-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الأمم المتحدة ردت على تطاول دبلوماسيي الرباط

زيارة دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا تهز النظام المغربي

محمد مسلم
  • 4323
  • 3
زيارة دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا تهز النظام المغربي

هزت الزيارة التي قادت المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي السويدي ـ الإيطالي، ستيفان دي ميستورا، إلى دولة جنوب إفريقيا، أركان النظام المغربي، بشكل دفع المراقبين إلى التساؤل حول خلفية المستوى الذي وصل إليه رد الفعل المغربي، والذي ينبئ باحتمال وقوع تطور في غير صالح الرباط.
ودفعت هذه الزيارة الفاعلين الرسميين وغير الرسميين في المملكة العلوية، إلى إصدار بيانات وتصريحات متشنجة ومرتبكة، كان أبرزها تلك التي عبر عنها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي حاول التقليل من وقع الزيارة على الرأي العام المغربي، عندما قال إن دولة “جنوب إفريقيا كانت وستظل فاعلا هامشيا في قضية الصحراء الغربية”.
ووصل ارتباك رئيس دبلوماسية النظام المغربي حد مهاجمة المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، قائلا: “حتى لو ذهب دي ميستورا إلى المريخ فلن يغير شيئا”، على حد زعمه، وبلغ به الأمر إلى التهجم على الأمم المتحدة عندما تحدث عن “خطوط حمراء”، قال إنها “غير خاضعة للنقاش ولا للتفاوض ولا للتلاعب، سواء مع المبعوث الأممي أو مع الأمم المتحدة ذاتها”.
وقبل ذلك، كان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قال إنه “لم تتم في أي لحظة استشارة المغرب أو حتى إبلاغه”، مشيراً إلى أن النظام المغربي عبر لكل من دي ميستورا، وكذلك للأمانة العامة للأمم المتحدة، عن “اعتراض المغرب القاطع على هذه الزيارة، وكذا رفض أي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء الغربية، وقدمنا الأسباب المشروعة والموضوعية”.
كما دخل على الخط أيضا، حزب التقدم والاشتراكية، الذي يقوده الوزير السابق في الحكومة المغربية، نبيل بن عبد الله، الذي أصدر بيانا قال فيه إن مهمة المبعوث الأممي مؤَطّرة بوجوب العمل حَـصرًا مع الأطراف المعنية بالعملية السياسية، فيما اعتبر تشاور دي ميستورا مع جنوب إفريقيا من شأنه أن “يُعيق المساعي الجادة نحو التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
غير أن الأمم المتحدة لم تأبه لتحفظات النظام المغربي، وقالت على لسان ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن دي ميستورا “يذهب للتحدث مع الأطراف التي يعتقد أنه يريد نقاش الملف معها، فهذا جزء من ولايته”، مؤكداً أن من حقه التشاور في الملف مع الدول المعنية – الدول الأعضاء – وكذلك الدول غير المعنية، وذلك “بهدف الدفع بالعملية الأممية”.
ولم تتخلف جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، عن الدفاع عن الزيارة، وقالت إن زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية إلى دولة جنوب إفريقيا “تندرج في نطاق ولايته، لاسيما بالنظر إلى التزام جنوب إفريقيا القوي بنظام دولي قائم على القواعد، فضلا عن دعمها وتعزيزها للحلول السلمية والعادلة للنزاعات في إفريقيا وخارجها”.
وتعتبر دولة جنوب إفريقيا من أشد الداعمين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتعتبر الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة السمراء، ومن ثم فهي تعمل رفقة العديد من الدول الإفريقية من أجل تقويض الأحلام التوسعية للاحتلال المغربي، غير آبهة بغضب الرباط.
وقد خلفت زيارة دي ميستورا إلى دولة جنوب إفريقيا صدى لدى العديد من المراقبين السياسيين والإعلاميين في العالم، وذهب البعض منهم لوصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة الحالي إلى الصحراء الغربية، بأنه يشبه كثيرا المبعوث الأسبق، الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس، الذي يعتبر من الداعمين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وتعليقا على هذه الحادثة، كتبت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” مقالا تحت عنوان “هل يسير دي ميستورا على خطى روس”، وتوقفت الوكالة عند العلاقة الخاصة التي تربط دولة جنوب إفريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية، وهو الرابط الذي جعل النظام المغربي يجن جنونه، مشيرة إلى أن “الانسداد هو الذي دفع دي ميستورا إلى استكشاف حلول أخرى”، قد يجدها في بريتوريا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابن الجزائر

    الى المروكي سير تعلق في جريدتكم المتصهينة (( هسبريس )) اما شروق هي للجزائريين وقضية الصحراء الغربية ان شاء الله في طريقها الى النضر اما ما قلته هو العكس صحيح نضامكم الذي أهدر ملايير على قضية خاسرة وترككم للجوع وكل من كشف حقيقة سيدكماذن لا مكان لكم بيننا

  • ابن الجزائر

    نصر لاخواننا في فلسطين والصحراء الغربية اما الصهاينة ومن اتبع سياستهم الى مزبلة التاريخ

  • مغربي

    بهذا يكون ديميستورا قرر مصيره كسابقه... يمكن اعتباره في سياحة مدفوعة التكاليف. كم من مبعوث مر قبله وكم من أموال صرفت عليهم بسخاء و ماذا كانت النتيجة؟ الواقع لايرتفع.