-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رجال يرفضون الطلاق ويساومون زوجاتهم على إجراء الخلع

نسيبة علال
  • 2843
  • 0
رجال يرفضون الطلاق ويساومون زوجاتهم على إجراء الخلع
بريشة: فاتح بارة

يحدث أن تستحيل الحياة بين زوجين أرهقتهما المشاكل والخلافات. فيبقى القرار الأنسب لكليهما، الانفصال، نقطة أخيرة ينتهي عندها دربهما، وقد يختلفان عندها لأسباب مادية أو اجتماعية.. فمن الطبيعي، أن تطلب الزوجة الطلاق، كما هو شائع. لكنها، قد لا تحصل عليه، وتتعرض للمزيد من الضغوط والتضييق، حيث يرفض العديد من الأزواج منح الحرية السهلة للمرأة، ويسعون لترويضها مزيدا من الوقت، بدفعها نحو الخلع وإكراهها عليه.

الزواج التقليدي للشابة شيراز، 31 سنة، وضعها أما شريك نرجسي، مصاب بالوسواس القهري. بالمقابل، لا يرضى تطليقها، لأنه أنفق ما يزيد عن 90 مليون سنتيم في حفل الزفاف. وهو، بحسب ما أخبرها به، يفضل أن يستمر في عيش حياة تعيسة، على أن تذهب كل مجهوداته سدى.. تقول: “مرت أربع سنوات، بمعدل مشكل يوميا، لا يهنأ لي ليل ولا نهار.. وفي كل مرة كنت أطلب الطلاق، يتجاهلني ويتهمني بالانحراف، والسعي نحو الانحلال والتحرر. لم يرض تطلقي، وبلغت معاناتي أشدها، حتى أصبت بعدة أمراض عضوية ونفسية، منها الغدة وأمراض القلب والضغط.. وتعمقت في حالة شديدة من الاكتئاب، حتى قررت أن أنفصل عنه بأي طريقة”. زارت شيراز مكتب محاماة، حيث تم توجيهها إلى إجراءات الخلع. تضيف: “كنت مستعدة لدفع حصتي من ميراث أمي كاملة، مقابل أن أتحرر من شخص مضطرب، يمارس علي عنفا معنويا وإهانات.. ويبدو أن ذلك ما كان ينتظره”.

الخلع مشروع مربح للمتسلقين

تمتلك نسرين مخبرا للتحاليل الطبية بالمدية، نجاحها ومداخيلها المعتبرة جعلت زوجها السابق يستغلها. بالإضافة إلى ذلك، يمارس عليها ضغوطا كثيرة. تقول: “كان يجبرني على أن أكون ربة بيت بكامل الصلاحيات، يبرمج زيارات عائلية دون أن يعلمني، ويضطرني إلى القيام بكل أشغال المنزل وحدي، دون مساعدة. من جانب آخر، يعتمد علي في نفقات المنزل، لكونه ترك وظيفته منذ سنتين. يطلب مني المال بإهانة شديدة، ويكرر على مسامعي أنه هو من دعمني حتى أنجح، رغم أنني اقترضت مبلغا ضخما من أجل مشروعي، وأنا بصدد تسديده. أصبحت حياتي لا تطاق معه.. فكرت في الانتحار، عندما رفض تطليقي، لكنه أخبرني بأن علي إجراء الطلاق، وأنه لم يمنحني حريتي بالمجان.. علي أن أدفع إليه المال، حتى يؤسس مشروعه”. هذه المساومة، التي تتعرض لها المرأة في المجتمعات العربية، خاصة العاملات، تعتبر غير مشروعة. كما يمكن أن يعاقب عليها القانون، إذا وجدت أدلة وبراهين.

هل يؤدي الحب إلى الإكراه على الخلع؟

عادة، لا تطلب المرأة الطلاق، إذا لم يتوفر سبب وجيه ومقنع، يجعلها تنفر من علاقتها الزوجية وتسعى لفضها. فهي إما غير مرتاحة معنويا، بسبب تعرضها الدائم للإهانة والتجريح أو التعنيف، أو إنها وجدت نفسها غير قادرة على التعايش مع ظروف مادية صعبة.. تتعدد الأسباب التي قد تصطدم برفض الزوج فكرة الطلاق، رغم كل محاولات المرأة، فقط لأنه متمسك بها وباستمرار أسرته. هي الحال مع عمر، 39 سنة، الذي أجبر زوجته، التي يحب، على تحريك ملف قانوني يتضمن قضية خلع، لإنهاء زواجهما، فيما يرويه عمر عن تجربته، أنه أحب زوجته، ولا يتقبل فكرة فراق زوجته، ويرفض قطعا تطليقها. ولكنه، من جانب آخر، عاجز عن توفير حياة كريمة لها ولابنها، كما أنه لم يتمكن من علاج إدمانه على المهلوسات، بسبب وضعه المالي.

القانون يدعم المرأة المتعرضة للضرر من العلاقة الزوجية

تعتبر الأستاذة حشام عقيلة، محامية لدى المجلس، أن “الخلع هو البديل المناسب لفض العلاقات الزوجية، التي بها ضرر على أحد الطرفين أو كليهما. وله شروط تعتبر نوعا ما صارمة في الجزائر، مقارنة بقضايا الطلاق. تتحمل المرأة لوحدها كل الأوزار المادية وتعويض الضرر للشريك، إلى غاية نهاية القضية”. بمقابل هذا، تشير الأستاذة إلى أن على المرأة الجزائرية إدراك جانب مهم جدا، وهو أن القانون قد يدفع الشريك إلى التطليق، في حال أثبتت ضررها، وتمكن القانونيون من دعم قضيتها بالأدلة الكافية، أو على الأقل، تخفيف نفقاتها إلى مبالغ رمزية

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!