-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عرض "بأم عيني 1948" للفنان الفلسطيني غنام غنام:

رحلة “غير معلنة” تكشف هشاشة المحتل ووطن حر رغم الاحتلال

صالح عزوز
  • 1308
  • 0
رحلة “غير معلنة” تكشف هشاشة المحتل ووطن حر رغم الاحتلال

هي رحلة جميلة تلك التي يؤديها الفنان الفلسطيني غنام غنام، في مساحة مفتوحة على الجمهور، يكسر خلالها قواعد “العلبة الإيطالية”، لأن ركح المسرح يعيقه، على حد تعبيره، في عرضه هذا، فاختار هذا الاختيار، للإلقاء وللقاء، ولكي يتقاسم مع محبيه، أزيد من ساعة ونصف من الزمن، العديد من محطات رحلته غير معلنة كما عبر عنها، عرض من أدائه وتأليفه وإخراجه، اختار له عنوان “بأم عيني 1948”. بعد عرضه في بعض البلدان العربية كان الدور للجزائر بمدينة سطيف، خلال الأيام المسرحية العربية في طبعتها الثانية.

رغم أن العرض شوهد من طرف الجمهور في الكثير من المرات، إلا أن الأداء المميز والشيق والصادق من طرف الفنان وهو يتقاسم هذه اللحظات من الجمهور، بقي بنفس النسق ونفس الإيقاع وكأنه يولد في كل مرة بنفس الصيحة إن صح التعبير. عرض يغوص فيه الفنان “غنام غنام” في القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة، وهي رحلة يرى من خلالها بأم عينه واقع وطنه، يروي من خلال الكثير من التفاصيل اليومية للشعب الصامد في شكل انتصارات تبقيهم على قيد الحياة رغم كل الظروف، تعكس كلها، أنه رغم سنوات الاحتلال، إلا أن الكثير من الشواهد في أرض فلسطين توحي بأنها حرة أبية رغم أنف المحتل، على غرار زيارته بيت “غسان كنافي”، الذي هجر منه سنة 1948، إلا أنه مازال موسوما باسمه ويسمى “بيت غسان”، رغم سنوات عديدة من الاحتلال، وهو دليل على هشاشة المحتل الغاشم، رغم أنه يدعي القوة والصلابة، كما سار في شوارع عكا ويروي الكثير من القصص اليومية التي حدثت معه، تصب معظمها في مشكاة واحدة: “أين الاحتلال”.

لقد عاش غنام غنام خلال رحلته، نشوة الصمود وعيناه تغازلان كتابات على الجدران تثلج القلب والصدر منها “بيتي ليس للبيع”، وهي كذلك أن القضية ليست للبيع، رغم الثمن فلا ثمن للحرية. كما عاش الجمهور الذي شده العرض وغلب عليه الصمت والإحساس والرعب في بعض محطات هذه السفرية، التي بدأت برهان مع “سمير” وصديقته “عبلة”، ومساعدته لتجاوز كل العقبات والوصول إلى أرضه، رغم الحواجز العسكرية، لكنه ينجح في العبور.. وهنا يلتفت ويسأل: “أين الاحتلال؟” ليرد على نفسه: “الاحتلال تكبره يكبر تصغره يصغر”.

لقد خلص الفنان الفلسطيني غنام غنام بعد هذه الرحلة الغير معلنة، إلى الكثير من الأشياء التي رآها بأم عينه، أن فلسطين، فأرض عربية تتكلم عربيا رغم الاحتلال، أن الصمود أصبح من طبع الفلسطيني ويتربى عليه منذ الصغر، أن المحتل مثل حصن أجوف، هش رغم أنه يظهر الصلابة، وأكثر شيء مهم في كل هذا، أن فلسطين وطن واحد واسم واحد، ولا يمكن للتواريخ أن تفرق بين أبنائه فلا 1948، 1967 ولا غيرهما، فقط فلسطين عربية حرة رغم الاحتلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!