رمضان 2018.. الأغلى منذ سنوات والمواطن هو الضحيّة
عرف الأسبوع الثاني من شهر رمضان ارتفاعا قياسيا في أسعار الخضر والفواكه واللحوم على خلاف ما كان متوقّعا، ليسجّل بذلك الشهر الأغلى منذ سنوات مع انهيار في القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين جراء الغلاء الفاحش في مختلف المواد الاستهلاكية.
سقطت توقعات وزارتي التجارة والفلاحة في الماء، بعدما أطلق وزيرا القطاعين تصريحات مفادها انخفاض الأسعار بمجرّد مضيّ الأيّام الأولى من الشهر الفضيل، إلاّ أنّ الحاصل تسجيل ارتفاع محسوس في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية على رأسها الخضر والفواكه من ذلك الطماطم التي بلغ سعرها 200 دج للكيلوغرام في أسواق بعض الولايات، فيما لا تكاد تنخفض أسعار باقي الخضر عن 100 دج للكيلوغرام، ويحدث الأمر ذاته بالنسبة للفواكه التي لم تعد في متناول الجميع، ورغم تساقط كميّات معتبرة من الأمطار هذا الموسم ووفرة المحاصيل إلاّ أنّ المضاربة فعلت فعلتها بالأسواق والمحلاّت وأفقرت جيوب الجزائريين، أين لا يزال الغلاء السمة الغالبة على النصف الأوّل من رمضان.
وارتفعت أسعار اللحوم البيضاء إلى أكثر من 350 دج للكيلوغرام قبل أيّام بعدما كانت في بداية رمضان في حدود 300 دج، فيما لم تنزل أسعار اللحوم الحمراء عن 1500 دج للكيلوغرام، أمّا الأسماك فتعرف هي الأخرى حمّى الأسعار باستثناء نوع السردين الذين انخفض بداية رمضان إلى أقّل من 200 دج للكيلوغرام ثمّ ارتفع هذا الأسبوع إلى 700 دج، وسجّل مواطنون استياء كبيرا من الغلاء الفاحش الذي لم يسجّل منذ سنوات خصوصا إذا ما قورنت الأسعار برمضان الفارط، وفيما يتبرّأ الفلاّحون والمنتجون من رفع الأسعار توجّه الاتهامات إلى تجار الجملة والتجزئة الذين يبرّرون هم كذلك رفع الأسعار بغلاء المعيشة وتكاليف النقل والبيع، ولا يتوقّعون انخفاض الأسعار خلال النصف الثاني من رمضان باستثناء بعض الفواكه الموسمية التي ستشهد وفرة خلال الأيّام المقبلة، أمّا المواطنون فهم أمام جبهة أخرى من الغلاء تتعلّق بأسعار ملابس العيد ومختلف الحاجيات والتي تكتسح واجهات المحلاّت وتعرض بكميّات وفيرة في الأسواق هذه الأيّام.