رشيد مخلوفي.. الفنان الخالد

في سن 85 مازال الفنان رشيد مخلوفي أحد أساطير الكرة الجزائرية من الذين حملوا الرقم السحري 10، وراح يصنع أمجاد اتحاد سطيف قبل تأسيس نادي الوفاق، قبل أن يقرر الانتقال إلى فرنسا في حقبة الاستعمار، ويتقمص ألوان الفريق الأخضر سانت تيتيان الذي كان الفريق الأول والأشهر في فرنسا إلى غاية نهاية سبعينيات القرن الماضي.

للأسف لا نملك إلا القليل من لقطات فنان جيله، الذي عاصر لاعبين فرنسيين من الأساطير وعلى رأسهم كوبا وفونتان الذي يعتبر الهداف التاريخي لكأس العالم، حيث سجل في دورة 1958 في السويد 13 هدفا ولم يستطع أي لاعب أن يحطم رقمه، وقد يبقى هذا الرقم صامدا لعدة قرون بالرغم من أن كأس العالم صارت تلعب بـ 32 فريقا وليس 16 كما كان الشأن في زمن فونتان، ويؤكد الفرنسيون بأن مخلوفي وزيتوني كانا مرشحين للتواجد مع تشكيلة الديكة في مونديال 1958، ولكن اختيار رشيد مخلوفي إبن سطيف للجزائر ولجبهة التحرير، غيّر مسار هذا النجم الذي مازال لحد الآن ثاني هداف في تاريخ سانت تيتيان الذي وصل في منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى نهائي كأس الأندية الأوربية البطلة ولكنه خسر أمام ليفربول بهدف واحد.

يقال في فرنسا بأن رشيد مخلوفي هو اللاعب الوحيد الذي شارك في هذا الدوري ولم يحصل أبدا على أي بطاقة، وسار على نهجه النجم عبد الحميد صالحي لاعب وفاق سطيف، الذي صال وجال في مختلف الملاعب من دون حصوله على أي بطاقة. في بداية السبعينيات، قرّر رشيد مخلوفي دخول عالم التدريب وفي سنة 1975 ظهر مع المنتخب الجزائري، وانتزع الميدالية الذهبية أمام منتخب فرنسا الأولمبي، فكانت أكبر نتيجة في تاريخه، قبل أن يُكافأ بالتواجد رفقة الخضر في مونديال إسبانيا، وتوقفت رحلة التدريب كما توقفت رحلته كلاعب في صمت.

يعاني رشيد مخلوف من وجع المرض والشيخوخة وهو أول من حمل رقم 10 ودافع عنه وآمن بأن حامله هو القلب النابض، ثم تهاطل من بعده العشرات من أصحاب هذا الرقم السحري ومنهم حسان لالماس وعبد القادر مزياني وسفيان فيغولي، وجميعهم من أساطير الأندية التي لعبوا لها.
ب.ع