راجع حساباتك يا غوركوف
نجح المنتخب الوطني، لأقل من 23 سنة، في التأهل رسميا للألعاب الأولمبية، المقررة الصيف المقبل بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وحقق حلما عجزت عن تحقيقه كل الأجيال التي تقمصت ألوان “الخضر”، عدا ما جيل 1980، الذي شارك لأول مرة في الألعاب الأولمبية بموسكو وكان يضم آنذاك أحسن ما أنجبت الكرة الجزائرية، على غرار بلومي وماجر وعصاد وفرقاني ومرزقان، الذين يعتبرون إلى يومنا هذا “علامة مسجلة”، وقدوة لهذا الجيل من اللاعبين الذين أظهروا أن الجزائري الذي تمنح له نفس فرصة المحترف، ونفس الإمكانات لا يخيب أبدا، وبإمكانهم التطور واللعب في المنتخب الأول. فحارس مثل صالحي ولاعبين مثل فرحات ودرفلو وبن خماسة وكنيش بإمكانهم الانضمام إلى تشكيلة غوركوف وفي أقرب وقت ممكن، لأنهم أظهروا للجميع أنهم الجيل القادم للكرة الجزائرية، ولا ينقصهم سوى الاهتمام بهم، ومساعدتهم على الاحتراف في أوروبا والسير على نفس خطى سليماني، الذي أصبح محل اهتمام أحسن الأندية الأوروبية، رغم أنه قدم من فريق الشراقة مرورا بشباب بلوزداد.
النتيجة التي سجلها الأولمبيون بداكار وأمام أعين الملايين، صفعت بعض المشككين في قدرة اللاعب المحلي في الدفاع عن الألوان الوطنية. لا أفهم مثلا كيف بالمدرب الوطني كريستيان غوركوف، يستدعي لاعبين مصابين ينشطون في الأندية الأوروبية ويتغاضى عن لاعبين موهوبين من بطولتنا، بإمكانهم- لو تمنح لهم الثقة طبعا- تعويض أي محترف مهما كان ثقله.. أتذكر أن المدرب الوطني الأسبق وحيد خاليلوزيتش اقتنع أن الوطن الذي أنجب لاعبين كبارا من لالماس مرورا ببلومي وعصاد وماجر وصايب ودزيري والقائمة طويلة، بإمكانه أن ينجب لاعبين آخرين فكان يتنقل أسبوعيا لمشاهدة مباريات البطولة المحترفة، ووضع قائمة من اللاعبين تحت المجهر فحضرهم واهتم بهم، وهم حاليا على غرار سوداني وسليماني وآخرين ينشطون أندية أوروبية.
لا أظن أن الناخب الوطني كريستيان غوركوف لن يراجع حساباته تجاه اللاعب المحلي، وأنه مجبر على الاهتمام بهذا الفريق وبهؤلاء اللاعبين لأنهم مستقبل الكرة الجزائرية، التي كانت لسنوات تحت وطأة بعض اللاعبين المحترفين، الذين وصل بهم الأمر إلى افتعال الإصابات لكي لا يتنقلوا إلى إفريقيا.
التأهل لأولمبياد ريو وبروز هذا الجيل الذهبي الجديد، سيعطي المنتخب الأول حلولا مستعجلة في تعويض بعض اللاعبين بآخرين ينشطون في بطولتنا المحترفة، فوسط الدفاع الذي كان يشتكي منه غوركوف ووسط الميدان وحتى في الهجوم، سيجد له حلولا بضم بعض هؤلاء الذين تألقوا وتشجيعهم ليبقوا القاطرة، التي تزود المنتخب الأول في أي عطل قد يصيبها في منتصف الطريق.
لا نريد أن يكون هذا المنتخب الشجرة التي تغطي الغابة، فكرتنا تعاني من مشاكل كثيرة، لن نجد لها حلولا إلا بالعودة إلى التكوين والاهتمام بالفئات الشبانية، فهل يعقل أن نمنح الملايير للاعبي الأكابر ونحرم الصغار حتى من “ساندويتش”.. أظن أن رؤساء الأندية سيستفيقون من سباتهم العميق والحل الأول والأخير بين أيديهم، وهو التكوين الذي سيمكنهم من اكتشاف مواهب جديدة، وتدعيم فئة الأكابر من منتَجهم الخاص والتخلي عن سياسة الانتدابات الفاشلة التي تكلف الخزينة الملايير.
ما فعله المدرب شورمان مع هذا المنتخب، يجعل اتحادنا الكروي يثق فيه يوما ليكون خليفة لغوركوف، مثلما تفعل المنتخبات العالمية الكبيرة.