زطشي ذهب ضحية محيطه وعلى عمارة الحفاظ على تركة المنتخب الوطني

يتحدث الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار عن عدة نقاط تخص واقع ومستقبل الكرة الجزائرية، حيث يعطي رأيه بخصوص انتخاب الرئيس الجديد لـ”الفاف” شرف الدين عمارة الذي يرى فيه بذرة خير للكرة الجزائرية، كما يقيم حصيلة الرئيس السابق زطشي..

ويتحدث عن التحديات الكبيرة التي تنتظر المكتب المسير الجديد، وفي مقدمة ذلك مستقبل الموسم الحالي وتسيير ملف التحكيم والتكوين ونظام المنافسة، كما تمنى أن يكون فأل خير على اتحاد الشاوية الذي التحق به مسيرا، بغية إحياء المشروع الذي فشل فيه في باتنة، من خلال تكوين فريق قادر على تمثيل منطقة الأوراس على شاكلة شبيبة القبائل.

ما تعليقك على انتخاب أو تعيين شرف الدين عمارة رئيسا جديدا لـ”الفاف”؟

منصب رئيس الاتحاد سياسي أكثر منه رياضي، والاختيار وقع على تعيين شرف الدين عمارة من طرف أصحاب القرار نظرا لعدة اعتبارات منها أنه غير محسوب على أي طرف من الأطراف المتصارعة. وبحكم مداخلته بعد فوزه بثقة أعضاء الجمعية العامة لاحظت ورأيت فيه أنه سوف يكون بذرة خير للكرة الجزائرية، وفعلا ظهر كذلك من اقتراحات إذا جسّدت على أرض الواقع فإنها لا محالة سوف ترتقي بالكرة الجزائرية، كما بين حسن نيته في خدمة الكرة الجزائرية، ويتجلى ذلك بالقضاء على كل ما يضر الرياضة، ونحن نتمني له النجاح والتوفيق والصلاح.

ما أسباب انسحاب مرشحين آخرين حسب رأيك.. مثل صادي وعنتر يحي والبقية؟

الحقيقة أنا ساندت صادي لتولي منصب رئيس الاتحادية، وكنت أرى فيه الرجل المناسب لرئاسة الاتحادية لكنه تراجع في آخر لحظة رفقة باقي المترشحين. وكما قلت لك سابقا فإن هذا المنصب سياسي أكثر منه رياضي.

ماهي إيجابيات وسلبيات زطشي خلال عهدته في نظرك؟

تبقى عهدة زطشي من أحسن العهدات في الكرة الجزائرية، وسيبقى التاريخ يذكرها لأنه ليس من السهل الفوز بكأس إفريقيا خارج الجزائر، وفي مصر بالذات، وكذا إعادة تأهيل مراكز التدريب لخميس مليانة وبلعباس وإنشاء مركز التكوين بتلمسان. بالمقابل فشل على المستوى المحلي وأهمل البطولة المحلية، فتفشت الرشوة أكثر، وشاهدنا مقابلات على المباشر مفضوحة ذهبت ضحيتها عدة نواد من بينها “الكاب”، وكذا إقصاء معظم الفئات الشبانية في مختلف البطولات الإفريقية، ناهيك عن حدوث أخطاء إدارية فادحة حرمت الجزائر من التمثيل في مختلف الهيئات الدولية. أظن أن زطشي كان ضحية محيطه الذي لم يخدمه.

ماهي التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد للفاف؟

يجب على شرف الدين عمارة الحفاظ على تركة المنتخب الوطني والمواصلة بإنشاء مركز التكوين للنوادي حتى تستفيد منها المنتخبات الوطنية عند الضرورة، خاصة في مناطق الظل مثل بشار وورقلة وسعيدة وغليزان وباتنة وأم البواقي والطارف وغيرها من المدن الجزائرية، كما عليه إعادة هيكلة الكرة الجزائرية، من خلال تغيير نظام المنافسة وطريقة تمويل الأندية، وكذا إعادة البريق للفئات الشبانية سواء على مستوى البطولة المحلية أو الإفريقية، ومنح فرص التكوين على مستوى الأندية، مع التركيز على تطوير الأندية المحلية التي هي غائبة عن التتويج القاري، والحرص على الذهاب إلى احتراف التحكيم.

كيف تتوقع مستقبل البطولة في ظل الرزنامة المكثفة وتأخر انطلاق مرحلة العودة؟

بالنسبة للقسم الأول مستحيل إنهاء البطولة قبل منتصف شهر أوت، وهو ما يؤثر على انطلاق الموسم القادم في مختلف البطولات. لهذا وجب من الآن التفكير في نظام منافسة آخر.

