الجزائر
تتوقع وضعية اقتصادية صعبة وتهديدات مستمرة عبر الجوار

دراسة أمريكية تتوقع ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة خلال فيفري

عبد السلام سكية
  • 6308
  • 24

توقعت ورقة بحثية أمريكية، أن يعلن الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية خامسة شهر فيفري الداخل، وعللت ذلك بأنه “سيرضخ لدعوات الأحزاب الحاكمة وسيترشح مرة أخرى”، ونبهت إلى أن الرئيس القادم سيواجه حالة اقتصادية صعبة، وتهديدات مستمرة من شبكات إرهابية في ليبيا ومالي، وسخطا اجتماعيا متناميا بين الشباب الجزائري العاطل عن العمل والغاضب.
خاضت الدراسة الصادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قبل أيام، تحت عنوان “أزمة محتملة تلوح في الأفق مع دخول الجزائر مرحلة الانتخابات”، للباحث عبد الاله بن داودي، مآلات المرحلة التي تسبق موعد أفريل الداخل وما يليه، والرهانات التي ستواجه الرئيس الداخل، وتذكر ” رغم أن التغيير الدستوري في عام 2008 قد ألغى الحد الأقصى لعدد الولايات الرئاسية، الأمر الذي مهّد الطريق أمام شغل بوتفليقة لهذا المنصب.. قبل التعديلات التي تضمنتها تعديلات 2016، وفي كلتا الحالتين، من المتوقع صدور إعلان بهذا الشأن في فيفري”.
وتجزم الدراسة المعدة من طرف عبدالاله بن داودي، كاتب مستقل يركّز بشكل خاص على مكافحة الإرهاب، ومقرّه في ماريلاند وهو مراسل ومساهم في صحيفة “Muslim Link Newspaper/، بحدوث أزمات في الفترة المقبلة نتيجة لعدة مؤشرات، وتفصل في المسألة بالقول “ستواجه القيادة الجديدة في الجزائر مجموعة من التحديات، وأكثرها إلحاحا هي القضايا الاقتصادية والأمنية. فعلى الصعيد الاقتصادي، أدّى الانحدار الحاد في عائدات النفط والغاز والتباطؤ في القطاع الصناعي إلى إرغام الجزائر على تنفيذ تدابير التقشف في الوقت الذي زادت فيه الضرائب”، أما في الجانب في الأمني فتذكر “الفراغ الأمني في البلدان المجاورة، ولا سيّما في ليبيا ومالي، قد أدّى إلى نشوء تهديدات بالغة…
أصبحت كل من ليبيا ومالي ملاذا آمنا للإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة، مما يسهّل الراديكالية والتطرف في المنطقة. كما تشكل كل هذه المشاكل عبءا ثقيلاً على الجيش الجزائري، الذي يُنظر إليه عموما على أنه من أكثر القوات تنظيما وقدرة في المنطقة”.
وتوصي الدراسة، بأن يتكيف الجيش مع التطورات الحاصلة في دول الجوار، وتطبيق مقاربة أمنية جديدة تجاه المنطقة، وأن تكون المقاربة الجديدة من أولويات صانعي السياسة في الجزائر، وتتابع “وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هذه التحديات في قلب المناقشات والقرارات في الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن كيفية معالجة الرئيس القادم لمشكلة الأمن القومي هذه”.
وختمت الدراسة بالتعرج على ما تحمله الأيام القادمة في العلاقات الجزائرية الأمريكية، مع تأكيدها أن الجزائر تحاشت تقليديا إقامة علاقة قوية مع الولايات المتحدة، واستطردت “أن العلاقات الثنائية نمت في السنوات الأخيرة بسبب المصالح المشتركة في احتواء انتشار الشبكات الإرهابية عبر شمال ووسط إفريقيا، وبقدر ما برزت الجزائر كشريك لمكافحة الإرهاب، فإن من مصلحة الولايات المتحدة أن تشهد عملية انتقالية سلسة للسلطة، حتى لو كانت واشنطن تتمتع بقدرة محدودة على التأثير على نتائج عملية الانتقال تلك”.

مقالات ذات صلة