جواهر
عائلات تجبر بناتها على الزواج من زوج الأخت المتوفاة

زيجات شبه “عسكرية” تنتهي بالطلاق

نادية شريف
  • 11179
  • 12
إجبارية شبيهة بالخدمة العسكرية

تحت يافطات اجتماعية مختلفة، تجبر الفتاة على الزواج من زوج أختها المتوفاة، ويجبر أخ الزوج على الزواج من زوجة أخيه المتوفى، وتحت مسميات وعناوين بارزة، يصبح هذا الارتباط أشبه بالتزامات الخدمة “العسكرية” ليس فيه مكان للرفض أو التردد ، طالما أن الأمر يتعلق بلم شمل أسرة شتتها الموت، وبالرغم من أن معظم الزيجات التي تتم بهذه الطريقة ” العسكرية ” التي تلغي مشاعر الطرفين مآلها الفشل، إلاّ أن هناك الكثير من العائلات الجزائرية لاتزال تتمسك بها وفاء لذكرى المرحوم، ولحاجة في نفس يعقوب أيضا ..

زواج بالإكراه

ومايثير الانتباه في هذا الزواج أن كل شيء فيه يبدو مدبرا من قبل، و كأن عائلة الميت أو الميتة كانت تخطط لهذا الزواج لاعتبارات عديدة أهمها أن أخت أو أخ المتوفى هما الأولى بتربية أبنائه، الأحن عليهم، والأجدر بتيسير أمواله وممتلكاته إن وجدت، و إذا حاولنا أن نبحث عن نماذج لهذا النوع من الزواج فلن نتعب كثيرا، لأنه يكاد يتحول الى ظاهرة، وفي هذا الصدد نذكر حالة سهام، وهي فتاة في ال 25 من عمرها، كانت تحلم بفارس ينتشلها من حياة الفقر والتسلط الذي كان يمارس عليها من طرف أخيها، إلاّ أنها اضطرت في الأخير أن تدفن أحلامها في قبر واحد مع أختها التي ماتت أثناء عملية جراحية، و بعد أسابيع قليلة على الفاجعة، فاتحتها أمها في موضوع الزواج من زوج أختها التي تركت 4 أطفال اكبرهم فتاة في سنها تقريبا، ورغم أن سهام رفضت بشدة الارتباط بزوج أختها، إلاّ أن أخاها و أمها إرغامها على الزواج وهو ما جعلها ترضخ و نفسها طافحة بالضيق و التبرم، الأمر الذي وتّر العلاقة بينها وبين أبناء أختها التي لم تكن بالنسبة إليهم إلاّ زوجة أب جاءت لتضطهدهم وتحتل مكان أمهم، فاندلعت المشاكل بين الطرفين إلى الحد الذي لم يعد بإمكانها أن تعيش معهم في بيت واحد فقرر زوجها أن يضحي بها في سبيل سعادة أبنائه، حيث طلقها بابنتين و لم تجد حينها بدا من العمل بأحد المستشفيات كعاملة نظافة لإعالتهم.

وإذا كان غرض هذه العائلة من تزويج ابنتهم من زوج أختها بريئا، إلاّ أنّ عائلة ” فاطمة الزهراء “ذات ال 31 سنة التي أجبرت على الزواج من زوج أختها بعد وفاتها في حادث مرور لم يكن كذلك، حيث رأت عائلة الفتاة أن من الضرورة  أن تحافظ على ممتلكات ابنتهم الكثيرة بدل أن تأتي امرأة غريبة وتستولي على كل شئ دون تعب، و تزوجت فاطمة الزهراء من زوج اختها للحفاظ على ” التركة ” على حساب مشاعرها.

وحتى الرجل

وقد يبدو للبعض أن الرجل لديه حرية الاختيار عندما تعرض عليه عائلته الزواج من زوجة أخيه المتوفى، و لكن بعض العائلات لا تفرق بين المرأة والرجل عندما يتعلق الامر بزيجات “الطوارئ” لأنّ الواجب حينها يفرض هو الذي يفرض نفسه أكثر من أي شيء آخر، في هذا السياق يجد رضا، وهو شاب في ال 23 من عمره، ينتمي الى بيئة ريفية مفرا من الزواج بزوجة أخيه الذي مات بسبب أزمة ربو، وحتى زوجة أخيه التي تكبره بثلاث سنوات لم يكن بإمكانها أن ترفض الارتباط به، على أساس أنها كانت على علاقة طيبة بأهل زوجها الذي رأوا أنه من غير اللائق اجتماعيا أن ينشأ حفيدهم في بيت غير بيت أبيه.

وتروي لنا نورة التي تبلغ من العمر 30 سنة تجربتها مع هذا النوع من الزيجات قائلة: “توفي زوجي منذ ثلاث سنوات بعد صراع مع السرطان، وترك لي ثلاثة أطفال، فقام أهل زوجي باستدعاء ابنها الذي يقيم بفرنسا للزواج حتى يكبر الأطفال في كنف عمهم الذي كان مطلوبا منه أيضا أن يتولى العمل في المحل التجاري الذي تركه المرحوم ولكني لم أستسغ الفكرة وهو ما جعل أهله يثورون ضدي مع أنهم يعلمون جيدا أن ابنهم الذي يعيش بفرنسا لا يرغب في الزواج بهذه الطريقة”.

مقالات ذات صلة