جون بيار رفاران يؤجل زيارته إلى جانفي القادم
رؤساء الشركات الفرنسية: مناخ الاستثمار بالجزائر سيء للغاية
أبلغ رؤساء المؤسسات الفرنسية المتواجدين بالجزائر، كل من وزير المالية كريم جودي وزميليه في الحكومة المكلفين بالصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، والتجارة، محمد بن مرادي ومصطفى بن بادة على التوالي، ومحافظ بنك الجزائر محمد لقصاسي، أن مناخ الأعمال بالجزائر سيء للغاية، وأن الشركات الفرنسية التي تمكنت من إقامة مشاريع استثمارية خلال العشرية الماضية بالجزائر أصبحت تعاني معاناة شديدة في القيام ببعض العمليات الروتينية القانونية ومنها تحويل أرباحها إلى الخارج بسبب العراقيل البيروقراطية المتشددة من طرف بنك الجزائر.
- وكشفت مصادر حضرت الجلسة المغلقة التي عقدت صباح أمس بالجزائر، أن وفد “ميداف انترناسيونال” المكون من 60 شركة فرنسية الذي يزور الجزائر بقيادة جون ماري دوجير، رئيس “مجلس رؤساء المؤسسات فرنسا ـ الجزائر” بالميداف ونائب المدير العام مجمع “غاز فرنسا ـ سويز”، تحدث بصراحة كبيرة للمسؤولين الجزائريين عن العراقيل والمشاكل الفعلية التي تعانيها المؤسسات الفرنسية في القيام بعملياتها بالجزائر وخاصة من قبل الادارة الاقتصادية والهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بقطاع الاستثمار وخاصة العقار والبنوك وندرة الكفاءات في المجالات التقنية وعدم استقرار التشريع، فضلا عن التغيير المستمر لقانون الصفقات العمومية الذي تسبب في تجميد المئات من المشاريع ذات الصلة ببعض العمليات الدولية.
وأضاف المصدر أن رؤساء الشركات الفرنسية تحدثوا بلغة عالية الصراحة عن الرغبة الحقيقية في الاستثمار محليا، غير أن تلك الرغبة تعترضها بيروقراطية الادراة الاقتصادية بالجزائر على الرغم من الحديث الطويل والعريض عن نية إصلاح القطاع الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، وهي الانتقادات التي رد عليها رجال أعمال جزائريون بأنها غير مقتصرة على الشركات الأجنبية، بل هي مشكلة جميع الشركات الراغبة في الاستثمار ومنها الجزائرية على الرغم من إعلان الحكومة في مناسبات عدة لبرنامج استثمار عمومي تفوق قيمته 200 مليار دولار يمتد إلى 2015 والتي تستحوذ مشاريع البنية التحتية على أزيد من 60 بالمائة من الغلاف المالي المخصص للبرنامج، وهي القطاعات التي تشكل عصب اهتمام المجمعات الفرنسية الكبرى وخاصة قطاعات الإنشاءات والتشييد والتكنولوجيا الجديدة وتكنولوجيا الإعلام وقطاع التجهيز وقطاع التكوين والبنوك والتأمينات. وينتظر أن يزور المكلف بملف التعاون الاقتصادي مع الجزائر، جون بيير رفاران، بزيارة الجزائر شهر مطلع العام القادم لتسوية الموضوعات الخلافية.