-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان ومآسي المسلمين

سلطان بركاني
  • 2095
  • 0
رمضان ومآسي المسلمين

مع توالي أيام رمضان، لا تزال أخبار النّكبات التي يعيشها المسلمون في شتّى بقاع العالم تتوالى وتتوارد؛ أخبار تدمي القلوب عن مأساة المسلمين المضطهدين في بورما، حيث لا يزال البوذيون ماضون في إرهاب عباد الله المؤمنين، وفي ذبح وسلخ وحرق رجالهم واغتصاب نسائهم وترويع أطفالهم، وأخبار أخرى لمعاناة المسلمين في الصّين، حيث منعوا الصيام وأغلقت مساجدهم، وهدّدوا بالفصل من وظائفهم في حال تلبّسهم بالصيام!، وأخبار أخرى تسيل لها دموع العيون لنكبة المسلمين في العراق وسوريا، حيث لا يزال الصليبيون وحلفاؤهم من الصفويين والطائفيين يمارسون أبشع صور القتل والتّطهير والتّهجير والتّجويع، ولا تقلّ عن هذه النّكبات نكبة المسلمين في فلسطين، حيث لا يزال الحصار الجائر مفروضا على عبادٍ لله مسلمين ذنبهم الوحيد أنّهم قالوا ربّنا الله.

لعلّ قلّة من المسلمين لا يزالون يتابعون أمثال هذه الأخبار في شهر الصيام، وأقلّ منهم من يتأثّرون بها في وقت أصبح الهمّ الأكبر لكثير من المسلمين هذه الأيام هو ملء موائد الإفطار بأصناف وألوان الأطعمة والملاذّ المختلفة، وكأنّنا نجوع في رمضان لأجل أن نعذّب أنفسنا، لا لنتذكّر معاناة إخواننا المسلمين في أرض البلاء.. المفترض في المسلم أن يزداد اهتمامه بإخوانه المسلمين في شهر الصّيام، ويتذكّر معاناة المحرومين من حوله، فيجود مما أعطاه الله وحباه لسدّ خلة الأسر الفقيرة من حوله.

يروى أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أرسل إليها ابن أختها عبد الله بن الزبير –رضي الله عنه- يوما مائة ألف درهم، فوضعتها في طبق، وأخذت توزعها على الفقراء، حتى لم يبق منها درهم واحد، وكانت رضي الله عنها صائمة ذلك اليوم، فلما حان وقت الإفطار، قالت لخادمتها: “هات فطوري”، فلم تجد الخادمة شيئاً تقدّمه لأم المؤمنين إلا الخبز والزيت، فقالت: يا أم المؤمنين! أما استطعتِ أن تبقي لنا درهماً نشتري به لحماً؟! فقالت عائشة: “لو ذكرتِني لفعلت”. نعم.. لقد تذكرت حاجة الفقراء، ونسيت نفسها رضي الله عنها وأرضاها.. وهكذا يُفترض في حقّ كلّ عبد مسلم يحفظ قول الله جلّ وعلا: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))، ويحفظ حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره”، أن يُدرك أنّ من التّقصير والتّفريط أن يتقوقع على نفسه ويتفانى مع هموم جسده، وينسى هموم إخوانه، ويبخل عليهم ولو بمتابعة أخبارهم والحديث عنهم وعن معاناتهم، والدّعاء لهم في رمضان خاصّة، في أوقات إجابة الدّعاء، عند الإفطار وفي القنوت وفي وقت السّحر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!