جواهر
صدقته وطلبت أن تراهما

راق يقنع امرأة بأن لديها ولدان من جني!

سمية سعادة
  • 8144
  • 27
ح.م

لا يزال الكثير من الأشخاص الذين انتسبوا إلى الرقية زورا وبهتانا، يوهمون الناس بأنهم مصابون بالمس والعين والسحر وأن شفاءهم لا يتم إلا عبر مراحل عديدة يكون فيها “المصاب” قد أفرغ جيبه في “جيب” الراقي الذي ما إن يشعر بأنه “اكتفى” و”شبع” حتى يعلن لمريضه أنه شفي تماما وأنه عليه أن يعود إلى بيته مطمئنا منشرح الصدر.
وقد صار معروفا في المجتمع الجزائري، أن النساء هن أكثر فئات المجتمع اعتقادا بأنهن مصابات بأمراض روحية تجب فيها الرقية، وأنهن أكثر تصديقا لما يدعيه المشعوذون ويقوله الرقاة حتى وإن لم يكن مطابقا لحالتهن، ومخالفا للحقيقة، ولكنها الرغبة في التملص من مسؤولياتهن تجاه مشكلاتهن النفسية والاجتماعية، وعدم القدرة على مواجهة الحقيقة، ليقمن بلف عقولهن في منديل أسود وتسلميه للمشعوذ الدجال والراقي غير الشرعي ليتلاعب بها كيفما شاء.
ومما لا شك فيه، أن الأمثلة التي تدخل في هذا الباب أكبر من أن تعد أو تحصى، ولكن لأن الأساليب التي يستعملها هؤلاء الرقاة لإقناع النساء أنهن فعلا مصابات، متشابهة وقريبة من بعضها، فتبدو واحدة ولا حاجة لتكرارها، على غرار إقناع المريضة بأنها أكلت أو تخطت سحرا في إحدى المناسبات، أو تلبس بها جني في مكان ما، أو أصابتها عين حاسدة في عرس من الأعراس.
ولكن بعض الرقاة “الأذكياء”، حاولوا أن يصنعوا التميز بقصص لا يصدقها إلا من أنهى مهمة عقله، على غرار سيدة ذهبت إلى راق “دجال” فأقنعها بأن جني تزوجها وأنجبت منه طفلان، ولأن المرأة صدقت هذه القصة التي لا يصدقها حتى المجنون، ذهبت إلى راق آخر الذي روى هذه الحادثة، وأفصحت له عن رغبتها في رؤية ولديها، ربما لأن الراقي الذي أوهمها بأنها أنجبت من الجني لم يسمح لها بذلك وكأنهما تحت يديه! ولم يتمكن الراقي الذي قصدته بإقناعها إلا بشق النفس بأن هذا الشخص الدجال كذب عليها، متسائلا عن السبب الذي جعل الجزائري ساذجا ويسهل خداعه إلى هذه الدرجة.
وإذا كانت هذه السيدة قد أقنعها شخص متطفل على الرقية بقصة وهمية وصدقتها لجهلها، فهناك امرأة أخرى حاولت أن تقنع أحد الرقاة المتمكنين في الشرق الجزائري أن جني تلبس بها ولكنه كشف محاولة تضليلها له، حيث قال:
أوهمت مريضة أنني اقرأ عليه القرآن٬ ولكني في الحقيقة كنت أعد من واحد إلى خمسين لأختبر حقيقة ما تعاني منه، ففوجئت بها تقول لي أنها تشعر بتحسن٬ وما كان مني إلا أن واجهتها بالحقيقة حتى تدرك أن حالتها لا تستدعي رقية كما تظن.
ويروي راق آخر إحدى تجاربه مع أناس يصرون على إصابتهم بالسحر والمس “سيف ولا عقلية”، حيث يقول: جاءتني امرأة تقول أنها مصابة بمس فقلت لها: وما أدراك؟، فقالت لي: الناس يقولون هكذا..! فقلت لها سأقرأ عليك وأرى إن كان ذلك صحيحا، وشرعت في قراءة البسملة ثم اتبعتها بيتين من الشعر، وإذا بها تصيح وتصرخ مدعية أنه الجني٬ فقلت لها هداك الله٬ أنا لم أقرأ عليك إلا بيتين من الشعر!.
من المؤكد أن المجتمع الجزائري أصبح مطلعا بشكل كاف على الأساليب المنحرفة لبعض الرقاة المنحرفين، ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء كبير لتعلم المرأة أن الشخص الذي قصدته لا يلتزم بشروط الرقية الشرعية، فيكفي أن يستقبلها دون محرم، أو يقنع زوجها أو أحد محارمها بالاختلاء بها، أو أن يضع يده على ناصيتها أو جسدها، أو يكتب لها حجابا ويطلب منها أن تدسه تحت الوسادة أو خلف الخزانة، لتعلم أنه مشعوذ حقير وليس براق شرعي، وكذلك الحال بالنسبة للقصص التي يوهمون بها الناس، على غرار ما أوردناه عن المرأة التي راحت تبحث عن ولديها من الجني، وربما فاجأتنا في أحد برامج المفقودين بالبحث عنهما، فلماذا نلغي عقولنا ونمشي خلف هؤلاء الجهلة اللصوص؟!.

مقالات ذات صلة