رحلة في بيت المصمم ايف سان لوران بوهران

مصمم أزياء يعرفه كل العالم، صنع التايور النسوي والبدلة الانثوية الحديثة وصمم الجبة الصحرواية الفضفاضة أو الساهاريان، قلب كيان الموضة لكن قبل كل هذا وذاك قلبت وهران كيانه فحملها معه أينما حل. بعد سبعين سنة فتحت أبواب بيته العتيق في حي البلاطو وعلى بلاطو من ذهب حمل أول ملعقة وأول قلم ورسم للمرأة الجزائرية قبل غيرها.

قد لا يعرف الكثيرون ، أن مصمم الأزياء الشهير إيف سان لوران ولد في وهران وأمضى 18 عامًا الأولى من حياته فيها قبل أن يسافر إلى باريس. خلال تلك الحقبة من حياته، لم يتوقف أبدًا عن الإبداع ، واستمد الإلهام من مسقط رأسه وهران الفاتنة. حتى أن البعض سيقول أن وهران كانت ملهمته في عالم الأزياء. وحسب بعض المصادر فأن ايف سان لوران رسم أكثر من 30 ألف تصميم في بيته المتواجد في11 نهج ستورا الشهير ببلاطو سان ميشال سابقا وعدة بن عودة حاليا.

يتكون هذا البيت من طابقين بواجهة عصمانية بعد سنوات عادت جدرانه ونوافذه الطويلة الآن إلى ألوانها الأصلية ، البيج على الأزرق. هنا ولد إيف دونات ماتيو سان لوران في 1 أوت عام 1936

وهو نجل لوسيان وتشارلز ماتيو سان لوران، الذي كان يدير شركة تأمين ويمتلك سلسلة دور سينما. نشأ إيف وشقيقتيه ميشيل وبريجيت في قلب مجتمع وهران الرائع.

على مقاعد المدرسة ، ثم في الكلية ، انغمس هذا الصبي الخجول والحساس في الأدب ومجلات أزياء والدته.

عن وهران قال إيف سان لوران في تصريح له عام 1983:” كان عالمنا في ذلك الوقت وهران وليس باريس. لا الجزائر العاصمة ، مدينة كامو الميتافيزيقية ذات الحقائق البيضاء ، ولا مراكش وسحرها الوردي الرائع. وهران ، مدينة عالمية للتجار من جميع أنحاء العالم ، وخاصة من أي مكان آخر ، وهي مدينة تتلألأ في خليط من ألف لون تحت شمس شمال إفريقيا الهادئة”..

اليوم أحد أعظم رموز الأزياء الراقية في العالم ، إذا كان لوران فهذا يرجع قبل كل شيء إلى إبداعه المكتسب منذ سن مبكرة. ابداع صنع له مكانا في دار مصمم الأزياء الشهير كريستيان ديور، عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط ، وعند وفاة الأخير في عام 1957 ، خلفه وأصبح بذلك أصغر مصمم أزياء في العالم.

إيف يعود لوهران

تعود فكرة تجديد المنزل السابق لأشهر مصمم في العالم إلى محمد عفان ، رائد الأعمال العاشق للإبداع والفنون. وقد قام الأخير بشرائه لتحويله الى متحف خاص وكلف المهندس يوسف فرنان بأعمال الترميم مدة عام كامل ، مع الحرص ، قدر الإمكان ، على الحفاظ على روح المنزل سليمة.

وقد اعتمد الفريق على الصور والمحفوظات القديمة لإعادة خلق نفس الأجواء التي كانت سائدة خلال حياة المصمم وعائلته في المنزل.

وبهذه الطريقة ، يعود الزائر بتذكرة 200 دينار إلى السنوات التي عاش فيها سان لوران في وهران من خلال اكتشاف أكثر من 500 رسم نادر للمبدع، وسيجد أيضًا جميع قطع الأثاث القديمة من حقبة لويس الخامس عشر ، دون نسيان الزخارف المختلفة (اللوحات والمنحوتات وما

إلى ذلك) التي تظهر الذوق االمترف لأيف سان لوران.