كيف تنظر إلى صيغة المنافسة مع الرئيس الجديد للفاف.. وهل سيتم إحداث تغييرات أو تعديلات في هذا الجانب؟

أظن أن أول تحد للرئيس الجديد هو تكييف القوانين قبل شهر جوان، وتغيير نظام المنافسة. وطالما أن الرئيس عمارة التزم أمام أعضاء الجمعية العامة بتنفيذ ما عجز عنه قبله، فهذا يعد تحديا حقيقيا وقد يكلل بالنجاح.

تحدثت عن توقعك إمكانية حدوث استقالات في المكتب المسير الجديد.. هل من توضيح؟

مشكل الكرة الجزائرية في تركيبة الجمعية العامة التي تُشرّع للكرة الجزائرية، حيث تتشكل معظمها من رؤساء الرابطات، والرئيس كان ملزما بتشكيل مكتبه منها، وتوقعي بعد أن يوزع المهام تحدث استقالات من المكتب والبعض سوف يفضل رئاسة الرابطة الولائية أو الجهوية على البقاء في الاتحادية في منصب ثانوي، خاصة في ظل منع ازدواجية المناصب.

يعد ملف التحكيم مشكلة لدى الكثير.. كيف تنظر إلى اللجنة الساهرة عليه، وكيف يتم تسوية هذا المشكل حسب رأيك؟

هذا يتطلب الذهاب إلى احتراف التحكيم، من خلال الاستعانة بخبرة الحكام القدامى المشهود لهم بالنزاهة لتكوين الجيل الحالي، مع تشديد الرقابة. على كل حال هذا ملف شائك وهو من التحديات الكبيرة التي تنتظر الرئيس.

ماهي توقعاتك بخصوص النهاية المتوقعة للقسمين الأول والثاني؟

أظن أن الصراع في القسم الوطني الأول سوف يشتد بين وفاق سطيف وشبيبة الساورة للفوز بلقب البطولة. أما القسم الثاني في المجموعة الغربية فإن جمعية وهران في رواق جيد للفوز بلقب البطولة، في حين مجموعة الوسط أتوقع مولودية أو شبيبة بجاية، وبخصوص مجموعة الشرق فإن الجولات الأخيرة هي التي ستفصل بين اتحاد الشاوية واتحاد عنابة وهلال شلغوم العيد. وبالمناسبة نتمنى من رئيس الاتحادية إعادة النظر في كيفية الصعود، حيث لا يعقل لفريق يتوج بطلا في مجموعته يضيّع مجهود سنة في مباراة فاصلة.

كيف تعلق على إنجازات ممثلينا في المنافسات القارية؟

الأندية الجزائرية برزت هذا الموسم على غير العادة، لكن المهمة صعبة في الأدوار القادمة بحكم تطوّر الكرة الإفريقية.

هل تفكر في العودة إلى أجواء التسيير الكروي بعد سنوات من تسييرك لشؤون شباب باتنة؟

رئاسة النوادي لن أعود لها أبدا، لكن في هيئات كروية لا أمانع تقديم خبرتي وتجربتي لخدمة الكرة الجزائرية.

كيف تنظر إلى مستقبل فريقك شباب باتنة واتحاد الشاوية الذي التحقت بمكتبه المسير هذا الموسم؟

على الجميع في “الكاب” أن يعوا أنني غادرت منذ أربع سنوات، وهي مدة كافية للفوز بالألقاب والكؤوس، وإنني لم أعد شماعة يستعملها البعض في أي إخفاق، ولا يمكن التبرير بالوضع المالي، لأن استلام النادي الهاوي كان بصفر دينار دين. أما عن حظوظ “الكاب” هذا الموسم فكان مخالفا لكل التوقعات بعد أن كان مرشحا على الورق بلعب ورقة الصعود، لكن أصبحت مكانته مهددة وعليه بمراجعة أوراقه قبل فوات الأوان، وعلى الجميع مساعدة الرئيس في الوقت الحالي للخروج من هذه الوضعية الصعبة. وبخصوص اتحاد الشاوية الذي وجدت فيه راحتي ووجدت رجالا يقدرونني فلن ابخل بمساعدتهم، وهم ليس لهم ما يخسرونه في هذه البطولة، حيث تفصل الفريق ست نقاط على ضمان البقاء، وبعد ذلك كل شيء ممكن. أتمنى من كل أعماق قلبي أن أكون فأل خير لهم ويكلل ذلك بالعودة للقسم الأول لإحياء المشروع الذي فشلت فيه في باتنة، من خلال العمل على تكوين فريق في القسم الأول يمثل كل منطقة الأوراس على شاكلة شبيبة القبائل.

هل من رسالة أو إضافة في الأخير؟

أتمنى رمضانا مباركا للأمة الإسلامية عامة ولأنصار شباب باتنة واتحاد الشاوية خاصة.