الجزائر
يكلف أكثر من 75 ألف دينار للأسرة المتوسطة..

رمضان 2021.. الأغلى في تاريخ الجزائريين

نادية سليماني
  • 3590
  • 5
أرشيف

وصف خبراء اقتصاد، تكلفة معيشة رمضان 2021 بالأغلى في تاريخ الجزائر، بسبب الغلاء الذي شهدته أسعار غالبية المواد الغذائية، مؤكدين أن هذا الشهر الفضيل، يكلف عائلة متوسطة من 5 أفراد، ما لا يقلّ عن 75 ألف دج لتغطية النفقات الضروريّة فقط.

أسعار رمضان 2021 لم يشهدها الجزائريّون منذ سنوات، بعدما طال الغلاء جميع المواد الغذائية الاستهلاكية، من الخضر والفواكه إلى اللحوم بأنواعها والأسماك، الحليب ومشتقاته، الزيت والعصائر والمياه المعدنية.. ليجد المواطن المغلوب على أمره، نفسه يُصارع من أجل تمضية أيام الشهر الفضيل، بما استطاع إليه سبيلا.

ورغم تطمينات الحكومة المتكرة، وتصريحات وزير التجارة، كمال رزيق، بأن موضوع الغلاء سيتم التحكم فيه بسبل بمختلفة، إلا أن تطميناتها لم تجد طريقا للواقع. مع ما تعرفه قيمة الدينار من تهاو مستمر ومتواصل.

وفي الموضوع، اعتبر البروفيسور في الاقتصاد بجامعة تيبازة، كمال ديب، في تصريحات لـ” الشروق”، بأن جميع المواد الاستهلاكية عرفت ارتفاعا في أسعارها لأسباب عديدة، منها مسببات سوقية متعلقة بظروف العرض والطلب، وأسباب اجتماعية على رأسها عدم ترشيد المواطن لعملية استهلاكه خلال رمضان.إضافة للعملية المضاربة في الأسعار، التي تعوّد عليها التجار خلال المناسبات.

وتحدث ديب، عن ما اعتبره ” تصريحات مُتذبذبة من وزير التجارة، والذي مثلا عندما صرح بتدعيم الشمال بلحوم مجلوبة من الجنوب، سارع موّالوا الشمال لتجنب ذبح مواشيهم، ما أبقى أسعار اللحوم مرتفعة ” على حد قوله. وهو ما جعله يصف تصريحات بعض الوزراء بـ ” الاستعراضية والشعبوية، أكثر منها عملية “.

غياب الفوترة والتتبع والتصريحات الشعبوية.. ضاعف الأزمة

كما حمّل محدثنا ظاهرة غياب الفوترة في الأسواق وغياب الرقابة، مسؤولية تذبذب الأسعار، وقال ” حتى نتحكم في الأسعار بصورة منطقية، لابد لنا من عملية الفوترة في كل مراحل العمليات التجارية، من المصدر إلى تاجر الجملة لبائع التجزئة، إضافة إلى عملية تتبع المنتج، عن طريق مراقبة حقول الفلاحين طوال السنة، وعملية إنتاجها وتكلفة المحاصيل”.

وقال: “حتى مياه الحنفيات تغير مذاقها مؤخرا، ربما بسبب الجفاف وتوحل السدود، ما ضاعف استهلاك المياه المعدنية والتي ارتفع سعرها، وانعكست سلبيا على القدرة الشرائية”.

ليؤكد الروفيسور، أنه مع الغلاء الحاصل في الأسعار..فتمضية 30 يوما في رمضان، يكلف عائلة من 5 أفراد في حدود 75 ألف دج، تذهب للضروريات فقط، ” دون الحديث عن مصاريف عيد الفطر، والتي تكون غالبا في رمضان، وهو ما يرفع الفاتورة الى غاية 12 مليون سنتيم خلال رمضان”.

زكي أحريز: لا كرامة لعائلة دخلها أقل من 07 ملايين

أكد رئيس الفدرالية الوطنية لحماية وارشاد المستهلك، زكي أحريز تصريح للشروق أن العائلة المتوسطة يجب أن تنفق خلال رمضان الجاري 07 ملايين سنتيم على الأقل لضمان عيش كريم، وذلك بسبب الغلاء الذي تشهده جميع المنتوجات الاستهلاكية والخدماتية مؤخرا، بسبب تراجع قيمة الدينار.

وقال غلاء الأسعار مرتبط أساسا بالعملة، ونحن كل سنة نفقد 10 بالمائة من قيمة الدينار الجزائري، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، فقدت عملتنا 40 بالمائة من قيمتها وهذا “أمر مهول” على حد تعبيره، وهو ما جعل الدينار لا يشتري شيئا.

وربط محدثنا انهيار القدرة الشرائية، بغياب الإنتاج الوطني، وقال “نحن لا ننتج، ولا نملك أمنا غذائيا.. لأن 80 بالمائة من غذائنا مستورد، ما يجعل معيشتنا مرتبطة بالعملة الصعبة”.

وأكد بأنه حتى الخضر فنحن لا ننتجها محليا، موضحا “نحن نستورد البذور، والحليب والقمح، ومثلا بذور الطماطم المستوردة كان الفلاح يشتريها بمليون سنتيم للكيس، لترتفع إلى غاية 2 مليون سنتيم، وهو ما رفع أسعار الطماطم، دون الحديث عن استيراد الأدوية والأسمدة“.

مقالات ذات صلة