الرأي

رسالة إلى عويلم مراكش رشيد أيلال

محمد بوالروايح
  • 3017
  • 14

يا عويلم مراكش
ما كتبته عن “الحج في القرآن بين الحقيقة والأسطورة” هو منتهى العبثية التي لا تضاهيها إلا عبثية “سلمان رشدي” في “آيات شيطانية”، عبثية فاقت كل الحدود وتسوي بين تشريع ديني معصوم واجتهاد بشري محدود.
لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا وكنا ننتظر منك أن تقدم لنا ولو أنصاف الأدلة على صحة ما جاء في كتابك: “صحيح البخاري نهاية أسطورة” الذي دونت فيه ما وسعك أخذه من أفكار إخوان الشياطين المعادين للدين.
لقد ظهرت في كتابك “صحيح البخاري نهاية أسطورة” في صورة المنافح عن عصمة القرآن ولكننا وجدناك في مقالك “الحج في القرآن بين الحقيقة والأسطورة” تفضل الانضمام إلى الصم البكم الذين لا يعقلون وتؤوِّل النصوص على غير مرادها زاعما أن سلطان العقل أكبر من كل سلطان وكأنك أردت بذلك أن تحيي بدعة منكرة أحدثتها الحمر المستنفرة من العلمانيين والحداثيين ومن لف لفهم.
لقد كتبت كتابك: “صحيح البخاري نهاية أسطورة” الذي دافعت فيه عن سفاهات من سبقوك بطريقة مبتذلة يميزها الفكر المعتل والتكرار الممل ثم ألقيت بنفسك في أحضان عصبة المستهزئين من إخوانك وشركائك في لعبة النصوص القذرة التي لم تزدك إلا ارتكاسا وانتقاصا في أعين الآخرين.

يا عويلم مراكش،
لقد تحدثت عن “الحج في القرآن بين الحقيقة والأسطورة”، فما هي حدود الحقيقة والأسطورة؟ وما هي معالم الدين الجديد الذي تدعو إليه لتنسخ به الشريعة الإلهية الخالدة؟
قال عليه الصلاة والسلام: “خذوا عني مناسككم” فأذعنت الأمة لهذا الأمر الإلهي لأنها تعلم بأن نبيها صادق لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وعلى ذلك سار المسلمون أبا عن جد لا يساورهم في ذلك شك، ثم جئت أنت في زمن الرداءة والبداوة الفكرية لتنسف ما أجمعت عليه الأمة منذ عصورها الأولى إلى هذا العصر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لا ندري ما سر هاجس الأسطورة الذي بنيت عليه أفكارك؟ ومن الشيطان الإنسي أو الجني الذي أوحى إليك بذلك؟ وما الذي جعل مغربيا عربيا مسلما مثلك يخرج علينا بهذا الرجس الفكري الذي لم نعهده حتى من الدهريين الذين يقولون إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكننا إلا الدهر.
عجيب وغريب أمرك حينما تكتب فتكذب بقولك إنما أردت التعبير عن رأيي في بعض مناسك الحج، فمن أمدك بهذه الصلاحية ومن أوحى إليك بهذه السفافة والسخافة والسفاهة؟ ومن أوحى إليك وغرر بك لكي تستعلي على شريعة الله وتقول فيها برأيك فهلا سألت إن كنت جاهلا عن حقيقة الشرع فلعلك ترعوي عن غيك وتثوب إلى رشدك .

يا عويلم مراكش،
عجيب وغريب أمرك كيف تجرؤ على القول بأن الواجب يقتضي أن أمتحن هذا الدين وأكسر كل الطابوهات بإخضاعها للمنطق والدليل والحجة؟ أما علمت أن الدين صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة وأنه ليس نصا فلسفيا تقول فيه برأيك وتقدم فيه وتؤخر على مزاجك؟.
كثيرا ما تتغنى بالعقل وأنت أفقر الناس في مجاله وأضعفهم في الاستدلال به، ولو تمثَّل العقل رجلا للعنك لعنا كثيرا، فأين العقل في تقليد السفاهات ونسج الترهات؟.
إنك تنتقد ثقافة القطيع وهي متمثلة في كل أقوالك ومقالاتك، فأنت نتاج الفكر المفلس الذي لا يحسن أصحابه إلا معاداة الدين .
خسئت وخسرت وأنت تنظر إلى الدين الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين بأنه جزءٌ من الماضي الذي يجب أن يهال عليه التراب لأنه لم يعد صالحا لإدارة الشأن الإنساني في عصر الذرة والمجرة، ونسيت أن هذا الدين تنزيل من موجد الذرة والمجرة.
ليتك تصمت حينما يتكلم العقلاء لأنك عالة على العقل، تدعي النقاش الهادئ وأنت تثرثر وتزمجر وتزبد وتربد في وجه منتقديك، وتدعي الحجة وأنت أبعد الناس عنها، وتدعي التنوير وأنت غارق في الظلامية من أعلى رأسك إلى أخمص قدميك.
عجيب وغريب أمرك كيف تجرؤ على القول بأن الواجب يقتضي أن أمتحن هذا الدين وأكسر كل الطابوهات بإخضاعها للمنطق والدليل والحجة؟ أما علمت أن الدين صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة وأنه ليس نصا فلسفيا تقول فيه برأيك وتقدم فيه وتؤخر على مزاجك؟.

مقالات ذات صلة