-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ذكرى ميلاد عيسى عليه السلام

ذكرى ميلاد عيسى عليه السلام

أحيا جزءٌ من النصارى أو المسيحيين في 25/12/ ذكرى ميلاد سيدنا عيسى، عليه وعلى أمه، وسائر الأنبياء والمرسلين أعطر السلام. وسيحيي الجزء الآخر من النصارى أو المسيحيين هذه الذكرى بعد بضعة أيام، فهم مختلفون اختلافا شديدا حتى في تاريخ ميلاده.

وإذا كتبتُ كلمة عن سيّدنا عيسى– عليه وعلى أمه سيدتنا مريم السلام– فإننا نحن المسلمين أولى بهذين العبدين الصالحين ممن يزعمون أنّهم من أتباعه.

إن إيماننا– نحن المسلمين– ردٌّ علينا إن لم نؤمن بسيدنا عيسى– عليه السلام– وبجميع أنبياء الله– عز جل– ورُسله، فنحن لا نفرق بين رسل الله– عليهم السلام– كما نؤمن بأفضلية بعضهم على بعض كما جاء في القرآن الكريم. “تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض”.

من آيات الله– عز وجل– أنه خلق سيدنا عيسى– عليه السلام– من غير أب، ما جعل طائفة من الأراذل يرمون أمَّه الطاهرة بما أوحاه إليهم قُرَناؤُهم، فبرّأها الله– عز وجل– وهي التي تقبَّلها بقَبُول حسن، وكفلها أحدُ أنبياء الله، وهو زكرياء– عليه السلام– وقضت أكثر وقتها في المحراب راكعة ساجدة لله عز وجل.

ومن آيات الله– عز وجل– في هذا الطفل المبارَك أنه كلّم الناس في المهد، وأجرى على يديه معجزات لم يؤتِها غيره كإحياء الموتى، وإبراء الأكمَهِ والأبرص، وإنْبَاء الناس بما يدّخرون في بيوتهم، كل أولئك بإذن الله، ولكن كثيرا ممن رأوا ذلك غلوا في عيسى، ووصفوه بما لا يجوز في حقه وأخرجوه عن بشريته؛ ففريقٌ اعتبره “إلها”، وفريقٌ اعتبره “ابن إله”، وبعضهم رأوه ذا طبيعتين: نصفَ لاهوت، ونصف ناسوت، وكل ذلك ضلالٌ وشِرك، وما كان عيسى– عليه السلام– إلا بشرا رسولا، وعبدا صالحا من عباد الله..

ولا شك في أنّ هذا الغلوَّ في عيسى– عليه السلام– هو الذي جعل هؤلاء الغالين– أي المسيحيين- يقولون كما قالت الأستاذة في جامعة لندن– الراهبة سابقا- كارين أرمسترونغ في كتابها المسمّى “محمد”– صلى الله عليه وسلم– (ص 81). “لم نقرأ أبدا أن المسيح قد ضحك”!

هل يُعقل أن يعيش إنسانٌ ما قُدِّر له أن يعيش ولا يضحك مع أمه التي كان بَرًّا بها؟ إن الله– عز وجل– قال عن نفسه: “وأنه هو أضحَكَ وأبكى”، ولم ينبِّئنا بأنه استثنى عبده عيسى من هذا الإضحاك والإبكاء… لقد صدق قدّيسُهم أوغسطين في قوله: “أنا أؤمن بالمسيحية لأنها دينٌ غير معقول”. (شارل جينيبر: المسيحية. ص 8) وقد قالو إنهم قتلوه، وصلبوه، “وما قتلوه وما صلبوه” بل أماته الذي يُحيي ويُميت، ورفعه إليه ثم يبعثه بين يدي الساعة.. فسلامٌ عليه يوم وُلد، ويوم مات، ويوم يبعثه الله– عز وجل– لقد ارتكب من يزعمون أنهم من أتباعِك، واقترفوا باسمك من الجرائم ما يُشيب الغربانَ السود، ويُنطق الصبيانَ في المهود، والموتى في اللحود.. وقد وزّعوا هذه الجرائم على جميع البشر من مشرق الشمس إلى مغربها.

أما ما يُرتكب في ذكرى ميلادك المبارك من أفعال شنيعة فيتبرَّأ منها حتى إبليس، وهو المزيِّن للشرور والآثام، وسلام الله، وعباده الصالحين عليك وعلى أمِّك أيها النبيُّ الكريم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!