الجزائر
"الشروق" ترصد حركة بيع المواشي وإقبال المواطنين.. موالون يعترفون:

ركود في البيع وأضاحي 40 ألف دج و45 ألف دج الأكثر طلبا في السوق

نادية سليماني
  • 4504
  • 3
الشروق

يبدو أن إرضاء الجزائريين غاية لا ولن تدرك… فبعد الشكوى من غلاء أسعار الأضاحي التي تراوحت ما بين 60 ألف دج وصولا إلى 80 ألف دج لدى السماسرة، دخل الموالون المدن الكبرى وكسروا الأسعار بعروض في المتناول، فصرنا نجد أضاحي يتراوح سعرها ما بين 28 ألف دج وحتى 32 ألف دج، فامتنع عنها الزبائن بحُجّة أن وزنها لا يسمح بأن تذبح كأضحية. وهو ما خلق ركودا في بيع المواشي بالمدن الكبرى.
دخل المُوّالون ومربو الماشية العاصمة والمدن الكبرى، وأغرقوها بأضاح من مختلف الأسعار والأحجام، ومع ذلك غابت الحركية في البيع والشراء حسب إجماع الموالين.
جولة لـ “الشروق” عبر بعض نقاط البيع المعتمدة، كشفت لنا التباين في أسعار الأضاحي بل وجدنا تهاويا في الأسعار، فقبل أسبوع فقط كانت الكباش تباع في العاصمة انطلاقا من 50 ألف دج، ولكن بعد دخول الموالين صرنا نجد كباشا بين 28 ألف دج و32 ألف دج… ففي نقطة البيع المعتمدة بصافاكس باب الزوار، أرانا الموال أضاحي لا يتعدى ثمنها 30 ألف دج، والغريب أن إقبال المواطنين كان ضعيفا عليها.
اقتربنا من أحد المواطنين الذي وجدناه مترددا في الشراء، ومبرره أن الأضحية لا تزن أكثر من 15 كلغ وبالتالي لا يجوز ذبحها شرعا، وعندما سألناه عن وجود فتوى في الموضوع، ردّ بثقة: “الأمر لا يحتاج إلى فتوى لأن الكبش صغير جدا ولا يجوز ذبحه”.
مواطن آخر يرى بأنه من الأفضل له شراء أربع دجاجات من شراء كبش بـ 28 ألف دج…!! فيما تساءل آخر: “واش راح نصدّق في هذا الخروف، حتى باش تذبحو يغيظك”.

مواطنون متخوفون: كيف نضحي بخروف يزن 15 كلغ؟

عمي محمد، مربي مواش حضر من ولاية عين الدفلى، التقيناه بنقطة بيع بباب الزوار، أكد لنا أنه ورغم شكوى الجزائريين من ارتفاع أسعار الأضاحي لدى السماسرة والمضاربين، جاءهم الموالون وكسروا الأسعار “لنتفاجأ بقلة الإقبال على الأضاحي زهيدة الثمن، بل غالبية الكباش التي بعتها في العاصمة يبدأ سعرها من 40 ألف دج فما فوق”. وعندما سألناه عن وزن وعمر الأضاحي زهيدة الثمن، فلربما تخوف المواطنون من عدم شرعيتها للتضحية بها، أكد عمي محمد أن ما أحضره خرفان ورخْلات جميعها فوق عمر 6 أشهر وجائزة شرعا للذبح يوم العيد، ولكن الإشكالية عند المواطن، يقول محدثنا “أن خرفان الموّال صغيرة العمر تكون هزيلة نوعا ما، لأنها حيوانات ترعى وتتناول أعشابا طبيعية، وبالتالي فهي تكتسب لحما وليس شحما، عكس أضاحي السماسرة التي يسمنونها بالأكل الصناعي والمكملات الغذائية والماء ويتركون صوفها كثيفة، فتبدو أكبر من عمرها”.

عمراني: مصاريف رمضان والعطلة والدخول المدرسي استنزفت الجيوب

وبدوره، كشف نائب رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الماشية، عمراني في اتصال مع “الشروق” عن غياب الحركية في بيع وشراء الأضاحي بالمدن الكبرى، وهو ما انعكس على المناطق الداخلية.
حيث قال: “وصلتنا أخبار من الموالين بالمدن الكبرى، بوجود شبه عزوف وقلة إقبال على شراء الأضاحي، وهذا الركود امتد إلى المناطق الداخلية، لأن المدن الكبرى وبخاصة العاصمة تعتبر معيارا للحركية في البيع والشراء”.
وفسّر المتحدث أسباب الظاهرة بوجود كثير من العائلات في عطلتها الصيفية، أما عائلات أخرى، فظروفها المعيشية صعبة، فمباشرة بعد مصاريف رمضان، جاءت العطلة الصيفية ثم مصاريف عيد الأضحى وبعده مباشرة نفقات الدخول المدرسي، وهو ما أثقل كاهلها.
ومع ذلك يتوقع عمراني انتعاش البيع والشراء أياما قليلة قبل العيد.
وعن عزوف المواطنين عن شراء أضاح صغيرة الحجم، قال: “الموالون وفروا الأضاحي بمختلف الأحجام والأسعار من 18 ألفا إلى 60 ألف دج، والمواطن حر في اختياره، وقد وصلتني أخبار بوجود إقبال كبير على الأضاحي التي ينطلق سعرها من 40 ألف دج إلى ما فوق، حتى بالنسبة إلى العائلات متوسطة الحال”.

إمام مسجد التقوى بالشراقة: من شروط الأضحية ألا تكون هزيلة جدا

وعن شروط الأضحية المناسبة، أكد إمام مسجد التقوى سيدي حسان بالشراقة، زبيري عبد الحميد، في اتصال مع “الشروق”، أن الأضحية لابد من أن تبدأ من سن 6 أشهر للماشية وعامين للبقر وسنة للماعز، والأمر الثاني ألا تكون هزيلة بينا هُزالها، وهو ما نكتشفه بالنظر. وينصح الإمام الباعة ومربي الماشية بتقوى الله عند بيع أضاحي العيد ومراعاة سنها وحجمها، مع التزامهم بالشروط الشرعية، “لأن الأضحية قربة إلى الله عز وجل”.
وشروط الأضحية في الغنم أن تكون سمينة وحسنة وخالية من العيوب، فلا تكون عرجاء أو عوراء أو مريضة أو عجفاء، وأن تكون ملكاً لصاحبها أو أن وكيلاً عليها من قبل شخص آخر بما يحدده الشرع، فلا تجوز الأضحية في المسروق ولا المغصوب. وألاّ يكون فيها ملكٌ للغير، فلا تصح في المرهون. وأن تذبح في الوقت المحدد للأضاحي، وهو بعد صلاة العيد من يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى المبارك)، وإلى غاية غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك.

مقالات ذات صلة