-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان والمشاهير.. بين أنستغرام والعرضات والسهرة حتـى طلوع الفجر

فاروق كداش
  • 612
  • 0
رمضان والمشاهير.. بين أنستغرام والعرضات والسهرة حتـى طلوع الفجر

قد ينطبق عنوان جون غراي: “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”، علـى مشاهير الجزائر. فعامة الناس من الأرض، والمشاهير من كوكب أنستغرام.. فهم لا يطبخون، بل يعزمون، ولا يشترون، بل يهدون، ولا يتصورون، بل الكاميرا تعشق وجوههم.. وإن كان هذا ديدنهم في سائر الأيام، فكيف يمضون أوقاتهم في رمضان.

المتابع لصفحات المشاهير في رمضان، يجدهم مقلين في الظهور في أوقات الصيام، فلا صور دون ماكياج، ولا حطة أو تبياش قبل الإفطار.. ولكن، بعد الإفطار، تدب الحياة في أنستغرام من جديد، وتنهال على المتابعين عشرات الصور للعرضات والأكلات والحلويات، علـى المباشر، في المطاعم والفنادق أو القاعات التي دعوا إليها، وكم هي كثيرة.. غير أن المراقب لحركية بعض النجوم، يجدها شبه معدومة، فهم يخصصون رمضان للعبادة حقا أو لإمضاء الوقت مع العائلة، خاصة أنه لا لمة أحلـى من لمات رمضان، وهم قلة قليلة، وتجدهم يشاركون معجبين بمقاطع من أعمالهم الرمضانية، أو تيزر لحلقات مقبلة.

ودقت الساعة تمام العبث

أمسيات المشاهير في رمضان تتماشـى مع مأدبات الإفطار التي يقيمها المعلنون علـى صفحاتهم علـى أنستغرام، التي تعقبها هدايا خاصة من موبايلات وساعات وملابس وغيرها من الماركات. وكل بحسب عدد المتابعين، فمن أميرة ريا، التي تقترب إلى ستة ملايين، وسهيلة معلم، صاحبة الخمسة، إلـى مونيا وملايينها الثلاثة ونيف، هن أكثر المشاهير حضورا في المناسبات الرمضانية العديدة.

في أنستغرام، لا تهدأ حملات الترويج لكل المنتجات، خاصة المتعلقة برمضان.. فالكل يعلن عبر الستوريهات، بحسب قيمة أسهمه في سوق المتابعين واللايكات.. الستوريهات، بحسب بعض المصادر، ترتفع تكاليفها إلى الضعف أو ثلاثة الأضعاف، في رمضان، خاصة أن الجزائريين يشتهرون بالتبذير ويشتهون كل شيء من الشربات إلى البوراك.

قد يوافقني الكثير من المتابعين للشأن الباباراتزي في أن هناك قائمة أسماء لمشاهير تجدهم في كل بلاطوهات رمضان وبرامج العيد، قد تراهم في قالب فكاهي اليوم، وفي كاميرا خفية غدا، ونفس الشخص قد يتحفك بوجهه السمح في برنامج أو برنامجين، تجده يحكي عن يومياته في رمضان، عن توقيف نشاطه في الشهر الفضيل، وأنه يخصصه للعبادة حقا، وفي برنامج ثالث، تجده يرتشف الشاي مع قلب اللوز، وهو يترنح علـى موسيقى جديدة للشاب الفلاني.. ويذكرنا مشاهير البلاطوهات في لقطة من فيلم “يوم حلو ويوم مر”، حين تتفنن فاتن حمامة في العويل في جنازة فلان، ومن ثم تشارك في ذات اليوم جارة فرحتها في زواج ابنها بالزغاريد والأهازيج.

بعض المشاهير نشطون في فعل الخير في رمضان، وتراهم ينشرون الستوريهات على مطاعم الرحمة أو النشاطات الجمعوية، كما يحرصون على مشاركة عابري السبيل والمحتاجين إفطارهم، ويشاركون حتـى في غسل الصحون، إما قناعة أو نفاقا اجتماعيا، لا أحد يعلم السرائر إلا الله.

لسحور رمضان نكهة خاصة عند المشاهير، فهو فرصة للسهر حتـى طلوع الفجر، قبل الدقيقات الأخيرة قبل الإمساك، وإن كان الإفطار مأدبة كبيرة، فـإن سحور المشاهير خاص جدا، يتم في عرضات مغلقة، لا يدعى إليها إلا المقربون.

30 يوما في حضرة المشاهير

لا يحلو يوم العيد إلا بالعباية أو الجلابة، أو الجبة الجديدة.. والصورة الملتقطة يجب أن تكون جنب صحن من الحلويات، مع تمنيات حارة بأن تتجدد التوبة في رمضان المقبل. بالنسبة إلى المشاهير الرجال، فالصورة واحدة، واللقطة واحدة، بقميص العيد الجديد، أو جبادور الباكستاني، أو حتـى الثوب الخليجي الباذخ وفوق الكتف سجادة صلاة.. ولا تصح المعايدة في الأخير، إلا بـ “صح أنستغرامكم”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!