرج مع صديقي أيضا ولم تخبرن أن مشاعرها تغيرت نحوي، بل فعلت المستحيل كي تبعدني عن حياتها دون أن ينكشف أمرها، لكن “يمكرون ويمكر الله” ن لقد استأجرت من يراقبها مدة أسبوع بكامله وكم كانت صدمتي كبيرة ومريرة حين جاءني ذلك الشخص بصورها مع من كنت أعتبره أخي.

كتمت الأمر في نفسي مدة من الزمن لعلني أكون مخطئا أو يتضح أنها تناقش معه أمورا تخصنا أنا وهي، لكن كلما مر يوم آخر زاد اقترابهما من بعض أكثر، رفضت التصديق، لكن صورتها وهي تتأبط زراعه وتكاد تعانقه في مقام الشهيد أكدت لي بأني مجرد أبله مخدوع باعته حبيبته وتنكر له أقرب أصدقائه من أجل الجمال. واجهتهما بالحقيقة وبالصور فلم ينكر الأمر، بل أكدا حبهما لبعضهما وعلاقتهما المتينة وانسحبت أنا خائبا مرددا جملة”حسبي الله ونعم الوكيل” ولم أزد عليها شيئا..

اعتزلت الناس مدة ليست بالهينة وغرقت في بحر حزني ودموعي أياما بلياليها وكانت نقطة انطلاقي للعالم الخارجي حين سمعت بخيانة تلك الساقطة لصديقي أيضا، لقد تلاعبت بمشاعره هو الآخر وحذفته خارج حساباتها بعد إقامتها علاقة مع بروفيسور يدرسها في الجامعة وهكذا جاءني يجر أذيال الهزيمة ويرجوني أن أنسى الذي جرى، لأنه راح ضحية كيد أنثوي وإغواء شيطاني، لكني لكمته وطردته وطلبت منه أن لا يعود مجددا.

تألمت لحالي وحاله لكن مستحيل أن أسامحه على تلك الفعلة، اما هي فقد نجت كالجرثومة الخبيثة في تدمير حياتي بحيث أفقدتني الثقة في كل بنات جنسها وصار مصطلح الأنثى يقابله عندي الخيانة..

ثلاث سنوات مرت وفكري متوقف عند تلك الحادثة، لا أكاد أبارح تفاصيلها حتى أعود لأول أحزاني وأشرب من كأس الألم حتى الثمالة.. أرجو النصيحة منكم إخواني الأعزاء ولا تنسوني من خالص دعائكم.

عيسى من العاصمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

ما حصل أخي الكريم أنك خضت تجربة قاسية وتعرضت لامتحان صعب ولا يمكن أن تحكم على نفسك بالفشل وتعتزل العالم الخارجي، بل بالعكس عليك أن تستمد القوة والصلابة وتواجه الظروف مهما كانت صعبة، ففي الحياة العديد من الأمور المحزنة التي تعترض طريقنا وعلينا الصبر واحتساب الأجر، خاصة إذا كنا صادقين مع الآخرين وكانوا هم وراء آلامنا..

لازلت في أول عمرك أخي ومن الخطأ أن تفقد ثقتك في الجنس الآخر لعدة أسباب أهمها أن النساء ليسوا جميعا متشابهات ومنهن الصادقات، الطاهرات، العفيفات، البعيدات كل البعد عن الأعمال القذرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى أنت لا تستطيع العيش بمفردك وبتقدم عمرك ستزداد حاجتك إلى امرأة تؤنس وحدتك وتعطي معنى لحياتك، لذلك دعك من التعميم ومن الأحكام العشوائية وتقبل الوضع كما هو، وكلك يقين بأنك وقعت ضحية كيد فتاة مغترة بجمالها وأغرت الكثير من الرجال الفارغين الذين لا يهتمون إلا بالقشور وأنت واحد منهم وصديقك كذلك..

عذرا على قولي هذا يا أخي الكريم، ولكن لا بد أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب غيرك، وفي مطلق الأحوال أحمد خالقك أن معدنها ظهر قبل ارتباطك بها وإلا كنت عشت مابقي من عمرك في مفترق طرق، وفي الأخير أقول لك ما قال ربنا سبحانه وتعالى: “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم”.

لتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة