رسالة يائس عنوانها الاغتيال
هذه رسالة يائس عنوانها الاغتيال، انشرها لكم، سائلا هل يمكن لهذا أن يعرف ذات يوم الأمل:..ككل يوم… كنت أحياه بشيء من الأمل… أحياه بمرارة الزمن وحرقة الفشل… ويقولون أننا نعيش في سعادة وأيامنا عسل في عسل… أحياه بعد أن حملونا خطيئة التسيب، التقهقر، الإهمال، والكسل…حمّلنا إياها رعاتنا، ممن يدعون الوطنية… وحماة الشرعية الثورية…
ذات يوم أصدروا حكمهم علي بالموت… أجل الموت… وهل يوجد حكم قاس بعد الموت…
لا تتعجلوا… فلم يكن حكم الموت هذا شنقا… ولا حرقا… ولا رميا بالرصاص…
بل عذاب، قهر، بل شرب من الدم، وامتصاصه من العروق أشد امتصاص…
اغتالوني… أجل اغتالوني في التاريخ الذي هو رمز الخلاص…
اغتالوني في الحاضر والمستقبل، بعد أن قتلوا فينا كل أمل، ودمروا فينا روح التفاني والتضحية والإخلاص…
اغتالوني في كبريائي، في كرامتي… بتلك القبلتين… من دون خجل، وعلى المباشر ونحن من كنا ننتظر من المستعمر أن ينحني ويقدم الاعتذار فيكون أولى بدايات القصاص…
اغتالوني، لأني ببساطة ابن الشعب الذي نعت بأنه شعب الأكل والشرب والرقص… شعب الموز والإجاص…
اغتالوني بلا تهمة… اغتالوني وأنا البريء الذي لا أملك غير كراستي وقلم الرصاص…
اغتالوني بالجهوية… اغتالوني بالعصبية… اغتالوني بالمحسوبية…
اغتالوني بكل الوسائل القمعية…
اغتالوني بجميع السلطات… التنفيذية… التشريعية… القضائية…
اغتالوني وأنا أرى الأمية في البرلمان وفي المجالس الشعبية الولائية والبلدية…
اغتالوني وأنا أرى الانسلاخ السياسي في الأحزاب والمؤامرات العلمية…
اغتالوني وأنا أرى بلدا يضرب في هويته… وتتهاوى مناعته الثقافية…
اغتالوني وأنا أرى خوف الأمهات على أبنائها، وعائلات تنشد الأمان والسلامة الجسدية…
اغتالوني في الإدارات، في جميع المؤسسات الخاصة والعمومية…
اغتالوني وأنا أرى الإعلام… اغتالوني وأنا أرى التراجع بدل السير إلى الأمام… ومتاجرة رخيصة بمشاكلنا وهمومنا اليومية…
اغتالوني واستخسروا في حقي تعزية بسيطة، أو اعترافا ضمنيا، أو اعتذارا رمزيا، أو حتى جنازة شرفية…
اغتالوني… وقالوا هذا هو الطبيعي… هذا هو حال البشرية…
اغتالوني… واغتالوني… واغتالوني… من دون أي شفقة أو رحمة أو إنسانية…
لم يأبه بحالي أحد، حتى من كانت تربطني بهم صداقة أو رابطة أسرية… سوى أن بكت السماء… ملوحة بغيوم سوداء ورمادية…
سألتها أتمطرين…؟ أم على حالي تبكين…؟
قالت… أنا على الحالتين… أمطر وأبكي لمصيرك ومصير شيماء… وياسر… وهارون… وإبراهيم… فكلكم سيصبح نسيا منسيا…
سألت نفسي، فأجاب عقلي… بتساؤلات فلسفية…
ماذا عساي أن أكون في وطن، الجاهل فيه هو الأمين المأمون… والعاقل فيه هو السفيه المجنون… الكل هدفه مصالحه الشخصية…
فلا حق مع هؤلاء… في عيشة كريمة وحياة مطمئنة وهنيئة…
هنيئا لي… بالموت… إليك ربي أشكو أمري… إليك أسلم روحي… راضية مرضية.
أمين لعلاوي