الشروق العربي
كهول وشيوخ يعودون للمراهقة

زوجات يشتكين تصابي الرجال.. فهل يملكن الحق؟

الشروق أونلاين
  • 18225
  • 6

من الطبيعي أن يتغير الأزواج بعد سن الأربعين، وتتبدل تصرفاتهم لتبدو أكثر نضجا ومسؤولية، خاصة إذا كان الزوج يتمتع بشخصية قوية وبقدر معتبر من الخبرات والتجارب، فإن بلوغه هذا العمر يكسبه رغبة في صنع تاريخ طيب يذكره به معارفه وأبناؤه، فيحسب لخطواته ومعاملاته حسابات كثيرة قبل أن يقبل عليها، بيد أن هذا السلوك قد يغيب في بعض الحالات التي يأبى فيها رب الأسرة الاعتراف بتقدم سنه، أو قد يخيل له أنه قد أحاط بالمعاملات الاجتماعية والعاطفية بشكل يغير لديه نظرته لنفسه وللأشخاص المحيطين به، فيشرع في التصرف بطيش، في محاولة منه ليعيش بعض المواقف التي تجاوزها ولم يتسن له تجربتها في فترة المراهقة والشباب، ما يجعل المجتمع يرمقه بعين الدونية.

هل يزهر خريف العمر بعد ربيعه؟

قصة السيدة بهية من العاصمة 42 سنة، متعلمة وماكثة بالبيت، كانت أول ما يلفتنا لموضوع المراهقة المتأخرة، إذ روت لنا ما تعانيه مؤخرا من تصرفات زوجها ذي الـ53 عاما: “منذ أشهر، أشعر أني وأولادي نتقاسم البيت مع شخص في عز مراهقته، يقتني مثبت الشعر ويرتدي الملابس الشبابية، زوجي صدمني يوم بدأ يلاحق الأغاني العاطفية والمسلسلات التركية، يمكن أن ينسى نصف قائمة المشتريات دون أن يتوانى عن شحن هاتفه لمراسلة الشابات..”، فالسيدة بهية ورغم مستواها التعليمي والثقافي الجيد لم تجد بعد الأسلوب الصحيح لإعادة رشد زوجها المراهق من جديد، سوى أن تلتزم الصمت حيال ما يجري، وبهذا الخصوص تؤكد الاستشارية النفسية الوافي فاطمة الزهراء بأن الخوف من المستقبل ومن عدم القدرة على العطاء كما في الصغر يدفع بالزوج إلى الفزع من مرحلة الشيخوخة ما يدفعه للعودة للأساليب التي يظهر بها أنه لايزال قادرا على العطاء والانطلاق، كما حذرت من أولئك الرجال المثقفين الذين يعلمون بأن محيطهم على وعي بمسألة المراهقة المتأخرة، فيتخذون من الأمر شماعة يعلقون عليها نزواتهم وزلاتهم غير المبررة في عمر متقدم.

لهذه الأسباب تعود المراهقة بقوة

يعتقد بعض الأزواج بعد مرور سنين طويلة على عشرتهم العاطفية والاجتماعية أنه لا داعي لإظهار المشاعر الموجودة أصلا، فنجد أن أحدهما يتجاهل الآخر وبذلك يتسبب في ظهور حالة من المراهقة المتأخرة النابعة عن حاجة أحد الطرفين لإظهار استمرارية وكم مشاعره، وقد أفادت المستشارة النفسية الوافي فاطمة الزهراء أنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض المراهقة المتأخرة بشكل واضح على الجزائريين هو الفراغ والتقاعس عن أداء المهام، أو وجود مساحة نفسية شاغرة، تمكن الرجل في عمر الأربعين فما فوق من التنقيب عن مكبوتاته المتعلقة بفترة نشأته، والتي أنتجتها سياسة العيب وغياب ثقافة التعامل مع الجنس الآخر، وربما الحرمان وتدهور الظروف المادية، وليس بالضرورة أن تكون وضعية الزوج هذه نتيجة خلل هرموني أو حاجة عاطفية، وتشير الدكتورة إلى أن النساء أيضا يكن عرضة للمراهقة المتأخرة ولكنها لا تظهر على سلوكهن بقدر ما يمكن ملاحظتها عند الرجل، وكذلك الأمر بالنسبة لآثارها وعواقبها باعتبار الحدود الأخلاقية لكليهما في مجتمعاتنا.

الذكاء يحد من تداعيات المراهقة المتأخرة

هذه الظاهرة الطبيعية التي يمر بها معظم الرجال فوق سن الأربعين بتداعيات متفاوتة من حالة لأخرى، والتي يقدر الأخصائيون عمرها من سنة إلى 5 سنوات أصبحت تقلق الزوجات وتثير غضبهن واشمئزازهن، وأحيانا تتطور إلى مشاكل أسرية عويصة قد تفك بالطلاق المتأخر بعد طول عشرة، لتفاديها تنصح الاستشارية بالتعامل بذكاء أمام مواقف المراهقة المتأخرة هذه، بأن تغض المرأة وحتى الأطفال الطرف عن بعض التصرفات التي يبديها الزوج في هذه المرحلة، فهو في الأخير إنسان ناضج ويمكنه اكتشاف عيوبه بعد فترة، كما تنصح بالاحتواء الأسري والعاطفي حتى وإن لم يطلبه الزوج، لأنه في العادة يبدي تحفظا بهذا الخصوص فيترفع عن طلب الاهتمام والمشاعر الطيبة، لذا يلجأ للبحث عنها في مواضع أخرى وبأساليب ترجعه لفترة المراهقة.

مقالات ذات صلة