-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الشاشة التونسية كوثر الباردي للشروق العربي

دوري في “نسيبتي العزيزة” یشبھني نوعا ما

طارق معوش
  • 1559
  • 0
دوري في “نسيبتي العزيزة” یشبھني نوعا ما
تصوير: أكرم صالحي

صنعت مجدها وعبدت طريقها الفني بكل هدوء واتزان… كوثر الباردي العاشقة لعملها إلى حد العبادة. هي اليوم قامة شامخة في المدونة الإبداعية المسرحية التونسية بدرجة أولى.. تكتب مسيرتها وتؤثثها بكل تفاؤل وتتوق دائما إلى الأفضل والأرقي والأجمل.

ضيفتنا من الممثلات الشابات، اللواتي أظهرن قدرات فنية كبيرة خلال السنوات الأخيرة. كما أصبح حضورها مألوفاً في كثير من الأعمال الدرامية، حيث اجتهدت وتعلمت فن التمثيل من خلال تجارب عديدة خاضتها، ولم تعوّل على حسن الصورة فقط. لهذا، كان نجاحها هاما في جميع الأعمال التي قدمتها. مع كوثر الباردي، كان هذا اللقاء والشروق العربي من تونس.

دوري في “نسيبتي العزيزة” یشبھني نوعا ما

الشروق: لو نرجع إلى البدايات.. بصراحة، ھل جمالك ھو التأشیرة التي مھدت لك الدخول إلى عالم التمثیل؟

– الجمال یفتح العدید من الأبواب الموصدة، لكن المؤكد، أن المنتجین والمخرجین لا یسعون لاختیار دمى تزین أعمالھم.- فالممثلة الجمیلة یجب أن تكون موھوبة، لھا حس فني وقدرات على الإبداع وتقمص أحاسیس وأفكار ومواقف الشخصیة التي تسند إلیھا، لكي تفرض نفسھا في الساحة.. ومادمت أواصل التمثیل، فأنا من ھذا النوع. أود أن أصارحكم بأن جمالي ینقلب أحیانا ضدي فأخسر، وأضطر إلى مواجھة الكثیر من الصعوبات. فالعدید من أھل المھنة یخلطون بین الأمور المھنیة والشخصیة.

الشروق: ماذا أضاف لك الوقوف والعمل أمام قامات فنية كبيرة في أعمال تلفزيونية كنسيبتي العزيزة ولوتيل ومكتوب وغيرها من الأعمال الناجحة؟

– تشرفت دائما بالعمل مع قامات فنية كبيرة، لا يمكن عدها واسمها يزن ذهباً، ربما أتذكر من أولى أعمالي التلفزيونية سنة 1991 في تراب الماس، وبعدها الأيام كيف الرياح مرورا بالعاصفة ورغبات وغيرها. هذه الأعمال وغيرها كان لي الشرف فيها أن أقف أمام عمالقة الفن، وتعلمت منهم الكثير، مثل المثابرة، الصبر، الانضباط، وكل يوم نتعلم من تجاربنا وسعدت كثيرا بالعمل معهم.

الشروق: ماھو الدور الذي أدیته وتشعرین بأنه یجسد شخصیتك أو هو جزء منھا؟

– أولا، من طبعي لا أحب الأدوار التي لا تشبه شخصیتي، أو فلنقل عكسھا، لأنھا تتطلب مني الخروج عن جلدي، وتكرس كل طاقاتي وقدراتي لأقدمھا. ولكن، أعتقد أن دوري في مسلسل “نسيبتي العزيزة ” الذي قدمته منذ سنوات یشبھني نوعا ما.

الفن أصبح وجعا لما نراه اليوم من أعمال قليلا ما تكون هادفة وذات معنى

الشروق: برأيك، هل الممثل الناجح هو الذي لا يتقيد بدور واحد؟

– طبعا لا، فهناك عديد الأسماء اللامعة في التمثيل، تميزت بتقمصها لدور واحد طيلة مسيرتها، على غرار الممثل المصري “توفيق الذقن”، الذي عرف بأدائه دور الشرير، وكذلك فريد شوقي، وغيرهما من الممثلين.. وهناك من غيّر دوره في بعض الأعمال ولم ينجح في أدائه. الشروق: وماذا عن كوثر؟ – شخصيا، لا أحبذ التقيد بدور واحد. والحمد الله، أتقن أي دور يوكل إلي. حتى إني لا أعرف كيف استمررت بسلسلة نسيبتي العزيزة لمدة سنوات. ربما لأني وجدت راحتي مع طاقم العمل والشخصية لقيت انتشارا، ومحبة المغرب العربي ككل.

الشروق: كيف تختار كوثر الباردي أعمالها؟

– ربما يتبادر إلى البعض أن الفنان تعرض عليه الأعمال دوما، فلا يكون صاحب اختيار أو مخيرا بقدر ما هو مسيّر، فيكون في موضع المتلقّي دون أن يكون في موضع أخذ القرار.

هذا غير صحيح تقريبا لأغلب الفنانين، فما بالك بكوثر الباردي. ولكن، كل ما أقوله: كل الأدوار التي مثلتها كانت عزيزة على قلبي، ولا يحق لي إلا أن أقول عنها إنها كانت رائعة. وللأسف، بالوقت الحالي، الفن أصبح وجعا لي، لما نراه اليوم من أعمال قليلا ما تكون هادفة وذات معنى.

الشروق: ماذا ينقص الدراما التونسية لكي تغزو الشاشات العربية؟

– هناك أزمة نصوص وأزمة أموال، لطالما كان مطلبنا أن يكون هناك إنتاج على طول السنة، وليس فقط في شهر رمضان، تقريبا نفس ما تعانيه الدراما الجزائرية. باختصار، لا يوجد استثمار في الفن، لأنه لا يحقق الربح المطلوب، وبعد الثورة قلت كثيرا الأعمال الدرامية.

