رحلة الخليج والصيف
أثارت هجرة اللاعبين الجزائريين إلى الخليج العربي الكثير من الجدل، وفتحت باب نقاش حاد حول المغزى والهدف من انتقال أفضل لاعبي “الخضر” إلى بطولة قطر والسعودية والكويت.
-
ويبدو من الواضح أن الخطوة التي أقدم عليها بوڤرة وزملاؤه من المنتخب الوطني قد جاءت لتؤكد بأن شيئا ما تغير في تفكير هؤلاء اللاعبين، ليبقى التساؤل مطروحا: لماذا قرروا الهجرة إلى الخليج؟ وهل الحوافز المالية هي وحدها ما تحكّم في قرارهم؟. هل يعود هؤلاء اللاعبين يوما إلى أوروبا التي تعلموا فيها؟. وفي الأخير، ماذا سيجني المنتخب الوطني من هجرة نجومه نحو الشرق؟.
-
وإذا كان موضوع رحيل اللاعبين الجزائريين إلى الخليج العربي قد شد إليه الإنتباه وأثار موجة كبيرة من التساؤلات، فإن ذلك يعني قطعا بأن هناك مخاوف من تأثير ذلك على مستوى اللاعبين أنفسهم وعلى المنتخب الوطني المعتمد عليهم بشكل أساسي. وإنصافا للحق، فلا بد من الاعتراف بأن اللاعبين الجزائريين الذين اختاروا الذهاب إلى دول الخليج، ربما اختاروا ذلك عن قناعة، وربما دفعوا لاتخاذ هكذا قرار دفعا من بطولات محترفة قاسية لا ترحم. ألم يعترف احد اللاعبين الجزائريين أن أرض أوروبا ضاقت به فلم يجد بها موطئ قدم؟.
-
ولا بد من القول أيضا أن من باتوا يسمون اليوم بالمهاجرين الجدد، غادروا أنديتهم بعد أن عرفت “السوق الأوروبية” أزمة مالية حادة دفع ثمنها بعض اللاعبين وكان الجزائريون من ضحاياها لسببين اثنين، الأول هو تواضع الأندية التي ينتمون إليها، والثاني هو مستواهم الذي لم يجعل أندية كبيرة تطلبهم، وهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها. وبالمقابل، يجب القول أن الحوافز المالية المغرية هي التي كانت المحرك الأول لهجرة اللاعبين الجزائريين نحو الأندية الخليجية، وهذا حق مشروع بطبيعة الحال، لأن اللاعبين المعنيين فاضلوا بين العائد المالي والفائدة الرياضية، واتخذوا قرارهم في النهاية، حتى وإن كان القليل منهم من تجرأ وقال الحقيقة في هذا الموضوع.
-
لقد حاول المدرب الجديد حاليلوزيتش تطمين من استمعوا إليه في ندوته الأخيرة، ودافع عن بطولة قطر التي خطفت أفضل لاعبي “الخضر”، وهو ما يعني بأن موضوع “الخليجيين” قد بات يطرح مخاوف حقيقة لدى القائمين على “الخضر”، خاصة وأن تصفيات كأس العالم 2014 تتقدم بخطوات سريعة، لكن الميدان وحده هو الذي سينطق بالحكم النهائي في موضوع رحلة الخليج والصيف.