جواهر
بعد أقل من شهرين على تعيينها

رئيسة تنزانيا المسلمة تبهر الجميع بقراراتها الحاسمة

نادية شريف
  • 16525
  • 18
أرشيف

أبهرت سامية حسن، رئيسة تنزانيا المحجبة المسلمة الجميع بقراراتها القوية والحاسمة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة والمصيرية، وذلك بعد أقل من شهرين على تعيينها.

وبحسب محللين سياسيين فإن خليفة ماغوفولي تتبع مسارا مختلفا، سواء فيما يتعلق بتعاملها مع وباء كورونا أو حرية الإعلام أو مع المعارضة، إذ استخدمت أسلوبا جديدا، وكانت تعليقاتها في معظمها هادئة وحاسمة.

وأضافوا إن سلفها كان معروفا بخطاباته الانفعالية، أما هي فهادئة.. كان هو كثير الخصام، أما هي فتعتمد نهجا تصالحيا أكثر، وبينما كان هو حاكما مستبدا، تتبع هي  أسلوبا أقل إقصاء.

وأعربت حسن عن انزعاجها من عقد مقارنات بينها وبين ماغوفولي وطلبت من المشرعين التوقف عن كشف أوجه التناقض لأن ذلك حسبها ليس مجديا، وغير مفيد.

وقالت وكالة بي بي سي إن حسن من يوم اعتلائها السلطة، كانت الهالة المحيطة بها وسلوكها العام والكلمات التي اختارتها تعِد بنمط قيادة مختلف تماما؛ نمط لم تختبره تنزانيا من قبل منذ أن وصل ماغافولي، الملقّب بالبلدوزر، إلى السلطة عام 2015.

وأضافت بأن مدير تحرير الجمهورية للإعلام، ديوتاتوس باليلي، يصفها بأنها ديبلوماسية و”عندما يتلعثم الآخرون، تتقدّم بتصريحات جريئة.. تدرك أنه لا يمكن لمواطني تنزانيا أن يعيشوا بعزلة، وتعرف أنه علينا أن نكون جزء من إحدى المنظومات والكيان العالمي”.

وأفادت قناة العربية أن الرئيسة الجديدة أبانت عن نهج مختلف في إدارة البلاد خاصة فيما يتعلق بملفي الحريات وملف كوفيد 19.

أول رئيسة محجبة في افريقيا تصطدم بأزمة كورونا التي أنكرها سلفها

وضعت رئيسة تنزانيا الجديدة، سامية سولو حسن، “مكافحة كورونا” على رأس الأولويات، بعد أن اعتاد الرئيس الراحل جون ماغوفولي على إنكار وجودها في البلاد.

وبدأت الرئيسة في اتخاذ العديد من الإجراءات الصحية والاقتصادية التي تراعي تفشي جائحة كورونا، ولكن بحسب محللين فإنها ستواجه العديد من التحديات إثر السياسة السابقة لماغوفولي المثيرة للجدل.

وقالت الرئيسة المحجبة بأنها ستطلب المشورة العلمية بشأن كيفية المضي قدماً في التعامل مع تفشي الوباء وبأن مكافحته أولوية ينبغي التركيز عليها على كافة الأصعدة.

وأشارت إلى اعتزامها التعاون دولياً لمكافحة الوباء قائلة “لا يمكننا عزل أنفسنا” وإن دولة تنزانيا ليست “جزيرة” منعزلة.

وبعد توليها الرئاسة في مارس المنصرم، أصدرت السلطات المختصة بأوامر من سولو حسن، إرشادات علمية بشأن مكافحة فيروس كورونا.

وتمثلت أولى الخطوات في ارتداء الأقنعة واستخدام معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تعيين مسؤولين صحين لمتابعة الأزمة.

وخلال هذا الأسبوع، ترأست، سولو حسن وفداً من المسؤولين التنزانيين، في زيارة رسمية إلى أوغندا، حيث كان جميع أعضاء الوفد يرتدون كمامات واقية.

واستهدفت تلك الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على اتفافات بشأن مشروع خط أنابيب النفط بقيمة مليارات الدولار.

في ذات السياق، افتتحت وزارة الموارد الطبيعية التنزانية مؤخرا مركزين جديدين لفصح فيروس كورونا في مدينة أروشا الشمالية وكذلك في محمية سيرينجيتي الوطنية ، ما جعل مرافق الاختبار بمتناول عشرات الآلاف من السياح.

كما أعادت السلطات أيضًا التراخيص لوسائل الإعلام التي جرى حظرها لتحديها أمرًا حكوميًا يمنع النشر عن جائحة كوفيد -19.

وبحسب “وول ستريت جورنال” فإن تغيير سياسة سلف، سولو حسن، قد يؤدي إلى خروج تنزانيا من العزلة الدولية المتصاعدة وتحسين العلاقات المتوترة مع المستثمرين الأجانب، الذين اعتمدت البلاد على أموالهم لأعوام عديدة.

