جواهر
فضفضة

ربما أنا التي اشتكى مني زوجي!

نادية شريف
  • 4854
  • 10
ح.م

كنت أطالع موقعكم مؤخرا بحكم أن زوجي متابع وفي للشروق جواهر وقد لفتت انتباهي إحدى المشكلات المطروحة بخصوص رجل يشتكي من حدة طباع زوجته وكثرة صراخها في البيت لدرجة أنه عبر عن سأمه وملله ورغبته في الهروب بعيدا لأنه لم يعد يحتمل، ولقد خشيت أن أكون أنا المعنية لأني فعلا تغيرت كثيرا وصرت أصرخ بلا سبب وأبكي بلا سبب وأضرب أبنائي بلا سبب..

حياتي في الفترة الأخيرة أصبحت عبارة عن ضغوط داخلية.. وكأنني على وشك الانفجار فأعمد إلى التنفيس بتلك الطريقة ولا أعرف ما أصابني.. أحب زوجي وأولادي وأخدمهم بكل حب ولكن ما يحدث لي يحيرني.. صدقوني لا أعرف ما بي ولا لما أصرخ بتلك الطريقة الوحشية.. كل الذي أعرفه أني أثور ثم أنزوي في ركن وأبكي بحرقة.. أبكي وأتمنى أن يأتي زوجي ويعانقني أو يسألني أو يطبطب على كتفي لكنه لا يفعل شيئا ويتركني منكسرة..

فكرت في زيارة طبيب نفسي وأشاروا علي براق ولكني لم أجد الوقت لمعالجة نفسي.. كل الذي أريده أن أموت فيرتاح زوجي وأولادي.. هو حنون جدا ويهتم لأمري ويسهر على راحة أبنائه ولم يفعل لي شيئا ولكن تغير شيء في نفسي.. صرت غريبة عن ذاتي.. أشعر أحيانا بأني أكره زوجي وأكره أولادي ثم ما ألبث وأعود لرشدي فهل الذنب ذنبي أم ترى في الأمر إنّ؟

أحتاج الآن منكم إلى نصيحة صادقة، وأرجوا من كل من قرأ معاناتي أن يدعو لي بالشفاء لأني فعلا مريضة جدا.

نعيمة من الجزائر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة سيدتي الكريمة والله أسأل أن يوفقك ويحفظ لك زوجك وأولادك ويعجل لك بالشفاء والراحة وبعد:

ما يحصل معك فعلا أمر محير، وعليك بالمسارعة لعلاج نفسك سواء عند أخصائي نفساني أو بالرقية الشرعية قبل خراب بيتك.. عليك بضبط نفسك ومحاولة التحكم في أعصابك قدر الإمكان لأن الصراخ لن يجدي نفعا بقدر ما ينفر القلوب من حولك..

من خلال كلامك يظهر بأن زوجك يحبك ويصبر على سوء تصرفك معه ومع الأطفال لكن اسألي نفسك إلى متى سيبقى صابرا؟.. اسألي نفسك عن أثر عنفك على الأطفال؟.. ضعي نفسك في موقف مشابه وتصوري لو كان زوجك هو من يصرخ كيف ستكون الحياة في البيت؟؟؟

ليس عيبا أن تتأثر نفسيتك من كثرة الضغوط فتزوري مختصا يساعدك على تفريغ شحنات الغضب، بل العيب أن يعلو صوتك فيصل الشارع ويصل مسامع الجيران فيتأذى زوجك وأطفالك وأنت أيضا دون أن تتحركي من اجل العلاج..

ليس عيبا أيضا أن تبحثي عن السكينة في كلام الله فتعمدين إلى الرقية الشرعية سواء بنفسك أو بمساعدة راق ثقة، ففي القرآن شفاء وراحة..

من جهة أخرى فكري بشكل أرقى وبدل أن تصرخي لتنفسي عن نفسك احملي ورقة وقومي بكتابة كل ما يجول في خاطرك في لحظة الانفعال والثورة.. خذي أصغر أبنائك في حضنك وابحثي عن الحب.. ضعي برنامجا ترفيهيا وغيري نظرتك للمواقف.. خالطي النساء الإيجابيات وتعلمي منهن كيف تعتنين ببيتك وأهله.. أكثري من الاستغفار وشغلي سورة البقرة في المنزل كي يفر الشياطين..

لديك خيارات كثيرة سيدتي الكريمة وما عليك إلا البدء في التطبيق من أجل أن تعيدي المياه إلى مجاريها في بيتك ومع زوجك.. سارعي بالعلاج كي لا تخسري كثيرا وأكبر الخسارات هي ثقة أبنائك والله المستعان.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة