الجزائر
أصحاب سيارات الأجرة يشكون استحالة الحصول عليها

رحلة بحث شاقة عن “رخصة المجاهدين”

نادية سليماني
  • 5634
  • 16
أرشيف

يشكُو الباحثون عن رُخصة سيارة أجرة، من التّماطل الإداري والبيروقراطي الذي يُواجهونه على مستوى مديريات النقل، فزيادة على كمية الوثائق المطلوبة وشرط الخضوع لتكوين، يواجه السائق مشكلا عويصا ودائما، وهو تأمين رخصة المجاهدين، والتي أضحت مثل الكنز المفقود بعد وفاة كثير من المجاهدين، وذهاب الرخصة للورثة.
أضحى الحصول على رخصة سيارة أجرة، أمرا صعب المنال مؤخرا، فكثير من الشباب يشكون من الظاهرة التي أرّقتهم، ما جعلهم يناشدون وزارة النقل التدخل للتخفيف من شروط الحصول على الرخصة، والتي بات بعضها ضربا من الخيال.
وفي الموضوع، أكد رئيس الاتحادية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، آيت إبراهيم الحسين في اتصال مع “الشروق” أن الباحثين عن رخصة “طاكسيور” ومثلهم سائقي الأجرة يعانون في الميدان، وحسب تعبيره، فوزارة النقل هي الوحيدة التي لم تساير عملية الرقمنة بخصوص تكوين ملف طلب رخصة سيارة الأجرة “إذ لا يزال الملف يضم كثيرا من الوثائق”، لتأتي بعدها معاناة البيروقراطية والانتظار لمدة قد تصل حتى 4 أشهر للرد سواء بالقبول أو الرفض.
وفي حال الحصول على الموافقة، وإثر القانون الصادر في 2010، يُجبر السائق على الخضوع لتكوين خاص بمعاهد التكوين المهني، ليتحصل على دبلوم بعد 15 يوما من تعلم أبجديات التعامل مع الزبائن وإجراءات الحماية عند الحوادث وغيرها.
ليبقى الإشكال الأكبر والشرط الأساسي الذي يُؤرق السائقين، هو تأمين رخصة المجاهدين، وإلاّ ذهبت كل المجهودات هباء منثورا “فبعد مدة سنة من الحصول على الدِّبلوم، وعدم تأمين رخصة المجاهدين يُلغى الدبلوم نهائيا وما على صاحبه إلا الخضوع لتكوين جديد”.
وفي الموضوع، تأسّف أيت ابراهيم، من شرط الحصول على رخصة المجاهدين، والذي تفرضه وزارة النقل، مؤكدا أن هذه الرخصة باتت نادرة في السنوات الأخيرة، بسبب وفاة غالبية المجاهدين وتحويل الرخصة لورثتهم “وجميعنا يعلم المشاكل الحاصلة بين الورثة، خاصة إذا كان المجاهد متزوج من امرأتين أو أكثر، كما أن بعض الورثة يفضل استغلالها لنفسه” يقول أيت ابراهيم.
وهذا الشرط التعجيزي جعل سائقي الأجرة يناشدون كل مرة وزارة النقل، بإلغائه وجعل رخصة “طاكسيور” ملفا إداريا بحتا، خاصة وأن سائق الأجرة يسدد الضرائب ويساهم في مداخيل الدولة.
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أن التطبيقات الذكية المتعلقة بسيارات الأجرة، ساهمت في تردي أوضاع قرابة 20 ألف سائق أجرة حضري بولاية الجزائر، بعدما تحوّلت “إلى منافس لهم على الزبائن”.

مقالات ذات صلة