-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبروا عن رغبتهم في العودة إليها كسياح

رياضيون أجانب يودعون وهران بالدموع ويؤكدون تعلقهم بها

توفيق بوفروم
  • 13248
  • 0
رياضيون أجانب يودعون وهران بالدموع ويؤكدون تعلقهم بها

تشارف الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران على نهايتها، إذ لم يعد يفصلنا عن حفل الاختتام سوى 48 ساعة، كما أن الوفود المشاركة من 26 دولة شرعت هي الأخرى في حزم أمتعتها، والعودة إلى موطنها بعد 10 أيام من المنافسة الشديدة، وبمستوى عالي للغاية بشهادة المختصين الذين لم يتوقعوا هذا النجاح المبهر لدورة وهران التي ستبقى معلقة في الأذهان لفترة طويلة.

هذا النجاح لم يكن رياضيا فقط، بل تعداه إلى الجانب السياحي أيضا، فوهران التي تزينت لضيوفها نالت رضا كل الذين زاروها، فأعجبوا بها أيما إعجاب، وانبهروا بجمال عروس المتوسط، وبطابعها العمراني المتميز والفريد، وطبيعتها الخلابة، ومعالمها التاريخية المتجذرة في عمق الحضارة، وبشواطئها الأخاذة، وبسكانها الطيبين المضيافين، فكانت بالنسبة إليهم لوحة فنية قلما شاهدوها رغم تنقلاتهم بين بقاع العالم، وللمدح والثناء على الباهية نصيب كبير من رياضي مختلف الوفود المشاركة، بل إن البعض منهم ودعوا هذه المدينة الجوهرة بالدموع، وشكروا وهران على حسن الضيافة، مؤكدين تعلقهم بها وبأجوائها ضاربين موعدا لزيارتها مجددا وفي أقرب وقت من أجل السياحة، واكتشافها أكثر، لأن الوقت الضيق لم يسمح لهم بالتنقل في كل أرجائها.

الأتراك شعروا بفخر كبير

ومن بين أكثر الرياضيين الذين شعروا بفخر كبير وهم يجوبون شوارع ومعالم وهران هم الأتراك، حيث شاهدوا بأم أعينهم أثر الحضارة العثمانية على هذه المدينة العريقة، فهناك أزقة وبنايات قديمة تشعرك وكأنك لم تغادر تركيا، أو أنك تتجول في قطعة من مدينة اسطنبول حسب ما أكده أعضاء من الوفد التركي، هؤلاء عبروا عن إعجابهم الكبير بما شاهدوه، وهذا دليل على العلاقة التاريخية والثقافية التي تجمع بين الجزائر وتركيا، كما أن هناك عادات وتقاليد لا تزال قائمة ومشتركة بين البلدين، بل إن هناك جزائريين بمئات الآلاف إن لم نقل أكثر هم من أصول تركية.

الإيطاليون أقرب الأوروبيين إلى الجزائريين

والملاحظ أيضا من خلال الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران أن الوفد الإيطالي يعتبر الأقرب للجزائريين من بين الدول الأوروبية المشاركة، وهو ما جاء مؤكدا على لسان رياضييها الذين تفاجأوا بوجود شبه كبير من ناحية العقلية الحماسية، وطريقة التشجيع الجنونية للجزائريين في مختلف الرياضات حتى وإن كانت مغمورة، وهي نفس الأجواء تقريبا التي توجد في ايطاليا، كما أن المجتمع الإيطالي يبقى الوحيد من بين دول الجنوب الأوروبي الذي لا يزال يولي أهمية كبيرة للروابط الأسرية والعائلية مثلما هو الحال في الجزائر، ولهذا فإن الشعور بأوجه التشابه كان طاغيا وموجودا بقوة.

حلاقة شعر ايطالية خاصة للتعبير عن الامتنان

وللتأكيد على أن الوفد الإيطالي هو الأكبر من حيث عدد المشاركين في هذه الدورة، والثاني في جدول الميداليات لحد الآن خلف تركيا يشعر بالإعجاب والامتنان لما لقيه من ترحيب من طرف الوهرانيين خاصة والجزائريين عامة، هو أن العديد من الرياضيين الذين شاهدناهم في مختلف قاعات المنافسة قاموا بحلاقة خط مستقيم بشكل عمودي خلف رؤوسهم، ما أثار اهتمام الكثيرين الذين تساءلوا عن السبب، وعند الاستفسار تبين بأنها عادة ايطالية تعبر عن الشكر والامتنان والتقدير للبلد المستضيف.

حتى الاسبان تفاجأوا بجمال وهران

وان كان الإسبان هم الأقرب من حيث المسافة بالنسبة إلى وهران، ولا يفصل بينهما سوى 215 كيلومتر بحرا، لكنهم تفاجأوا كثيرا بجمال وهران، واعترفوا بأنهم لم يتوقعوا إطلاقا بأن يشاهدوا مدينة متعددة الثقافات، وتشبه مدنهم الأوروبية في شوارعها ومعمارها، وحتى في بعض عاداتها وأطباقها، وتأسف البعض منهم على عدم تفكيرهم في زيارة الجزائر من قبل رغم أنها بلد جار وقريب، كما أشاروا بأن نظرتهم للجزائر قد تغيرت بعد هذه الألعاب، وستصبح وهران وبقية المدن في هذا البلد القارة مقصدا سياحيا له بعد ما شاهدوا من كرم وطيبة وجمال طبيعي خلاب.

دول جنوب شرق أوروبا اكتشفت المجهول

وتبقى دول جنوب شرق أوروبا هي الأقل معرفة بالجزائر ووهران في القسم الشمالي من حوض البحر الأبيض المتوسط، على غرار كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، ألبانيا، صربيا والبقية، فوفود هذه الدول اعترفت بأنها اكتشفت بلدا سياحيا مجهولا بالنسبة إليهم، فالبعض منهم كانوا يظنون بأن الجزائر ومنها وهران مجرد بلد شمال إفريقي ليست لديه أي بنى تحتية أو مرافق رياضية، لكن حقيقة مغايرة تماما رأوها بأعينهم حسب تعبيرهم وسينقلون صورة ايجابية لبلدانهم ولأسرهم عن وهران، بل باتوا يفكرون في جعلها إحدى وجهاتهم السياحية مستقبلا.

العرب أعادوا اكتشاف بعضهم البعض

وساهمت طبعة وهران التي تستعد لتوديع زوارها في توطيد روح الأخوة في الإسلام والعروبة، لتعيد مظاهر التلاحم بين مختلف الدول العربية بعيدا عن الحساسيات أو الخلافات السياسية، فالتوانسة، المغاربة، الليبيون، المصريون، السوريون، اللبنانيون، كانوا محل ترحيب خاص من الجمهور الوهراني في كل المنافسات التي شاركوا فيها، وشجعوهم ضد خصومهم وكأنهم يلعبون في بلدانهم، وهذا باعتراف رياضيي هذه الدول أمام مختلف وسائل الإعلام، وأجمعوا على أنهم أعادوا اكتشاف بعضهم البعض من خلال وهران التي جمعتهم، ويظهر ذلك في تفاعلهم مع بعضهم البعض خلال الحفلات والعروض الليلية التي تقام كل شهر على مستوى القرية المتوسطية، فيقضون أوقاتا ممتعة لا يمكن نسيانها على حسب قولهم، كما لم يخفوا إعجابهم بجمال وهران وبساحلها الخلاب، وضربوا موعدا للعودة قريبا للارتماء مجددا في أحضان الباهية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!