جواهر

زوجي طرد ابني من البيت!

جواهر الشروق
  • 17249
  • 9
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ابني – 15 عام – تأخر خارج المنزل، وقد تحدثت معه كثيراً أنا ووالده أننا نرفض هذا الأمر لكنه لا ينصاع فطرده والده آخر مرة حينما عاد بعد منتصف الليل.

لا أدري قلبي بين زوجي وابني، خائفة كونه قد بات يومين الآن خارج المنزل ولا أدري أين هو، وبين زوجي الذي يصر على تصرفه ويقسم أنه لا وسيلة لتربيته إلا هذه.. ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع ابني المراهق قبل أن ينحرف مع أصدقاء السوء؟

فريال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم

أهلاً بك يا فريال على صفحات استشارات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك للخير وأن يعينك على تربية أبنائك وأن يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وأن يجعلهم قرة عين لكِ ولوالدهم.

هذا التصرف – من قبل الأب – خطأ جداً ولا يمكننا أن نلتمس له أي عذر فهذا أسلوب تربوي خاطيء، فقد يستسيغ المراهق الغياب خارج المنزل خاصة لو وفر له أصدقاء السوء مكاناً للمبيت وبالتالي يشعر بأنه تخلص من قيود والديه، تحدثي مع زوجكِ بضرورة البحث عن الابن واحتوائه والتحدث معه بالمنطق والعقل دون الاستهزاء بأخطائه، وقد أخبرتني يوماً إحدى الأمهات أن زوجها وافق على تأخر ابنهما خارج البيت  لكن تحت شرطين الأول أن لا يتأخر عن الساعة الواحدة صباحاً والثاني هو أن يحافظ على صلاة العشاء والفجر في المسجد الموجود جانب البيت، وأخذت منه عهداً – تثق فيه – بذلك.. ومع مرور الوقت صلح حال المراهق وإعتاد على الصلوات الخمس في المسجد وأصبح ينام باكراً ليستيقظ لصلاة الفجر وبالتالي ترك السهر خارج البيت.

المشكلة لا تكمن في مبدأ عدم التأخر خارج البيت إنما سلوكيات المراهقين التي يتعلمونها من أصدقاء السوء، والأهم على زوجك ألا يكرر الصدام مع ابنه المراهق، بل وأن يستفيد من نقطة التأخير في إصلاح شئ آخر، وذلك بعد مراقبتكمت له والتأكد أنه لا يفعل شيئاً خاطئاً، وبالتالي تلجأ لحل وسط وبهذا يتعلم المراهق الوسطية في الحياة.

يجب أن يتعلم الآباء بعض مهارات التعامل مع الأبناء المراهقين والتي تساهم بدورها في ترسيخ ثقة الأبناء في أنفسهم وفيمن حولهم وهي للمشاركة بين الآباء والأمهات والتربويين على حد سواء:

– يجب أن تحب ابنك المراهق وأن تقبل عليه بكل مشاعرك كما هو ولا حرج في إحتضان وتقبل ابنك المراهق وبالطبع ليس أمام الناس.

– لاحظ دائماً جهد ابنك المراهق وشجعه على الإنجاز والعمل واثني عليه أمام نفسه وأمام الناس.

– أؤمن ب قدرات ابنك المراهق، وثق بأنه يستطيع أن يصل لما يريد حتى لو أخطأ لا تكثر لومه.

– إياك أن يشعر ابنك أنك تراقبه، راقبه بهدوء وعن بعد فهذا سيدمر كل ما بينكم.

– تذكر أن أفضل شئ يفعله الآباء أحيانا تجاه أخطاء الأبناء هو الصمت.

– اعلم أن كل إنسان يحتاج إلي لمسة قلب حانية، فلا تجعل ابنك يبحث عنها في الخارج.

– ابحث عن حلول لمشاكل ابنك بدلا من إلقاء اللوم عليه وعلى الآخرين.

– لا تقلل من شأن إهتمامات ابنك، وحاول أن تصل إلى ما يفكر به وتشاركه، احترم الذوق العام للجيل المنتمي إليه ابنك، ووضح له قيمة أن يضع لنفسه هدفاً ويحققه.

– ساعد ابنك علي تفهم الصورة الخيالية التي يقدمها الإعلام، ووضح له المغلوطات التي يقدمها حتى لا ينبهر بها أو يصدقها على العلاقات الغرامية اللاواقعية، والجسد الشديد التناسق، ووهم الثراء الفاحش وغيره.

– لا تقحم نفسك علي صداقات ابنك، فأغلب المراهقون يكرهون ذلك.. حاول أن تتقرب إليهم بعض الشيء وإن رفضوا ذلك فلا تضغط عليهم.

– مهما حدث لا بد أن تقول لابنك أنك معجب به، واسرد له إيجابياته من حين لآخر.

– من حق ابنك أن يعترض علي عاداتك السيئة، فتقبل ذلك بصدر رحب، ولا تبالغ في تمجيد ذاتك، ودع ابنك يعبر عن رأيه بحرية، وتجنب أنا خبرة.. أنا أعلم.. لأن معني هذه العبارات أنك لاتنصت إليه أبداً.

– مع الأخطاء المتكررة للمراهق لا تترك التسامح مع ابنك، ولا تهجره.

– لابد من أن تتناقش مع ابنك في تحسين الأسرة نحو الأفضل، وأن تحمله بعض المسؤوليات المادية.

– لا تهن ابنك أبداً أمام الآخرين.         

– لا تمانع في أن يستخدم ابنك بعض متعلقاتك، فهذا يقوي العلاقة بينكما.

– حافظ علي سر ابنك، ولا تبح بأسراره أبدا فإذا أخبرك بسر فلا تفشه أبداً.

– لا تتوقع من ابنك أن يستمع لنصيحة تلقاها منك من أول مرة.

– إياك أن تعمم غضبك أو أفكارك السلبية في كل شئ يفعله ابنك.

– وأخيراً كن قدوة يحتذي بها ابنك، وبعدها سيصبح ابنك صاحب ثقة بإذن الله.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة