ساركوزي : سأزور الجزائر من أجل الإقتصاد وليس من أجل التاريخ !

قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عشية زيارته للجزائر المقرة الإثنين، أنه ينظر إلى الجزائر نظرة البلد المحوري في كل الجوانب بالنسبة لفرنسا وخاصة في مجالات الثقافة والإقتصاد والطاقة، وفي حديث أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية نشر الأحد قال ساركوزي بصراحة أن ينظر إلى المستقبل أكثر مما ينظر إلى الماضي في ملف العلاقات الثنائية بين البلدين..

لا للتاريخ نعم للإقتصاد ؟!
حيث بدى واضحا أنه يريد أن يطوي ملف الحقبة الإستعمارية بأي طريقة وذلك بحجة “أن الأجيال الصاعدة في البلدين لا يمكنها أن تنتظر حتى يتفرغ الكبار من تسوية مشاكل الماضي”، حيث يشار أن عددا من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الثورية عبرت عن رفضها لهذه الزيارة مادام أن الرئيس الفرنسي يصر على رفض تقديم اعتذار بلاده عن جرائمها الإستعمارية في الجزائر ارتكبت طوال 130 سنة.

الغاز الجزائري يمول فرنسا إلى غاية 2019
ووفق هذه الخطة يبدو أن الرئيس الفرنسي يريد أن يخرج زيارته إلى الجزائر من سياقها التاريخي الذي تفرضه خصوصية العلاقة بين البلدين، إلى سياقها الإقتصادي، ومن خلال هذا الحوار الذي أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية بدا ساركوزي مهتما أكثر بهذا الجانب، حيث كشف أنه سيتم خلال تواجده بالجزائر التوقيع على عقود في مجال الغاز تضمن إمداد السوق الفرنسية بالغاز الجزائري إلى غاية العام 2019، مشيرا كذلك إلى التوقيع على اتفاق للتعاون النووي السلمي بين البلدين كان محل مشاورات معمقة على أعلى مستوى في وقت سابق..

مشاريع وطموحات
وفي هذا الإطار دائما قال ساركوزي أن العقود الإقتصادية التي سيوقع عليها في الجزائر خلال هذه الزيارة ستسمح بإنشاء ما يعادل سبعة آلاف منصب شغل جديد في الجزائر، وكشف ساركوزي أن فرنسا التي تعتبر أو مستثمر في الجزائر خارج قطاع المحروقات، تطمح من خلال الزيارة لأن تكون أكبر مستثمر في كل القطاعات وذلك بفضل المشاريع الجديدة لكبرى الشركات الفرنسية، حيث ستستثمر مؤسسة “غاز دو فرانس” ما قيمته مليار دولار في حقل توات، بينما ينتظر أن تستثمر مؤسسة توتال مليارا ونصف مليار دولار بأرزيو، كما تحدث الرئيس الفرنسي الجديد عن استثمارات صناعية ستنجز في الجزائر ومنها مصنع لتركيب عربات الترامواي وآخر لتركيب مركبات إطفاء الحرائق.

“أمنكم أمننا والعكس صحيح”
وفي مجال التعاون الأمني ربط ساركوزي أمن بلاده بالأمن في الجزائر قائلا : “إن أمن الجزائر هو أمننا العكس صحيح، وأن الإرهاب عدونا المشترك”، حيث تجدر الإشارة أن أيمن الظواهري الرقم الثاني في تنظيم القاعدة العالمي قد دعى إلى استهداف التواجد الأجنبي وخاصة في الفرنسي في شمال إفريقيا.

21 ألف طالب جزائري في فرنسا
وفي موضوع الهجرة الذي يعتمد على مبدأ الإنتقائية خاصة مع المهاجرين الجزائريين، أبدى ساركوزي تمسكه بهذا المبدأ لكنه رفض أن يكون الأمر له علاقة بالتورط في تهجير الأدمغة الجزائرية، وقال أن الهجرة الإنتقائية التي بدا العمل بها في فرنسا هي أقل تشددا من تلك المطبقة في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأميريكة واستراليا، وقال ساركوزي في هذا الشأن انه يوجد حوالي 21 ألف طالب جامعي جزائري في الجامعات الفرنسية، قال إنه “من الصعب إرغام هؤلاء الطلبة على العودة إلى بلدهم إذا لم يكونوا يرغبون في ذلك”.

ــــــ
نسيم لكحل