-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دينان: صَالبٌ ومَصْلوبٌ ضد الإسلام

دينان: صَالبٌ ومَصْلوبٌ ضد الإسلام

يظن الأغرارُ في العالَم من العُربان والأعاجم، ومن المسلمين وغيرهم أن الحروب الصليبية قد انتهت، ومِنْ أسَفٍ أن مفكِّرا كبيرا هو روجي غارودي من هؤلاء الظانين، إذ يؤكد أنه “لا ريب في أن زمن الحملات الصليبية ضد الإسلام قد انقضى”. (روجي غارودي: حوار الحضارات. تعريب: عادل العوّا. منشورات عويدات. سلسلة زِدْني علما. ص 267).
وأيْمُ الله إن هؤلاء الظانين لكاذبون، وصادِقو المؤمنين يشاهدون كَذِبَ هذا الظن، وعليه يشهدون.. بل إن المؤمنين من ذوي الأبصار وأولي البصائر يَرَوْنَ مالا يراه غيرُهم؛ وهو اتحاد الأعداء ـ فيما بينهم ـ ضد الإسلام ـ في زعمهم ـ حتى إن زال الإسلام عادوا إلى عداوتهم.
من هؤلاء ذوي البصائر وأَوْلي البصائر الإمام محمد البشير الإبراهيمي الذي رأى ببصره وبصيرته أن ما يجري في فلسطين هو “حربٌ صليبية بعض أسلحتها اليهود. وأنها مُمَالَأَةٌ مكشوفة من الدّينَيْن الصَّالِب والمصْلُوبِ على الإسلام”. (جريدة البصائر. في 9/2/1948. آثار الإمام الإبراهيمي. ج3. ص 445).
العجيب هو أن النصارى، أتباع “الدِّينِ المصلوبِ” يعتقدون أن اليهود، أتباع “الدِّينِ الصَّالِبِ” صلبوا “رَبَّهُم” عيسى وقتلوه، وهو ما نفاه الأصدقُ قيلاً في كتابه الذي يقول الحق، ولا يأتيه الباطل؛ إذ يقول عما زعمه اليهود ونفاه: “وبِكُفْرِهِم، وقولهم على مريم بهتانا عظيما، وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابنَ مريم، رسولَ الله، وما قتلوه، وما صلبوه، ولكن شُبِّهَ لهم…. وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه، وكان الله عزيزا حكيما” (سورة النساء. الآيات 155-156-157).
فَبِنَصِّ هذه الآيات البيّنات أن اليهود والنصارى يؤمنون بأن المسيحَ عيسى ابنَ مريم مات “مقتولا مصلوبا” على أيدي اليهود، وبِنَصِّ القرآن فإن النصارى يؤمنون أن المسيح هو “ربُّهُم” أو “ابْنُ ربهم”؛ ولهذا فهم يكرهون اليهود ويُعَادُونَهُم، ولهذا فإن هذه العداوة لن تزول مادامت السماوات والأرض، لأنها عداوة دينية… عداوة عقيدة… وقديما قال شاعرنا:
كُلُّ عداوة تُرْتَجَى مَوَدَّتُهَا إلّا عداوة من عاداك في الدين
إذا كانت حوادث الماضي القريبة والبعيدة قد أصبحت نسْيا مَنْسِيّا عند أكثر “المسلمين”، فها هي مشكلة فلسطين تُذَكِّر النّاسين، وتُنَبِّه الغافلين وتَهُزُّ الجامدين، وتحرِّك الساكنين.. وها هي حوادث غزة تُنْطِقُ الرُّضَّعَ في المهود والموتى في اللُّحُودِ..
إن الإسلام يأمر أتباعه بالإيمان بكل الأنبياء والمرسلين، ومنهم سَيِّدانا موسى وعيسى – على الجميع السلام – ولا يقبل إيمان من لا يؤمن بهم جميعا؛ وبالتالي فإن أحق الناس بميراث النبوات الخاصة في فلسطين وغيرها هم المسلمون أصحاب النبوَّة العامة. وقد لاحت بشائر عودتهم إلى فلسطين – مهما يطل الزمن وتتوالَ المحن– ليطهّروها من خبائث عُبَّادِ العجل، وفواحش متّخذي عيسى “ربّاً”.
وخزيا وعارا على خائني العرب والإسلام من “إخوان الشياطين” إلى “أمير المؤمنين” الذين يلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!