الرأي

دعاءٌ للقدس

عمار يزلي
  • 5504
  • 6

ما يحدث في العالم العربي وفلسطين بالذات، وما يخطَّط لتهويد القدس، وفي ظل الأوضاع المنذِرة بتصعيد عربي إسرائيلي ضد إيران وحلفائها في المنطقة وعزم أمريكا على نقل سفارتها إلى القدس، وإزاء السكوت العربي والإسلامي المريع، بل وتواطؤ بعض الأنظمة الداعمة لإسرائيل في حربها بالوكالة على إيران، وتجاه ما يحدث في فلسطين وتنامي التفتيت والخرم والتقسيم والتهويد والاستيطان والاعتقال والقتل والتهجير…

لم أجد ما أقوم به سوى التظاهر، ولأنه حتى حق التظاهر ممنوعٌ عندنا دون حق، وبما أن المظاهرات الاحتجاجات ممنوعة، بدعوى أنها “إسلاميًّا” بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وبما أن التظاهر يتطلب “ترخيسا” رسميا: “رخسة” إدارية لتحليل رخصة دينية في شكل واجب شرعي باسم “مظاهرة”، أي “مساندة”، التي حوَّلتها الأنظمة إلى مفهوم آخر هو “الظهار” المحرم “شارعيا” قبل أن يُحرَّم شرعا، قلت ساعتها: والله هؤلاء لا ينفع معهم إلا الإجراءات الانفرادية، سوف أتظاهر في بيتي والسلام!

حملت “موشوارا” في مشواري، الذي لم يكن يتعدى “كولوار” البيت، ورحت أردد الشعار تلو الشعار وأنا أنتف ما تبقى من شعر رأسي الأصلع، أزبد وأرعد، أكيّل “الكولوار” وأضرب الحيطان بالنعال وأبصق على التلفاز (الذي سبق لي من كثرة البصاق أن أخذته عند “طوليي فوضع له “إيسوي قلاص”): اللهم أعط “للنتن ياهو” الزعط وقراد البط، ومرض السل وقز القرط، اللهم أهلك اليهود الصهاينة وانصر المجاهدين الميامنة وأخز الأنظمة الخائنة في هذه الآونة، اللهم سلط على إسرائيل الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وأهلك أنصارهم وأتباعهم من الأوغاد، اللهم أغرز في جسم النتن ياهو عشرة أوتاد بطول إرم ذات العماد، اللهم لا تذر منهم كلبا إلا رجمته ولا قردا إلا خسأته ولا “أغيولا” إلا نكسته ولا خنزيرا إلا نسفته ولا عجلا إلا مسخته، اللهم ذر في سراويل جنودهم من الخوف البول، واملأ خزائن بطونهم بغاز اللوبيا و”الحمس” والفول، ودعهم ينتفخون في العرض كما في الطول، اللهم يبِّس العشاء في أمعائهم وازرع الورم في أرحام نسائهم واقطع نسلهم، اللهم زلزل “الكنيست” زلزالا، وخُذ من قارون ماله، وأخطف من رئيس عصابتهم باله، ومن بيريز جائزته و”نوباله”، اللهم أبطل سحر سياسة ترامب الكوتش.. وأزل عن المخذولين السراويل، وارم فراعين العالم في التوش، اللهم لا تسامح حكامنا المسلمين على ما فعلوه في ليبيا واليمن وسوريا والعراق وباقي الوطن، اللهم أهلك الطغاة والبغاة وافضح العملاء الحي منهم ومن مات، اللهم ارحم شهداء فلسطين وغزة وجنين والقدس على مر السنين، اللهم اجعل مظاهرتنا هذه مظاهرة مباركة مدعومة، وأدعيتنا هذه أدعية محمومة ولا تجعل فينا ولا منا خائنا ولا صامتا صمت كل حكومة، اللهم ارفع غضبك عنا وتُب علينا وهب لنا الموعود من الجنة. اللهم فخِّخ أجساد اليهود الظالمين وانصر شعب فلسطين وأغرق اليهود في الزبالة والحمإ من الطين. اللهم احش جلودهم نارا وهدِّم على رؤوسهم الديارا وفجِّر فوق قصورهم القنابل الطيارة واقطع عن ملاهيهم ودورهم “التيارا” اللهم أغِر عليهم 24 غارة وأدر عليهم ألف دارة حتى نرى فيهم المارة برحمتك يا سريع الاستجابة ويا من أنت لدعاء المظلوم رهن الإشارة!

ولم أفق إلا وأنا فعلا أجوب غرفة النوم والساعة الرابعة صباحا وقد ضربني “حمار الليل” وأنا مغمض العينين، أمشي وأسير من جدار إلى جدار: هذا يأخذني وهذا يضربني.

مقالات ذات صلة