لماذا نريد أن نحول الفن إلى قاعة للمكياج ولإخفاء العيوب..؟

الشروق: من هي الشخصية التي تتمنى كوثر الباردي تجسيدها؟

– أحب كل شخصية تمس واقعنا الاجتماعي، وتكون قريبة من الجمهور.

الشروق: دخلت عالم الفنّ في سن صغيرة جدا، لو تحدثينا عن بداياتك الأولى، وكيف تعاملت العائلة مع موهبتك؟

– خطواتي الأولى بدأت من خلال برامج الأطفال، وتحديدا من خلال أستوديوهات الإذاعة التونسية، مع السيدة علياء، في برنامج “جنّة الأطفال”، ثم مع لطفي البحري وعلي منصور، بعدها تدرجت من هذا العالم إلى دنيا التمثيل، من خلال المسرح ثم التلفزيون، علما أنني بدأت مسيرتي في سن الخامسة من العمر، لتتواصل تجربتي الفنية بعدها كامتداد طبيعي لفترة الطفولة، وكانت أول تجربة لي في عالم التمثيل في “العمل الفني أيام زمان” لرؤوف كوكة، مع المسرح البلدي وعمري 15 سنة، أما موقف العائلة فكان التشجيع والمساعدة والنقد البنّاء.

الشروق: بعدها دخلت السينما؟

ليس تماماً. فقد دخلت الفن السابع بشكل مواز لنشاطي المسرحي، مع العلم أنني أرتاح للمسرح أكثر، بغضّ النظر عن الإرهاق الشديد الذي يسببه لي، أما في السينما، فقدمت فيها “شيشخـان” و”الانتفاضة” “ورغبات” و”طفل يدعى المسيح”، إلى جانب بعض الأعمال الأجنبية الأخرى.

الشروق: في ما يتعلق بالدراما وحتى المسرح في أعمالكم، نلاحظ التشبث باللهجة الدارجة التونسية والحرص على استعمال ألفاظ موغلة في المحلية، هذا بالإضافة إلى أنه كثيرا ما يتضمن النص عبارات من لغات أخرى، مما يهيئ النص لشيء من التشويش في مجال الهوية، وربما هذا ما شد انتباه المتابع لسلسلة نسيبتي العزيزة. فما رأيك؟

– نحن كثيرا ما نتهم باستعمال اللغة السوقية، ونحن في مجموعتنا نعتقد أن المسرح والسينما والتلفزيون لا يقبل على واقع الفرد بكل ما فيه من حقيقة، في حين إنه بقدر ما نواجهه، بقدر ما نرى حقيقة وجهنا في المرآة، ونتمكن من تقليب صورتنا من كافة الاتجاهات والزوايا. وأنا أتساءل: لماذا هذا الترفع على الحقيقة. ألا يعج الشارع بالعبارات السوقية.. فلماذا نريد أن نحول الفن إلى قاعة للمكياج ولإخفاء العيوب.. الفن بحسب اعتقادي، لا يجمل الواقع ولا يحاول أن يظهر جمال ما هو جميل. أما في ما يخص اختيار اللهجة العامية التونسية للتعبير بها في أعمالنا الفنية، فنحن، كفنانين، اخترنا أن نتحدث بلهجة أمهاتنا، أي اللهجة التونسية، وهي وحدها بحسب اعتقادنا، القادرة على التعبير عن الشخصية التونسية.

المرأة التونسية غير مستعدة للتنازل عن مكتسباتها وهي امرأة حرة لن تقبل بالعودة إلى الخلف

الشروق: بم تعلقين على الضجة حول مسألة الزواج العرفي التي أثارها مسلسل براءة، الذي عرض منذ سنة تقريبا؟

– يقاس نجاح أي عمل فني بمدى إقبال المتلقي على متابعته. ومسلسل براءة لم يشجع على فكرة الزواج العرفي، بل بالعكس هو ضده.. لكن، كيفية طرح الموضوع فنيا، تعود للمخرج ولرؤيته الخاصة. كما أن المشاهد التي يتضمنها العمل لا تبيض الزواج العرفي بل تكشف مساوئه…

الشروق: هناك من يرى بأن المسلسل عاد بالمرأة التونسية إلى الوراء؟

– بالنسبة إلي، رأيت موقفين مختلفان في الشارع. يؤكد لي من ألتقي بهم أننا نجحنا في مسلسل براءة. وهناك ثناء على أدائنا وعلى العمل ككل.. ولكن، على صفحات التواصل الاجتماعي، هناك حملة لعدم العودة إلى الخلف.. وأنا أقول وأؤكد أن المرأة التونسية غير مستعدة للتنازل عن مكتسباتها، وهي امرأة حرة، لن تقبل بالعودة إلى الخلف، بل تعمل اليوم من أجل تحقيق المزيد من المكاسب..

الشروق: هناك أيضا جدل بسبب تطويع المخرج للقرآن على مقاسه لخدمة أحداث المسلسل؟

– أولا، في مجتمعنا موجودة هذه العينة من الرجال، التي تتحرك تحت غطاء ديني لتبرر أفعالها.. البطل استند إلى القرآن الذي قال وأحل لكم مثنى وثلاثة ورباع.. وتناسى أن النص القرآني قال أيضا ولن تعدلوا ولو حرصتم.. إنهم يقفون عند ويل للمصلين.. أما في ما يخص عدم حاجة المرأة التي تقدمت في السن إلى لبس الحجاب، فتوجد سورة في القرآن تقول ذلك، ولكنني غير مخولة لتفسيرها..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!