جواهر
وجهات نظر

زوجتك مديرة شركة!

نادية شريف
  • 1957
  • 11
ح.م

إذا سألك أحدهم ماذا تعمل زوجتك، وكانت ماكثة بالبيت فلا تقل لا شيء لأنك بهذا تظلمها، إذ كيف تنفي جميع أدوارها وتختصر كل جهودها بمجرد كلمة؟ كيف تغفل عن تعبها وحسن تدبيرها للمنزل الذي لو تركت لك مهامه لوجدت نفسك في ورطة ولو جلست لا تفعل شيئا كما هو مشاع عنها لانهار على رأسك؟
بيتك شركة وزوجتك هي المديرة التنفيذية، تعمل بدوام كامل، وتقف معظم الوقت على رجليها تنتقل من شيء لآخر وكأن كل شيء ينتظر لمستها ثم تأتي أنت وتقول بأنها لا تعمل شيئا، فأي منطق هذا الذي يسيرك أنت وبنو جنسك ممن يبخسون المرأة الكثير من الحقوق بحجة أنها عالة عليهم ولا تساهم في المصاريف!!!
عجبي كل العجب من أولئك الذين يحملون مثل هذه الأفكار الهدامة لنفسية المرأة، إذ بدلا من تشجيعها على أنبل المهام الموكلة إليها على الإطلاق وهي رعاية الأطفال والقيام بشؤون المنزل على أكمل وجه لجعله مكانا للراحة وموطنا للمودة، تجدهم يحبطونها بجملة “ما ادير والو قاعدة في الدار”.. وهنا لا بد من التوضيح!!!
مكوث المرأة في المنزل لا يعني أنها تستقبل قهوتها في سريرها وتمسك بآلة التحكم لتشاهد البرنامج تلوى الآخر.. لا يعني أن لديها خادمة تقوم بكل الأشغال بدلا عنها وتنهض هي لتلعب على “المرجيحة” أو تضيع الوقت على مواقع التواصل.. مكوثها بالبيت يعني أنها موظفة من نوع آخر ولسوء حظها بلا راتب.. هذا هو الفرق الوحيد في اعتقادي بين العاملة خارج المنزل وداخله!!!
وإن جئنا لتدعيم أفكارنا بما لا يدع مجالا للشك حول أهمية الأدوار التي تقوم بها الماكثة بالبيت فلن نجد أفضل من قول العلامة ابن باديس: “نحن لسنا بحاجة إلى المرأة التي تطير وإنما نحتاج إلى المرأة التي تصنع الرجال”، ولن نجد أبلغ من قول الداعية الإدريسي: “يجب أن نعتبر الأم الجالسة في البيت موظفة فوق السلم الوظيفي ( أور إيشيل)، نظرا لأهمية وظيفتها، ويجب أن ينظر إليها المجتمع على أنها تقدم أكبر مساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي وأن دورها أكثر أهمية من دور الطبيبة والعالمة والمخترعة”.
من كل ما سبق نتمنى أن تجيب أيها الزوج حين يسألونك ماذا تعمل زوجتك بأنها مديرة شركة.. نعم قل لهم بأنها مديرة دون أن تتردد أو تخجل لأن بيتك بمثابة الشركة وزوجتك هي التي تقوم بكل شؤونه.. هي مديرته بامتياز ولا بد من عدم بخسها حقوقها لأنها تعد لك وللمجتمع الأفراد الفعالين.. لا بد من الإقرار بنجاحها وتفوقها وتكريمها ولو بالكلمة الطيبة التي تجعل نهر عطائها لا ينضب.

مقالات ذات صلة