-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زيارة رمضانية!

عمار يزلي
  • 1403
  • 0
زيارة رمضانية!
ح. م

على إثر الأحداث الأخيرة في فرنسا والكويت وتونس ـ ولست أدري من أيضا ـ رحت أتساءل عن طبيعة الإجراءات “غير الأمنية” التي نتخذها جميعا كدول عربية وإسلامية وحتى غربية لمواجهة “الدولة الإسلامية” وانتشارها المتنامي في العراق والشام والذي بدأ يمتد إلى باقي الدول المجاورة والبعيدة، بل و”تعيين سفراء لها” لدى دول الغرب و”ولاة” لدى دول العرب!! (العمليات الانتحارية)! لم أجد إجراء واحدا قامت به دول الغرب سوى، استنزاف مقدرات شعوبنا من أسلحة وأموال طائلة تذهب إليهم لكي “يضحكوا منا” بطائراتهم وسلاحهم الذي يباع لنا بأسعار ونحن نضحك! لم أجد إجراء عربيا وإسلاميا حقيقا نابعا من القيم الإسلامية والنخوة العربية! وأحسن إجراء لمنع هذا الخراب القادم، هو استقالة هذه الأنظمة بكاملها لصالح جيل جديد من الشباب المتنور الفاعل المثقف الغيور العاقل! شباب من المسلمين المنفتحين المفكرين الداعين إلى الحق، المحاربين للباطل، العادلين! وما أكثر هؤلاء، لكن: مبعدين في أوطانهم، غرباء لدى الغرب! علماؤنا، مثقفونا، مبدعونا، خبراؤنا، فقهاؤنا، رجال الشهامة، نساء فضليات؟ أين هذه القوى الفاعلة؟ أسألوا الحكام الذين يفضلون أن تخرب البلاد على أن يتزحزحوا قيد أنملة من كراسيهم، وإلى آخر حجر مكسور من القصور على رؤوسهم القاصرة!

نمت على هذا الغضب، لأجد نفسي أقوم بزيارة رمضانية في وضح النهار للمؤسسات الحزبية والحكومية والإدارية عندنا، لعلني أشرح لهم ما يجب فعله، وإذا بي أمام مقر حزب عتيد وقد دار به الحرس من كل باب وجانب: سألت، فقيل لي: إنهم يحرسونه ليل نهار من الداخل ومن الخارج رغم أنه فارغ على عروشه! قلت لهم: لماذا من الداخل ومن الخارج؟ قالوا لي: يخافون من أشباح الشهداء من الداخل، ويحرسونه من الداخل لخوفهم من الشباب! ضحكت على مرضي ومررت إلى حزب آخر. كان حزب لرجل لم يجعل له من قبل سميا: قيل لي: أتراه؟ إنه يباع فيه الزلابية والشامية! لن تجد أحدا هنا في رمضان، اذهب لعل حزب المرأة مفتوح: ذهبت لأجد ريح الدخان في عز النهار! عرفت أن هناك من يحضر إلى مقر الحزب نهارا في رمضان، لكن لغير الصيام! لن أدخله! مررت في طريقي على حزب علماني فوجدت نفس الأمر: الشراب والأكل والشرب في عز النهار في رمضان! رجلان وامرأة فقط! قلت في نفسي: هؤلاء سينقذون البلاد من الغرق؟ هم من سيغرقونها!

الحاصل مررت حتى على البرلمان فلم أجد غير العساس والكونسيارج، وعلى الحكومة فلم أجد غير الشرطة في كل مكان على بعد كيلومتر! لم أستطع أن أذهب أبعد، لأني عرفت أني سأنهار غضبا.. فقد قد لا أجد أحدا أيضا.

عندما عدت إلى وعيي، كنت لا أعي شيئا! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • احمد

    السلام عليكم اعطيك مثل صيني وحلله كما تشاء الاواني الفارغة تحدث ضجيج