-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زمن الاقتتال

الشروق أونلاين
  • 1751
  • 0
زمن الاقتتال

الفلسطينيون يتقاتلون بكل عنف هذه الأيام ويواصلون الاقتتال، رغم توصل الآمرين – الناهين إلى اتفاق بوقف هذا الاقتتال، والجميع يعرف من التجربة أن العرب أو الفلسطينيين عندما يدخلون الاقتتال، فإنهم يقتلون من بعضهم أكثر “بكثير” مما يقتل منهم العدو الأجنبي والذي هو في حالة فلسطين اليوم، ليس غير الجيش الإسرائيلي.هذا ما عاشه اللبنانيون خلال الحرب الأهلية وهذا ما عاشته وتعيشه معظم الدول العربية في الحروب والصراعات المحلية الدائرة بين الأنظمة العربية العميلة لإسرائيل في الغالب وشعوبها التواقة إلى الحد الأدنى من الديمقراطية والحرية واحترام إنسانية الإنسان من طرف هذه الأنظمة العميلة، وهذا ما يعيشه الفلسطينيون بالتحديد منذ القضاء على الانتفاضة والسطو على انتصارات أطفال الحجارة في اتفاقيات أوسلو وما تبعها من تنصيب السلطة الفلسطينية العميلة القائمة اليوم، بقيادة محمود عباس والقائم على تسيير العمالة داخلها مجموعة من العقد والكثير من الذين ثبت أنهم يعملون تحت الأمر المباشر للجيش الإسرائيلي في تصفية المقاومة الحقيقية المسلحة من كل الاتجاهات والتوجهات والقضاء على قادتها الكبار عبر الوشاية بهم مباشرة للجيش الإسرائيلي أو القيام بوضع الأقراص الإلكترونية التي تدل الطائرات والصواريخ الإسرائيلية على منازلهم وسياراتهم وأماكن تواجدهم حتى يتسنى تمزيق أجسادهم كما حدث للشيخ أحمد ياسين والمئات غيره من الثوار الذين ذهبوا ضحايا الغدر وخيانة إخوانهم.

ما يزيد الطين بلة اليوم، هو أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن تصديقه لأكاذيب ما يسمى بالسلطة الفلسطينية في تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية لم تصدق هي أو إسرائيل أو الإدارة الأمريكية أن المنتصر فيها سيكون حركة حماس حاملة لواء المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في حين كان العرابون يعتقدون أن الأمور قد استتبت تمام الاستتباب للسلطة العميلة القائمة بقيادة أبو مازن وبقية الخونة وإمكانية تحكمهم في أي عملية انتخابية والتلاعب بسريانها ونتائجها بحكم الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي يُحظون به من طرف إسرائيل والقوى العميلة والاستعمارية في المنطقة وفي الغرب.

لكن لما جرت الرياح بما لا تشتهي السفن تحول الرئيس محمود عباس إلى انقلابي دون تحفظ على شرعية حماس بقدرة إسرائيل وواشنطن والرباعية الأوروبية وحتى يشتري ذممهم ويعوض فشله في التزاماته أمام هذا الثالوث ويواصل السيطرة أصبح يختلق اللقاءات والاجتماعات مع القادة الإسرائيليين والأمريكيين ليعلن فشل الحوار مع حماس حتى قبل أن يبدأ هذا الحوار من أجل إزاحة هذه الأخيرة بالشرعية الدولية عن مكانها الذي تحتله في الحكومة بالشرعية الشعبية والانتخابية.

وأمام عدم استعداد حماس للتخلي عن حقها الذي استمدته من عموم الشعب الفلسطيني وإصرار سلطة أبو مازن على تطبيق الخطة الإسرائيلية الغربية في القضاء على المقاومة لا ينتظر أن تهدأ الأمور بين الفصائل الفلسطينية، خاصة أمام النوايا السيئة للجناح العميل في منظمة فتح.

كل ما يمكن انتظاره مع الأسف على المدى القريب على الأقل هو المزيد من الاحتقان والمواجهات، أي المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل سكوت الأنظمة العربية المتواطئة مع العملاء.

سالم زواوي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!