-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أوجد لنفسه مكانة لا يستهان بها رغم المتاعب

ديب قويدر أمين.. فنان عصامي يحاكي الطبيعة بأعمال إبداعية

ديب قويدر أمين.. فنان عصامي يحاكي الطبيعة بأعمال إبداعية
ح.م

فتحت مسابقة أنظف قرية بولاية تيزي وزو المجال لعدة فنانين للظهور وصقل مواهبهم، عبر المشاركة في حملة تجميل القرى بأعمال فنية ر ائعة، تزيدها جمالا وتزيدهم خبرة تدفعهم نحو المزيد من العطاء لتجسيد جزائر جميلة بسواعد أبناءها.

“ديب قويدر أمين” المنحدر من عائلة ديب التي أنجبت عدة أسماء لامعة، أوجد هو الآخر لنفسه مكانة لا يستهان بها في عالم الفن، رغم تكوينه العصامي ومغادرته المبكرة لمقاعد الدراسة.

التقيناه في إحدى القرى المشاركة بالمسابقة في طبعتها السادسة وأكد لنا في حديثه أنه ولد مولعا بجمال الطبيعة، حيث ساعدته مهنة أبيه كمضيف طيران في السفر منذ الصغر، ما جعله يتأثر بكل ما هو جميل ويعمل على تطوير موهبته وصقلها لإعطاء لمسة خاصة على كل ما يحيط به، مستندا إلى جمال الطبيعة ومتمسكا بألوانها وأشكالها التي يبدع في نحتها.

رغم مغادرته المبكرة لمقاعد الدراسة إلا أنه تمسك بتحقيق حلمه وتنمية موهبته التي اكتشفها في مرحلة الطفولة، حين اضطر للبقاء بأحد مستشفيات فرنسا إثر حادث تعرض له هناك، حيث كانت إدارة المستشفى تخصص للمرضى وقتا للقيام بأشغال الرسم والتلوين، وهو ما أثار في نفسه حب الفن والطبيعة.

بعد عودته للوطن وعجزه عن استكمال مشواره الدراسي، اشتغل في المهن الحرة واختار الاحتكاك بمختلف الحرفيين بالجنوب الجزائري وكذا المغاربة، عرف كيف يستغل أسس كل حرفة ويجمعها في مزيج صنع لمسته الخاصة في عالم الفنانين الهواة، ويحرص على أن يكون الإتقان، الجودة ونوعية أعماله هي المعيار.

الفنان الذي واجه المصاعب وتمسك بحرفته رغم النقائص والعقبات التي تواجه أمثاله على أرض الواقع، قام بإنجاز عدة تحف فنية عبر مختلف ولايات الوطن، كما قام بترميم بعض المعالم الأثرية، وجاء مؤخرا إلى ولاية تيزي وزو في إطار مسابقة أنظف قرية، حيث استقدمته إحدى العائلات لإنجاز نصب تذكاري لشهدائها، إلى جانب عدة تحف.

أكد أن الألوان الطبيعية والقيام بأعمال قريبة من الطبيعة من حيث الأشكال أو الألوان، هو ما يستند عليه فنه، حيث يسعى لإبقاء بصمته وعمله لأطول فترة ممكنة، بتركيزه على نوعية العمل وجودته بدل ممارسة التجارة بفنه.

وفي تقييمه لأغلبية الأعمال التي وقف عليها في القرى المشاركة في مسابقة أنظف قرية والتي فتحت المجال لعدة فنانين لإطلاق العنان لإبداعهم، أكد أن تنسيق الألوان في قرى ذات طابع تقليدي أمر مهم جدا، حيث فضّل عدم اعتماد الألوان الفاقعة في قرى طغت عليها الطبيعة الأخاذة بجمال ساحر، فعلى يد الإنسان إضافة لمسة جمالية لا تكون شاذة على ما يحيط بها.

من جهة أخرى تأسف الشاب على وضع الفنان في بلادنا، حيث لا توجد مراكز ولا مدارس مختصة بتدريس هذا النوع الفني، إذ يعتمد الجميع على موهبتهم واكتساب الخبرة من تجاربهم دون تأطير ولا متابعة، وهو ما يحرم الوطن من المواهب التي يمكنها تقديم الكثير، حيث يستسلم الأغلبية ويتجهون لمجالات أخرى، بسبب الصعوبات والنقائص التي تعترضهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!