ولكن على الرئيسة الجديدة أن تكون حذرة في خطواتها حتى لا تخسر دعم غالبية المحافظين الدينيين الذين كانوا يدعمون بقوة موقف الرئيس الراحل بشأن أزمة كورونا.

يذكر أن ماغوفولي كان ينكر وجود كورونا في تنزانيا وكان يوصي بالصلاة والأعشاب وحمامات البخار للوقاية منه، قبل أن يعلن أن بلاه أصبحت خالية منه إثر ثلاثة أيام من الصلوات الوطنية.

المسلمة التي تولّت الحكم في تنزانيا ليست زوجة الرئيس الراحل

بعد إعلان وفاة رئيس تنزانيا جو ماغوفولي وتولّي سامية حسن مهامها الرئاسية خلفاً له، ادّعى مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي أنّها زوجته، مع أنها في الحقيقة نائبته.

وبحسب خدمة تقصي الأخبار الزائفة لوكالة فرانس براس فقد نشرت وسائل إعلام عدة على صفحاتها على مواقع التواصل صورة لسامية حسن صلوحي أرفقتها بالنص الآتي “تنزانيا ستحكمها امرأة بعد وفاة رئيسها… من هي؟” قائلة إنها زوجة الرئيس التنزاني الراحل جون ماغوفولي.

ونالت هذه الأخبار عشرات المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وإنستغرام، بعد إعلان وفاة ماغوفولي في 17مارس، مع أن زوجة رئيس تنزانيا تدعى جانيت ماغوفولي وقد تزوجا منذ أكثر من عقدين في حفل زفاف أقيم في جامعة دار السلام.

تعرف على أول مسلمة محجبة ترأس دولة إفريقية

وكانت مصادر إعلامية قد أفادت أن المسلمة المحجبة، سامية صلوحي ستحكم دولة تنزانيا بعد وفاة الرئيس جون ماغوفلي المفاجئة، إثر إصابته بسكتة قلبية.

ووفقا لدستور تنزانيا، ستشغل صلوحي منصب الرئيس لما تبقى من ولاية ماغوفولي الثانية التي تنتهي في 2025  باعتبارها نائبته.

وصلوحي المرأة الوحيدة التي تشغل منصب الرئيس في إفريقيا في الوقت الحالي، حيث تعتبر الرئاسة الإثيوبية منصبا فخريا إلى حد كبير، لتنضم إلى القائمة القصيرة من النساء في القارة اللائي وصلن إلى  قمة السلطة.

وتُعرف صلوحي البالغة من العمر 61 عاما باسم “ماما سامية”، وهو لقب في الثقافة التنزانية يعكس الاحترام الذي تحظى  به.

ولدت صلوحي في  جانفي  1960 فيزنجبار التي تتمتع بحكم شبه ذاتي ودرست الإدارة العامة في تنزانيا، ثم التحقت بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة.

في عام 1978، تزوجت من حافظ أمير، وهو مسؤول متقاعد في قطاع الزراعة ظل بعيدا عن الأنظار، ولديهما 4 أبناء، أشهرهم ابنتها موانو حافظ أمير، وهي عضو في مجلس النواب في  زنجبار.

وانتخبت صلوحي لأول مرة لمنصب عام في عام 2000، وبرزت في عام 2014 عندما شغلت منصب نائبة رئيس الجمعية التأسيسية التي تم إنشاؤها لصياغة دستور جديد.

كما كانت صلوحي وزيرة دولة في مكتب نائب الرئيس، وانتخبت لعضوية مجلس النواب عن مدينة ماكوندوتشي من عام 2010 حتى 2015، وبعد ذلك أنتخبت كنائبة لماغوفولي في عام 2015، ثم أعيد انتخابها العام الماضي معه ووفقا للدستور.

كان اختيار صلوحي لمنصب نائب الرئيس في عام 2015 مفاجئا، حيث تقدمت على العديد من السياسيين البارزين الآخرين في حزب “تشاما تشا مابيندوزي”، الذي يحكم تنزانيا منذ أكثر من خمسين عاما.

وصفتها وكالة “بي بي سي”، بأنها “مختلفة كثيرا عن ماغوفولي على الصعيد الشخصي، حيث كان الأول يبدو متسرعا لا يخشى التحدث بتلقائية والإفصاح عن مشاعره، بينما تبدو صلوحي أكثر تمهلا وتعمقا”.

وتحدث عنها عضو البرلمان، جنوري ماكامبا، الذي عمل معها في مكتب نائب الرئيس، قائلا إنها “السياسي الأقل تقديرا في تنزانيا، لكنها بالفعل قائدة ذات قدرة بالغة”، حسب المصدر ذاته.

مقالات ذات صلة