-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يزعج الرجل ويدفعه بحثا عن الحرية

زوجات في موقع الأم الحريصة.. اهتمام مبالغ واقتحام للخصوصية

نسيبة علال
  • 2240
  • 0
زوجات في موقع الأم الحريصة.. اهتمام مبالغ واقتحام للخصوصية
بريشة:فاتح بارة

بدافع الحب أو التعلق، تبالغ الكثير من الزوجات في إظهار اهتمامهن بالشريك، حتى إن الأمر قد يتحول لدى بعضهن إلى هوس وحالة مرضية، تخلف أعراضا واضطرابات في حال لم يتجاوب معها الطرف الآخر، أو لم تجد وسيلة لإبداء انشغالها به. وهذا، ما قد يسبب أزمة في العلاقة الزوجية، ويدفع الرجل إلى البحث عن حريته بمختلف السبل.

مراقبة على الهاتف ووسائل التواصل

من أكبر الأخطاء التي ترتكبها المتزوجة في حق نفسها أولا، قبل أن تؤذي بها الشريك، اعتقادها أن زواجها يجعل من الرجل ملكية خاصة بها، ومن حقها التصرف به كيفما تشاء، بل إن من حقها الاطلاع والإحاطة بجميع تحركاته وعلاقاته ومحادثاته. وهذا، بالضبط، ما يرفضه الرجال جملة دون استثناء.. ويكون في الكثير من الأحيان سببا للمشاكل والأزمات الزوجية، التي قد تنتهي بالانفصال. فقد تسمح الكثير من الزوجات لأنفسهن بالاطلاع على مكالمات الزوج، الواردة والصادرة، والتجسس عليها أحيانا.. كما تجد الزوجة أن من حقها قراءة محادثاته مع الأصدقاء والمقربين، ومحاسبته على هفواته كمراهق غير ناضج. تقول الأخصائية الاجتماعية، الأستاذة مريم بركان: “هذا السلوك، لا ولن يجعل الشريك يشعر بحب المرأة واهتمامها أبدا، بل إن كل ما سيشغل تفكيره حيالها: كيف يتخلص من قيودها، ويشرع في البحث عن حريته، حتى لو كلفه ذلك الكذب والتحايل أو الانفصال إذا خرج الأمر عن حدود المعقول.. وهذا كثير الحدوث في الآونة الأخيرة، وهو راجع إلى شخصية الزوج وطبيعة حياته السابقة”. وهذا بالضبط، ما يعكسه الواقع في العديد من التجارب، كتلك التي مرت بها بسمة، 34 سنة: “بعد ثماني سنوات زواجا، اكتشفت أنه في المرات الكثيرة، التي أوشكت فيها على الانفصال عن زوجي، كنت أنا السبب.. فقد بالغت في اهتمامي بتفاصيله. وكنت أشعر بأنني أكثر وعيا منه. لم يحتمل نصائحي وتوجيهاتي المستمرة، وحرصي على مراقبة علاقاته. لقد بلغ بي الأمر إلى التدخل لإنهاء بعض صداقاته. وكان ذلك بدافع خوفي عليه من الأذى أو الاستغلال. وفي مفهومه، كان هذا اقتحاما صارخا لخصوصيته، وطعنا في رجولته..” لم يكن يصارحها حينها، ولكن بسمة اكتشفت مرارا كيف أصبح زوجها كتوما، ويمنعها من لمس هاتفه أو استخدام حاسوبه، ولا يناقش معها مواضيعه الشخصية.

تضييق على المواعيد والخرجات

بقاء المرأة في بيتها لوحدها، أو افتقارها إلى نشاطات تشغل بها فراغ وقتها، يجعلها أكثر تعلقا بالشريك. وبالتالي، تزيد من تضييقها عليه. وليس بالضرورة أن تكون هذه السلوكيات نتيجة شعور سلبي دائما، إذ يؤكد خبراء أن الحب المفرط والاهتمام الكبير بأدق التفاصيل، هو البذرة الأولى التي ينمو منها شعور التعلق المرضي، ويدفع بالمرأة إلى مطالبة الرجل بالبقاء إلى جانبها، وعدم قضاء وقته مع طرف آخر، كالعائلة والأصدقاء مثلا.. ويتطور الأمر إلى شك ثم إلى عداوة، عندما يبدي الزوج مقاومة لرغبة المرأة في التحكم في برنامجه، ما يجعلها تعتقد أنه يفضل الغير عليها، بينما الأمر ليس كذلك.. تشير الأخصائية في علم النفس، الأستاذة كريمة رويبي، إلى أن “كل ما في الأمر، أن الرجال ينزعجون من تطفل زوجاتهم، لأن طبيعتهم تجعلهم يرغبون في الظهور دائما في موقع الشخص الناضج المسؤول، ولا يحبذون اطلاع زوجاتهم على مساحتهم الخاصة مع الأصدقاء، التي يتمتعون فيها بالمرح أو يظهرون فيها بعض الضعف، حين يتخلصون من قيود الأسرة والعمل”.

فبقدر ما تعتقد النساء أن كيدهن عظيم بالفطرة، كما يسمحن لغريزة الأمومة لديهن بالعمل مع الزوج، بقدر ما يستخدم الرجال حيلهم للإفلات من الاهتمام المفرط، الذي يجدونه مزعجا، يقول نور الدين: “أصبحت أختلق مواعيد للسفر في إطار العمل، لأخلق مساحتي الخاصة، وإذا بزوجتي تطلب مني السفر معي، لتهتم بترتيب ثيابي ومساعدتي على الانضباط، الأمر صعب جدا في وجود زوجة لحوحة، تعاملك كطفل غير ناضج لا يعرف مصلحته”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!