الجزائر
مواكب الأفراح مازالت تجوب الشوارع والأعراس تصدح في المدن

رغم الحظر.. جزائريون يصرون على الزواج في عز الوباء

آمال عيساوي
  • 2347
  • 8
ح.م

يقيم هذه الأيام العديد من العرسان حفلات زواجهم في المنازل وفي الأسطح وكذا في الحدائق الخاصة، بصفة عادية ضاربين بذلك تعليمات الوزارة الأولى القاضية بمنع إقامة الأعراس والتجمعات وكذا تجميد عقود الزواج إلى أجل غير مسمى، عرض الحائط، حيث صارت الأعراس تتحدى فيروس كورونا، بعد أن رفضت التوقف في هذه الفترة بالذات إلى غاية انقضاء فترة الحجر الصحي وعودة مياه الحياة الطبيعية إلى مجاريها، حيث لم يمنع عدد الإصابات الذي ارتفع بصفة كبيرة خلال الأيام الأخيرة أن يقام عرس لأجل الحياة فيؤدي إلى الإصابة بالفيروس واحتمال الوفاة..

ولأن فيروس كورونا ضرب قطاع الأعراس لأشهر، بعدما اضطر الكثير من العرسان إلى تأجيل حفلات زفافهم التي كانت مُبرمجة بأن تقام خلال شهري مارس وأفريل الفارطين، على اعتقاد أن تفتح القاعات بعد عيد الفطر المبارك، لكن مع الارتفاع في عدد الإصابات والإبقاء على قرار غلق القاعات ومنع إقامة أي نوع من أنواع الحفلات والأعراس في المنازل وكذا معاقبة أصحابها بغرامات مالية، والأكثر من هذا أنه تم تجميد عقود الزواج في البلديات لتفادي انتشار الفيروس الذي عرف وتيرة متسارعة خلال الأيام الأخيرة، إلاّ أن العديد من العرسان رفضوا تأجيل أعراسهم وراحوا يتحدون فيروس كورونا المستنجد، حيث إنهم مازالوا يقيمون أعراسهم في المنازل بصفة عادية إلى غاية يومنا هذا.

كما أن هناك العديد ممن تزّوج بالفاتحة خلال الأسبوع الفارط بعدما تم تجميد عقود الزواج، حيث قام العرسان بإحضار إمام إلى منزل العروس أين تتم قراءة الفاتحة وبعدها إقامة حفل خفيف يحضره المقربون من العائلة، في حين أنّ هناك ممن قاموا باستئجار أسطح المنازل كبديل لقاعات الحفلات تحت حجة أن يكون الحفل في مكان مفتوح ما يقلل من احتمال انتقال العدوى.

عائلات تفضل إقامة الفرح في القرى والمداشر

ومن العرسان ممن نشروا صورا وفيديوهات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقلوا إلى الأرياف والمداشر أين يتواجد أقاربهم، وأقاموا حفلات زفافهم هناك خوفا من العقوبات التي قد تطالهم بسبب مخالفتهم لقرارات الوزارة الأولى القاضية بتجميد عقود الزواج ومنع إقامة الحفلات والأعراس وأي نوع من أنواع التجمعات في المنازل، وهناك من رأى بأنه رب ضارة نافعة فقد فضل بعض العرسان إقامة أعراسهم في هذا الوقت بالتحديد لتفادي تكاليف إقامة عرس فاخر في قاعة حفلات لاحقا، حيث اختاروا التخلي عن العادات والتقاليد التي تتحكم بهم وتجعلهم يصرفون أموالا طائلة من أجل عرس يدوم لساعات قليلة وينقضي، واستبدالها بزفاف صغير يكون في المنزل ويقتصر فقط على عدد معين من المعازيم، غير مبالين بالعواقب الوخيمة التي قد تنجم وراء ذلك والتي ساهمت بدورها في رفع عدد الإصابات بالفيروس، حيث أصيب قبل أيام قليلة 3 نساء بالفيروس أثناء حفل زفاف أقيم في أحد المنازل بمدينة قسنطينة، وبعدها بفترة قصيرة ارتفع عدد الإصابات بالفيروس في الولاية إلى 50 إصابة في يوم واحد، وهو الأمر الذي أرجع الكثير من المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السبب في ارتفاع الإصابات إلى هذا العدد، إلى الأعراس التي تقام في المنازل بصفة عادية والأمر لا يقتصر على ولاية قسنطينة فقط، وإنما في باقي الولايات أيضا..

عرسان أمام خيارين أحلاهما مر

في حين إن هناك من رأى بأن فيروس كورونا سيصبح جزءا من الحياة لهذا لا يمكن أن يتوقف الناس عن الزواج وعقد القران لفترة طويلة، وذكروا أن العديد من العرسان قاموا بتأجيل أغلب حفلات الزواج منذ شهر مارس لكنهم لم يستطيعوا تأجيلها أكثر، خاصة وأن البعض منهم قاموا باستئجار منازل ليقطنوا فيها بعد الزواج ودفعوا تسبيق سنة كاملة يبدأ من شهر مارس الفارط، وبعد تأجيل أعراسهم بسبب الفيروس وجدوا أن أموال الاستئجار التي دفعوها لأجل الشهور الأربعة الفارطة التي منع إقامة الأعراس وحفلات الخطوبة فيها، ذهبت في مهب الريح، ولأن الأمر حسب ما ذكروا طال عليهم، اضطروا إلى إقامة حفلات خفيفة في المنازل والزواج بصفة عادية لاستغلال المنازل التي استئجروها منذ شهر مارس المنصرم ولم يقطنوها بسبب تأجيل موعد زواجهم.

مقالات ذات صلة