رياضة

رسالة كرمالي إلى محاربي “غوركوف”

ياسين معلومي
  • 6085
  • 10

بعدما كانت الكرة الجزائرية تعاني وتخرج من الدور الأول في تصفيات، وحتى في نهائيات كأس إفريقيا، بسبب الخلل الكروي الذي كان سائدا لسنوات، والذي غذته عوامل، كانعدام الاستقرار، والفوضى والمحسوبية والجهوية، والعشرية السوداء، عادت كرتنا إلى الواجهة عالميا وإفريقيا، وأصبحنا نتسيد القارة وقائمة المرشحين الأوائل للفوز بالتاج الإفريقي، بجيل من اللاعبين، ما كانوا ليلعبوا لمنتخبنا الوطني لولا اقتناعهم بأن “الخضر” يملكون إمكانات كبيرة، ربما يفتقدونها حتى في أنديتهم المحترفة، ورجال إذا عاهدوا.. أوفوا بوعودهم، خاصة فيما يخص الجانب المالي، حتى أصبحوا يعرفون بالتدقيق ما يتحصلون عليه من اتحاديتهم قبل أي مباراة يلعبونها، بسبب “البحبوحة المالية” التي تعيشها هيئتنا الكروية، وما عليهم سوى إسعاد الجزائريين، وهو المبتغى الذي ينتظره منهم أنصار المنتخب، الغائبون عن الحفل الإفريقي، بسبب استحالة توفير الظروف المناسبة لإقامتهم خلال العرس الإفريقي.

في كأس إفريقيا الأخيرة التي لعبت بجنوب إفريقيا سنة 2013، وخروجنا المذل في الدور الأول وبنقطة وحيدة، بعدما خيّب المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش آمال الجماهير الجزائرية، حينها خسر بهدف للتونسي المساكني في الدقائق الأخيرة في اللقاء الأول أمام تونس، وخسارة أخرى ستبقى في الأذهان أمام الطوغو بثنائية، وتعادل  أخير بطعم الخسارة أمام كوت ديفوار، عجل خروجنا من المنافسة، أين عدنا في أول طائرة إلى الجزائر، رغم أن الجميع تنبأ بذهابنا بعيدا في المنافسة.. هذا السيناريو لا نريد أن نعيشه مع المدرب الوطني، غوركوف، الذي عرف كيف يزيل تلك العقدة التي كانت عند خاليلوزيتش، وأبعد ذلك الضغط الزائد عن الأنصار واللاعبين، وأصبحنا نفوز بسهولة كبيرة، ونجد الحلول اللازمة للوضعيات الصعبة، التي واجهتنا منذ قدومه، مثلما حدث في المباراة الأولى لـ”الخضر” أمام جنوب إفريقيا، حين حولنا المردود الهزيل إلى فوز عريض أسكت كل الأفواه التي تحضر في الخفاء لضرب استقرار المنتخب الوطني.

سنة 1990 ستبقى أيضا راسخة في أذهاننا، عندما فاز المنتخب الجزائري بأول وآخر كاس إفريقية في تاريخه، وبعمالقة لا زال التاريخ يذكرهم، على غرار ماجر ومناد وعماني وراحم وصايب وسرار وشريف الوزاني وآخرين، عرفوا كيف يجلبون كأسا عجزت كل أجيال الكرة الجزائرية، الذين تعاقبوا على التشكيلة الوطنية في الظفر بها، رغم أن البعض منهم كان الأحسن في إفريقيا، على غرار لالماس وبتروني ودحلب وبلومي وعصاد وتسفاوت ودزيري، وحتى صايفي وعنتر يحيى.

المرحوم كرمالي المدرب الجزائري الوحيد الذي أهدى للجزائر هذا اللقب، التقيته في مشواري المهني مرات عديدة، كمدرب للمولودية والشاوية والوفاق السطايفي وأندية أخرى، استطاع ورغم نقص الإمكانات وقتها، والانتقاد الذي كان يوجه له من طرف مقربين منه، إدخال المنتخب الجزائري التاريخ، ولم يستطع أي تقني قبله أو بعده نيل التاج الإفريقي، وكان يقول لي: الكأس الإفريقية لن تربحها، بل يجب أن تضحي من أجلها، لأنه دائما في مثل هذه الدورات، هناك من هو أحسن منك ماليا وتنظيميا وأمور أخرى.. رسالة أريد تمريرها للاعبي المنتخب المتواجدين في غينيا الاستوائية، الفرصة أمامكم  .. ضعوا الشيخ كرمالي في أذهانكم، واعرفوا أن حلم نصف قرن لن يتحقق إلا بإرادتكم، فكونوا في الموعد.. رحم الله الشيخ كرمالي الذي نتمنى أن يطلق اسمه على أحد الملاعب التي تشيد في ربوع الجزائر.

مقالات ذات صلة