زوجتي كثيرة الصراخ وأنا ما عدت أحتمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة لطاقمكم الجميل ولكل القراء والمتابعين لركن فضفضة ودون الإطالة عليكم أسرد تفاصيل معاناتي مع زوجتي التي تغيرت بالكامل مؤخرا وأصبحت شديدة الصراخ في المنزل ولأتفه الأسباب كما لو أن عفريتا ركبها..

كانت حياتنا في السابق هادئة جدا، وكنا ننعم بالسكينة والطمأنينة، وكانت زوجتي رائعة وتفيض حبا وأنوثة لكنها تغيرت وأصبحت لا تطاق.. تسمعني كلاما خادشا للحياء وتضرب أطفالها بلا رحمة ولا شفقة وإني محتار جدا ما سبب تصرفها على هذا النحو المدمر للعلاقة..

بصراحة صرت أنفر منها كثيرا ومن البيت.. صرت أهرب فقط كي لا نتجادل ونتناقش فيعلو صوتها وأضطر لتعنيفها.. صرت أراها بصورة قبيحة جدا ولا أحتمل صوتها الرعديد.. أحاول عبثا التحكم في نفسي لأني صرت أفكر في ضربها ووضع حد لها، خاصة وأنها تمادت فوق اللزوم..

راسلتكم لعلي أجد بعض النصائح كيف أتعامل معها، وكيف أعيدها لسابق عهدها دون الاضطرار لاستعمال العنف الشديد.. أصرخ عليها أحيانا وأبادلها الشتائم ولكني لا أشعر بأن الذي نعيشه حياة طبيعية.. أنا أحب الهدوء والسلام ولا أحب أن يتأثر أطفالي نفسيا نتيجة تصرفاتها اللامسؤولة..

أنتظر ردكم وتقبلوا مني فائق التقدير لجهودكم والاحترام لشخصكم الكريم.

مراد من الجزائر

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أخي مراد والله أسأل أن يوفقك ويزيح همك ويهديك إلى القرار الصائب الذي فيه خير لك وللعائلة الكريمة وبعد:

قبل أن تفكر في استعمال العنف الذي من الممكن أن يزيد الطين بللا، وقبل أن تتصرف بشكل خاطئ وتندم، حاول أن تعرف السبب الذي جعلها تتغير، إذ من غير المعقول أن تتحول من امرأة هادئة إلى أخرى عصبية دون وجود شيء أو أشياء تؤثر على نفسيتها..

زوجتك سيدي الكريم ربما تعاني من الضغط الشديد وأنت لا تعينها.. ربما تأخذ دواء يزيد من سرعة انفعالها.. ربما لا تحصل على كفايتها من الحب والحنان والاهتمام وتشعر بأنها مستهلكة.. ربما تعمل خارج البيت وتتعب في تربية الأبناء وزد على ذلك باقي الأعباء وكل ذلك يؤثر على نفسية النساء..

ما عليك فعله سيدي هو التحاور مع زوجتك لمعرفة ما بها.. ما ينقصها.. ما يزعجها.. ما يعكر صفو حياتها.. ما عليك فعله هو مساعدتها ومد يد العون لها واحتواء مشاعرها، لربما ثورتها ما هي إلا رد فعل على تصرفاتك نحوها وازدرائك لها وعدم تقديرك لجهودها..

إن فعلت كل ما يجب وكنت لها نعم الزوج ونعم الصديق وكنت تعينها وتعتني بها وتغيرت لسبب غير الذي ذكرنا فلا تتردد في رقيتها والله المستعان.

أخيرا سيدي نتمنى لك التوفيق والسداد.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com