-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ذبابة تسي تسي…

الشروق أونلاين
  • 2586
  • 0
ذبابة تسي تسي…

محمد يعقوبي

جميل جدا أن يحلم الإنسان ويرسم لنفسه ولبلده ولقارته صورة جميلة على نحو “الولايات المتحدة الإفريقية” ولكن من العقل والحكمة أن يلامس الإنسان الواقع ويضع رجليه على أرض صلبة وهو يتطلع إلى المستقبل حتى لا تهوي قامته في حفرة ولا يصطدم رأسه بجدار..ولذلك من حقنا أن نسأل، أي حكومة إفريقية موحدة في قارة يمزقها الفقر وتفتك بها الحروب وتنخر جسدها السيدا، أي حكومة موحدة لقارة لا تزال تحكمها الانقلابات وتضمن ديمومتها المساعدات الإنسانية؟ وكيف يمكن أن تكون عليه “الولايات المتحدة الإفريقية” إذا كان عدد من بلدان القارة يعيش على مداخيل النفط والعدد الآخر ليس له أصلا مصادر دخل، وهل مطلوب من دول النفط في إفريقيا أن تقتسم “غلتها” من البترول مع تلك التي لا بترول لها؟ هل معنى الحكومة الموحدة أن يصبح للدول الفقيرة حق لدى دول النفط، على طريقة “استنجد الغريق بالغريق فغرقا”، وهل مطلوب من الحكومة الإفريقية الموحدة أن تصبح كتلة “نقابية” تطالب بحقها لدى الدول الصناعية، أم مطلوب منها أن تقسم “بالعدل” أمراضها وحروبها وبؤسها ليطال كل بقاع القارة؟…

وهل هذه الوحدة “الموهومة” هي إشارة خضراء لذبابة تسي تسي حتى يصبح لها الحق في أن تجوب ربوع القارة عوض انحباسها في أوساط إفريقيا، هذه الذبابة التي تصدر “الموت الرحيم” سيكون من حقها بموجب “الحكومة الموحدة” مثلها مثل العشرات من الأمراض والأوبئة أن تعبر الحدود إلى الجزائر ومصر وتونس وجنوب إفريقيا، وفي المقابل مطلوب من هذه الدول بالذات أن تشرك الدول الفقيرة في ثرواتها وتفتح حدودها للهاربين من هول الأمراض والأوبئة والسيدا…

أي مشروع للوحدة الإفريقية يجب أن يكون الهدف منه أن تغتني الدول الفقيرة وتتجاوز مشاكلها دون أن تؤثر على توازن الدول النفطية أو تخلخل نموها، والهدف أن نقتل ذبابة تسي تسي في معاقلها لا أن نفتح لها أبواب “الرزق” في ربوع القارة وجنباتها…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!