جواهر
يتم بنية الخلع بعد إنجاب الأطفال

“زواج العنكبوت” طريق غير مشروع للأمومة

أماني أريس
  • 3361
  • 5
ح.م

الزواج هو شراكة حياة أساسه نية الاستمرار، وبناء أسرة يتكامل فيها دور الزوجين روحيا وماديا، غير أن الاستقلالية المالية التي باتت تتمتع بها العديد من النساء دفعت بعضهن إلى زيجات مؤقتة مع أزواج غير مناسبين، هدفها تحقيق حلم الأمومة وتوفير الحصانة الاجتماعية ثم التخلي عن الزوج الذي ينتهي دوره بمجرد تحقيق الهدف وهو إنجاب طفل أو أكثر.

خالعة أو مطلقة بأبنائها أفضل من عازبة وحيدة

أم مطلقة أو خالعة لزوجها أرحم بالنسبة لهؤلاء النساء من “عانس وحيدة ” والسبب حسب رأي الأخصائية في علم الاجتماع الأستاذة صونيا سدراتي ليس في اللقب في حد ذاته إنما في الوضعية الاجتماعية التي تعطي حصانة وحقوقا للمرأة المطلقة إذا كانت تملك أبناء أفضل من العازبة التي تنغص حياتها العديد من القيود الأسرية والاجتماعية من جهة، ويتزايد شعورها بالخوف من الوحدة يوما بعد يوم من جهة أخرى، وهو ما يجعلهن يخططن لـ ” زواج العنكبوت” من رجال غير مناسبين أو غير مسؤولين بنية الخلع بعد إنجاب الأطفال، وتحذر الأخصائية من صعوبة ومخاطر تربية الأبناء في غياب دور الأب خصوصا من الجانب الوجداني، وتؤكد أن هؤلاء يتحمسن لآداء دور مزدوج لكنهن قد يفشلن بمفردهن ويلقين بعبء آخر على المجتمع يتمثل في عدد من الأبناء الفاسدين.

أخشى الوحدة

ورغم أن زواج المصلحة أو الزواج المؤقت يعدّ من الزيجات الفاسدة والمحرمة شرعا إلا أن بعض النساء لا يجدن حرجا في الإقدام عليه بمبررات مختلفة حسب وضعياتهن العائلية والاجتماعية فمن جهتها ميادة البالغة من العمر 38 عاما وهي موظفة بالقطاع الصحي تستعد للارتباط بشاب أصغر منها بتسع سنوات وعاطل عن العمل، وعن مدى اقتناعها بهذا الزواج تقول: ” أعلم انه قبل الزواج مني من أجل سيارتي التي وعدته بتمليكه إياها، لكنني لن أندم أبدا إذا أراد الانسحاب من حياتي سأخلعه أنا الأهم عندي أن أنجب منه طفلا أو اثنين ولا أبقى وحيدة طول عمري فأنا أخشى كثيرا من الوحدة خصوصا في كبري ”

أردت التحرر

أما بالنسبة لدنيا وهي أستاذة في الطور المتوسط فلم تجد من طريقة تحررها من تسلط أخيها وطمعه في مرتبها سوى قبولها الزواج من رجل مطلق، سيء السمعة حسب ما صرحت به وتقول : ” خطبت مرتين ولم يحصل النصيب وعندما بلغت 41 سنة تقدم لخطبتي جارنا وهو رجل مطلق وسكير وسيء السمعة مع ذلك قبلت به حتى أتحرّر من أخي الذي يقيدني رغم كبر سني، كما أنه يطالبني في كل مرة بإعطائه نصف مرتبي، فقررت أن أتزوج لألحق وأنجب على الأقل طفلا، وهو ما حصل فعلا بعدها قمت بخلع زوجي وبقيت أعيش مع ابني ”

مصلحة متبادلة

وتسجل حالات الخلع في الجزائر ارتفاعا مثيرا للجدل بمعدل 6 آلاف حالة سنويا، تتم معظمها بعد إنجاب الأطفال، كما يؤكد المختصون أن العديد من طالبات الخلع يعترفن بأنهن على دراية بعيوب الزوج قبل الزواج، مع ذلك يقدمن على عقد الزواج، وفي هذا الصدد تقول الأستاذة لبنى جويمع محامية معتمدة لدى المحكمة العليا ” معظم قضايا الخلع التي نعالجها سببها تقصير الزوج أو تخليه عن مسؤوليته اتجاه أسرته، أو تعديه على الذمة المالية لزوجته، أما السبب الثاني الشهير هو الخلافات الدائمة وعدم التوافق الناتج عن تباين المستوى الثقافي بين الزوجين” وتضيف الأستاذة ” هناك مؤشرات تدل على أن الزواج تم بدافع المصلحة المتبادلة وانتهى باتفاق مسبق، فعلى سبيل المثال هناك حالات خلع تتم بسهولة دون اعتراض من أحد الطرفين حيث تسدد الزوجة المبلغ المحدد لإتمام الخلع، ويوافق الزوج دون اعتراض أو استياء، والمصلحة غالبا تتمثل إنجاب الزوجة للأطفال وحصولها على حق السكن، أما بالنسبة للزوج فهو استفادته المالية من زوجته “

مقالات ذات صلة