-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تزامنًا مع رفع سوناطراك تصديرها إلى مدريد

زادت ضخّ الغاز نحو المغرب.. هل خانت إسبانيا ثقة الجزائر؟

حسان حويشة
  • 9068
  • 1
زادت ضخّ الغاز نحو المغرب.. هل خانت إسبانيا ثقة الجزائر؟

أظهرت بيانات رسمية اسبانيا زيادة ضخ الغاز من البلد الأوروبي نحو المملكة المغربية في الفترة الأخيرة عبر أنبوب “المغرب العربي أوروبا”، في خطوة تتزامن مع رفع سوناطراك للكميات المصدرة نحو مدريد، ما أعطى الانطباع بوجود استغلال مدريد للوضع الداخلي المريح من حيث الغاز بفضل الجزائر وارتفاع في الكميات المستوردة، لزيادة الضخ العكسي نحو المغرب.

في هذا السياق، تشير أرقام رسمية لشركة تسيير الشبكة الداخلية للغاز في اسبانيا “إيناغاس” نشرتها صحيفة “أل كونفيدينثيال” أنه تم تسجيل ارتفاع بـ344 بالمائة في إمدادات الغاز عبر أنبوب المغرب العربي أوروبا في تدفق عكسي من إسبانيا نحو المغرب خلال الشهر الجاري، وهذا مقارنة بالأشهر الماضية.

ووفق البيانات ذاتها، فإن تدفق الغاز من شهر جوان وحتى نوفمبر الماضي ارتفع بواقع 821 بالمائة، وكانت البداية حسبها بـ60 جيغاواط/ ساعة تم ضخها في شهر جوان وارتفعت إلى 533 جيغاواط/ ساعة في ديسمبر الجاري، قبل ان تسجل 119 جيغاواط/ ساعة في سبتمبر و328 جيغاواط/ ساعة في أكتوبر.

ومن خلال التمعن في البيانات، يتضح أن الكميات الموجهة إلى المغرب كانت قليلة في شهر جوان الماضي، وهو الشهر الذي تزامن أيضا مع تراجع في الكميات المصدرة من سوناطراك إلى اسبانيا سواء الغاز الطبيعي أو الغاز المسال، لكن الكميات سرعان ما ارتفعت بمرور الأشهر، تماما مثل ما ارتفعت الكميات التي تصدرها سوناطراك والتي عادت لتصبح هي أول مورد للغاز إلى اسبانيا.

وكما هو معلوم، فإنه من الصعب تحديد إن كانت الكميات التي تتوجه إلى المغرب هي غاز جزائري، لكن التزامن هذا يطرح الكثير من التساؤلات، كون مدريد بدأت في ضخ كميات قليلة إلى المغرب في وقت كانت فيه كميات الغاز القادمة من الجزائر تشهد تراجعا، لكن بزيادة الضخ من سوناطراك نحو اسبانيا، زاد أيضا الضخ العكسي من مدريد تجاه المغرب.

ويمكن أن يستشف من هذه البيانات أن مدريد وبعد أن وجدت نفسها في أريحية من حيث الإمدادات القادمة من الجزائر لتغطية حاجياتها، عملت على زيادة الضخ تجاه المغرب، سواء من خلال توجيه غاز مستورد من مصادر أخرى أو حتى من الغاز الجزائري، في ظل صعوبة تحديد مصدر الغاز الموجه إلى المغرب، علما أن العقود المبرمة مع سوناطراك تنص على أن أي وجهة للغاز الجزائري غير تلك التي نصت عليها البنود التعاقدية تترتب عنها أرباح وعائدات لسوناطراك ويجب أن يكون الطرف الجزائري على علم بها.

وكانت وزارة الطاقة قد هددت في بيان شهر أفريل الماضي، بفسخ عقد الغاز الطبيعي مع إسبانيا في حال توجيه أي كمية منه إلى وجهة غير منصوص عليها في العقد عقب شروع إعلان مدريد ضخ الغاز عكسيا نحو المغرب عبر أنبوب المغرب العربي أوروبا.

وشددت وزارة الطاقة حينها على أن “أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خوجة علي

    حتى ولو يكون الغاز الجزائري هو الذي تذخه الى المغرب، فإن الجزائر تستطيع تقليل الكمية الزائدة عن العقد بحجة ان أسبانيا لا حجة لها لأنها كمية زائدة لا تستفيد منها أسبانيا و لا أوروبا.