-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة إلى الوزير

ياسين معلومي
  • 3215
  • 0
رسالة إلى الوزير

عندما نشاهد مختلف البطولات الأوروبية وفي مختلف القنوات الأجنبية، نقر أن الكرة الجزائرية -وفي مختلف بطولاتها- تعاني كثيرا، وتعيش فوضى عارمة، أبطالها لا زالوا يتحكمون في المحيط الكروي منذ زمن، يبيعون ويشترون كما يريدون، وبأموال الدولة الجزائرية، التي تمنح لهم من طرف مختلف المؤسسات سنويا دون حسيب ولا رقيب، تجعل هؤلاء البزناسية والمتطفلين متشبثين بمناصبهم، ومستعدين للبقاء فيها، رغم المشاكل التي يحدثونها، وهمهم الوحيد الحديث في مختلف وسائل الإعلام وبلسان حاد، وكأنهم ورثة الكرة الجزائرية، رغم أنهم لم يمنحوها سوى “التبهدايل”، حتى أصبح أشقاؤنا وجيراننا ينكتتون ويستهزؤون لحالنا.

فالكل راض عن هذه الوضعية المزرية، والتي لن نجد لها حلا، ما لم تنتهج الدولة قوانين صارمة تطبق على من يعتبرون أنفسهم أباطرة على كرة أنجبت عظماء يشهد لهم الجميع أنهم عرفوا بالقضية الجزائرية قبل الاستقلال، وتأهلوا لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم بعد الإصلاح الرياضي، وفازوا بكأس إفريقيا للأمم سنوات الجمر، وتاريخ حافل لن يمحى من ذاكرتنا رغم الهزات المتتالية التي أعاقت تطور كرتنا.

لا زلت كغيري من المتتبعين مندهشا للعنف الذي لا زال يجتاح ملاعبنا أسبوعيا، فمن بجاية إلى فيلاج موسى، مرورا بخميس الخشنة، وملاعب أخرى في مختلف ربوع الوطن، أبطالها ومهندسوها لا تهمهم نكهة وفرجة المستديرة، بل يعملون وبكل ما أوتوا من قوة لزرع فتنة بين الجماهير الكروية التي سئمت العنف بكل أنواعه، وحتى مسؤولينا الكرويين ينتهجون عنفا آخر على طريقتهم، حين يدوسون على القوانين العامة للفاف، ويصدرون عقوبات صباحا ويتراجعون عنها مساء لأسباب خارجة عن النطاق الكروي، بل هي رهينة قرارات ضيقة لا تخدم كرتنا..

هذه الأمور لا تحدث إلا في بطولتنا، خاصة عندما يصبح الشارع هو المعادلة التي لا يستطيع أي خبير كروي التنبؤ بها، وكم هو صعب حين يلبس المناصر رداء المسؤول ويصبح الضغط رهيبا، ولا مجال للتفكير والنقاش والحكمة، ولا أحد بإمكانه إطفاء نار الفتنة التي اجتاحت ملاعبنا، والله وحده يعلم هل نهاية مختلف البطولات ستكون “بكل روح رياضية” أم إن الداء لن نجد له دواء رغم محاولات المختصين، الذين ينادون بالروح الرياضية التي أصبحت شعارات تردد فقط في المؤتمرات واللقاءات بين المسؤولين.

الحديث عن مهازل الكرة الجزائرية متواصلة ما دام هؤلاء المسيرون قابعين في أماكنهم.. فهل يعقل على سبيل المثال أن تسمح هيئتنا الكروية لرئيسي شبيبة القبائل، حناشي، واتحاد بشار، زرواطي، بسب وشتم بعضهما البعض في وسائل الإعلام، دون أن تتحرك هيئتنا الكروية لإيقاف مهزلة ستؤثر حتما على مباراة الفريقين، وماذا تنتظر عدالتنا من استدعاء المسيرين الذين يروجون للرشوة في ملاعبنا، والحكام الذين يتبين ضلوعهم في قضايا البيع و الشراء” وكم هم عديدون؟ ألم يصرح الحارس الشلفي السابق حموني بأن هناك تلاعبا في نتائج مباريات بطولة الشلف الولائية؟ وما مصير مسيري أندية رابطة باتنة الجهوية، الذين تأكد الرأي العام أنهم شاركوا في قضايا رشوة وتسهيل فوز أندية على حساب فرق أخرى، بعيدا عن الروح التنافسية؟

رسالتي إلى وزير الشباب والرياضية، الذي تسلم المشعل منذ سبعة أشهر، هل يعلم ما يحدث في كرتنا؟ وهل بإمكانه كرجل دولة أن ينزل إلى الميدان ليعرف الحقيقة؟ أم إنه ينتظر الكارثة حتى يرسل بيان استنكار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مجيد

    و ما ادراك ما يحدث في البطولات الاخرى ؟ دائما تضخمون الامور الى درجة اليأس عندما يتعلق الامر بالجزائر . هل تتبعدتم اوضاع الfifa واتحادية اسيا و وضعية كرة القدم في الجزائر احسن بكثير مقارنة بالكوارث و المهازل في بلدان اخرى .على الاقل لا يوجد جزائري متورط في قضايا فساد على الستوى الدولي و هذا مؤشر ايجابي عكس بعض الشخصيات التي ترشحت لرئاسة ال fifa و هي فاسدة ..اذن تحدثوا عن الايجابيات كذلك

  • youcef

    كلام صحيح...يجب ان تطبق قوانين ردعية و صارمة ضد كل المسؤولين...و ان نضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه ان يتصرف بمقتضى الهوا...هدا هو الحل الوحيد و المنطقي

  • جثة

    للتوضيح فقط انت قلت بان العنف والفوضى لا توجد الا في بطولتنا لكن الواقع غير ذلك فهو منتشر في كل دول العالم حتى في البرازيل والارجنتين .